بين الحقيقه والسراب
وإن رب الخير لا يأتي إلا بالخير
لانت ملامحها وشعرت براحة اجتاحت روحها لحديث ذاك الأب الحنون الذي وصل لأعماق قلبها وتوغل في روحها وأجابته
متقلقش عليا ياحبيبي أنا ورثت منك حاجات كتيره أووي إن صاحب الحق لازم عينه تبقي قوية وميسبش البجح هو إللي تبقي عينه قوية
وتابعت بكلمات الأمل التي تخرج من فمها
وطالما مبعملش حاجة تغضب ربنا فأنا إيماني بيه أكبر من أي عواصف تهدني
ربت علي ظهرها ونظر لها نظرات فخورة بتربيته
وأشار
إليها أن يستعدوا للمغادرة برؤوس شامخة مرفوعة في السماء لطالما قوت حالها برب السماء
وصعدا السيارة هي ووالدتها التي أبت بشدة أن تتركها وتبعهم رحيم بسيارته الآخر
بعد حوالي ساعتين من وصولهما الي المحكمة تأبطت ذراع أبيها بفخر ودلفا جميعا إلي القاعة ووجدوا تلك الشمطاء وولدها وزوجته يجلسون في المقاعد المتقدمه وبدورهم جلسوا في المقاعد المقابلة لهم
أما هي فلن تنظر ناحيتهم قط ولم تعتبر وجودهم من الأساس وكأنهم سراب غير موجود مما أربكها وجعلها تفقد الثقة قليلا من قوة ريم التي رسمتها ببراعة علي وجهها
ولتعلموا ان النظرات القويه التي تلقوها في وجه عدوكم تربكه وتجعله غير واثق من نتيجه قراره ولوهلة انه خاطئ وانه حتما سيخسر وكل ذلك من نظره واحده تجعل المضاد لك ېخاف بشده ويكاد قلبه يقفز بين قدميه وان السحر سينقلب على الساحر
بعد دخول القضاه والإطلاع على اوراق الدعوه طلب من المحامي المسؤول عن رفع الدعوه بالمرافعه
قام بوقار وبدأ مرافعته
السيد القاضي نائب رئيس المحكمة السادة قضاة المحكمة أتوجه إليكم برفع دعوة الولاية للسيدة اعتماد الجمال وصية علي أبناء ولدها نظرا لما قدمته لكم من أسباب قوية سوف تؤدي بمستقبل هؤلاء الأبناء مع والدتهم التي لاترعى الله فيهم
اطلع القاضي علي ملف الدعوة سريعا وراجع الأسباب الذي درسها من ذي قبل ثم طلب من محامي المدعي عليه بالدفاع
قام محامي ريم وأدي مرافعته بحرفية تثبت أن ريم وعائلتها في محل ثقة وأنها لم يسبق لها سابقة تخص الشرف كما ذكر في ملف الدعوة
طلب المحامي الذي رفع الدعوه التحدث فأذن له القاضي فهتف
أذنت لها المحكمة أن تتحدث باختصار
قامت تستند علي ولدها ورسمت علامات الطيبة الشديدة بدهاء على وجهها ونطقت بهدوء مغلف بالحزن المصطنع
أنا جاية النهاردة وطالبة منكم ترأف بحالي
ياحضرة القاضي
أكملت حديثها وهي تشير إلي ريم
كانت السبب في كانت كل يوم تتخانق معاه وهو
كان مهنيها بشهاده كل اللي حوالينا يا سياده القاضي وكان بيتمنى لها رضا ترضى اما هي قابلت الموده والرحمه منه بالعصيان وجابت له ساكته قلبيه خليته ماټ بسبب كلامها اللي زي السم اللي كل يوم كانت تقوله له
وفي الاخر عايزه تتجوز وتاخد ولاد ابني مني وهي كانت السبب في مۏت ابوهم انا مش عايزه منها حاجه تتجوز براحتها وتعيش حياتها براحتها الله يسهل لها ولها رب هو اللي هينتقم منها ويجيب حق ابن اللي ماټ بسببها
كل اللي انا طالباه ولاد ابني ما اتحرمش منهم مش كفايه ابني اللي ماټ وهي خرجت من بيته تشوف حياتها براحتها وتعيشها ولا كأن جوزها مېت قبل عدته حتى ما تنتهي ودي كانت طبيعه حياتها التسيب
سالها القاضي
دلوقتي سؤال واحد يا ست تجاوبيني عليه انت دلوقتي بتشككي في اخلاقها انها ما تنفعش تبقى مسؤوله عن اطفال ايه دليلك على كده
استدعت دموع عينيها التي احضرتها ببراعة وليده اللحظه وقالت
قدامك الدليل يا سياده القاضي ابني اللي ماټ وهو في عز شبابه بسبب كلامها اللي قالته ليه وحړقت قلبه وموتته ناقص عمر
وسلفتها هنا تشهد عليها باللي سمعته منها وخلته ماټ من الصدمه من كلامها
اړتعبت هند ما إن ذكر اسمها واصبحت الكوره في ملعبها اما ان تركلها بمهارة ستتعب من أثرها قليلا ثم تستريح أو تحرزها في الأوت ومن بعدها ستلقي ملامات من فريقها وهم قلبها الذي سيحطم بيتها الذي سيهدم عمرها الذي سينتهي غيرة وألما
فكرت قليلا بعد أن أشار لها القاضي أن تتحدث فقامت بنظرة خالية من أي مشاعر
وأردفت بشهادة حق بعد أن تأكد القاضي من هويتها
الحق يتقال يا سياده القاضي ان ريم طول عمرها محترمه وبنت ناس وعمر العيبه ما صدرت منها ابدا وجوزها كان بيعشقها وهي كمان كانت بتبادلوا نفس العشق والحب وحياتهم كانت مستقره جدا
والمۏت ياسيادة القاضي ده عمره وقضاء ربنا منقدرش نعترض عليه
اتسعت أعين الجميع اندهاشا مابين حامدا لربه علي شهادة الحق فكانت تلك الحامدة هي ريم وفي ذاك الوقت نظرت إلي إعتماد نظرة انتصار أحړقتها
أما زاهر ووالدته في موقف لايحسدون عليه موقف ينظر لهم فيه انها افترت وطعنت في شرف زوجة ولدها وهي بشهادة كنتها عفيفة لاتعرف طريق التسيب كما ذكرت الأخري
كانت تود أن تنشق الأرض وتبتلعها ولا أن توجد في ذلك المكان لحظة أخري
تتوعد في داخلها أشد الويلات لتلك الهند
الذي أكمل القاضي أسئلته
يعني ريم جميل المالكي مرمتش لجوزها كلام يأذي نفسه ووصله للمۏت
ومكنتش امرأة متسيبة زي ماذكرت والدته
وتابع القاضي بتحذير
وخلي بالك إنتي حالفة يمين تشهدي بالحق
أخذت نفسا عميقا وأكملت
ياسيادة القاضي أنا قلت إللي عندي أنا عاشرتها تمن سنين كانت فيهم مثال الشرف والعفة وعمرها ماكانت متسيبة أو خليعة أبدا
وأه اتخانقت هي وجوزها ليلة ۏفاته لكن خناقة بين أي راجل ومراته عادي ومۏته ده كان قدره من ربنا
أغلق القاضي الملف الذي أمامه ناطقا بالحكم وكل من ريم ووالديها يضعون يديهم علي قلوبهم راجين الله حكم العدل
أما اعتماد تيقنت أنها خسړت معركتها الثانية أمام تلك الريم وازدادت حقدا ووعيدا وكل منهم في ملكوته إلي أن انتهوا إلي كلمة القاضي
حكمت المحكمة حضوريا برفض الدعوة المقدمة من السيدة اعتماد الجمال وصية علي أبناء ولدها لعدم كفاية الأدلة المقدمة لدي عدالة المحكمة رفعت الجلسة
احتضنها ابيها فرحا ناطقين جميعا
ربنا برأك من التهمة الشنيعة بالظبط زي براءة الذئب من ډم ابن يعقوب مبارك عليكي حبيبتى ولاية أولادك بحكم المحكمة كمان
أما اعتماد فكانت في حالة يرثي لها وأخذها ولدها وخرجا من القاعة بسرعة رهيبة وتلتهم هند ترتعب خوفا وړعبا من القادم
ولكن الذي يطمئن روحها ماتستند عليه وتحت قبضتها والتي ستجعلهم لايقتربون إليها وإلا ستقلب عليهم العالم بما في قبضتها
البارت السابع عشر
بعد المحكمة عانت هند كثيرا ضړبا وسبابا وقڈفا وطردها زاهر من البيت وكما توقعت صديقتها أن حماتها لن تتحمل بناتها أسبوعا وقد كان بعثت لها أخيها وأرجعتها منزلها وهي علي مضض
اما عن مريم فاليوم سيتحدد مصيرها فقد استطاعوا بفضل المولى سبحانه وتعالى وذكاء نادر ووقوف جميل بجانبها ان يترصدوا لتلك الشبكه التي ستؤذي بمستقبل الفتايات اللائي لاعلم ولا دراية بهؤلاء الخبيثون وبفضل الله تم القبض عليها وبجهود النيابة استطاعت أن تجعلها تعترف عليهم بسهولة ووقع الفئران في مصيدة العدالة
وحقا كم كانت رحلة مؤلمة لمريم حيث انها كانت معركة شنيعة بين الحق والباطل وبفضل ايمانها بربها وعدم خضوعها لمسالك الشيطان استطاعت أن تنقذ
ومرت الأيام عليها وظهرت نتيجتها والتي كانت مبهرة لها حيث نجحت بتقدير الامتياز المعتاد لها ولكن هذه السنة كانت الأولى على دفعتها
انهالت المباركات عليها من الجميع حتى فريدة التي سعدت من داخلها بأنها حتما ستغادر وتترك لهم المنزل وتبتعد عن ابنها ولكن
ما افسد عليها سعادتها قول رحيم بعيون سعيدة
مبروك يا دكتورة مريم بقيتي معيدة في الجامعة فهمي رسمي نظمي وما بقاش في حد احسن من التاني وكلنا بقينا في الهوا سوا
فهمت فريدة مقصده ولكنها لم تعقب عليه وادعت انها لم تاخذ بالها من تلك الكلمات
فتحدث جميل قائلا بنصح وهو يشير بيديه إلي رحيم
شوفي يا مريم يا بنتي انا هعرض عليكي العرض اللي انا عرضته على الولد ده وهو رفض واختار انه يكمل طريقه كدكتور جامعي
انا متعود في البنك عندي اني اخد دايما اوائل كلية التجارة وبدربهم عندي على أعلى مستوى وطبعا شغل البنك غير شغل الجامعات خالص في عمولات وربح احسن ومستوى ارقى
واستطرد شارحا
انا كأب وبعتبرك زي بنتي انا عايزك معايا في البنك لأني لمحت ذكائك جدا في كذا حاجه
ايه رايك فكري
كويس جدا واحسبيها ان شاء الله هأمن لك مكان كويس في البنك
أحس رحيم بالضيق الشديد من عرض والده لتلك الوظيفة لها فهو يحلم باليوم الذي ستكون معه بنفس المكان في العمل وهذا سيسهل عليهما التقرب من بعضهما
وما ان عملت في البنك لن يستطيع ان يراها الا في فترات بعيدة
فاستشاط ڠضبا وأردف بنصح مغلف ببعض الحدة لها
لا يا مريم اوعي توافقي إنتي قدامك مستقبل تبقي دكتورة جامعية وتاخدي الماجستير والدكتوراه سيبك من شغل البنوك ده خالص مستقبل الجامعة برستيج وهتبقي قيمة وقامة عالية جدا
شعر جميل بغيرة ولده ورفضه التام للعرض الذي عرضه عليها ولكنه رأى ان مستقبلها المادي والمعنوي سيكون افضل في البنك
فتحدث ولم يعير لكلام رحيم اعتبار مرددا بتشجيع
طبعا يا بنتي الشغل في الجامعه واللقب برستيج زي ما قال رحيم لكن إنتي برده تقدري تعملي البرستيج ده وإنتي في البنك انك تحضري الماجستير والدكتوراه وإنتي شغاله وبتقبضي مرتب كويس جدا وبعمولات ممتازه
فأنا رأيي ليكي إنك توازني بين الاحتياج المادي والمعنوي وتوافقي على وظيفتك في البنك وصدقيني مش هتندمي لو مشيتي ورا كلام عمك جميل
احتدت عين رحيم بالڠضب الشديد ولكنه لن يقدر ان يعارض والده وفضل السكوت ڠصبا وهو يكتم حديثه بصعوبة بالغة إلى أن يجلس معها وحدهم
انقضت هذه الجلسة على أنها ستفكر في الأمر جيدا وترد عليه غدا
ثم ذهبت إلى ملحقها وقد قررت مغادرة المنزل فهي الآن اصبحت
في أمان تام
واثناء انشغالها في تجهيز حقيبتها جاءتها رساله على الواتساب محتواها
قابليني في المطعم اللي بنتقابل فيه على طول حالا وعلى الله تتأخري يا مريم هتلاقيني بخبط عليكي الباب ومش بعيد أكسره وانتي حره بقى لو ما جيتيش وطنشتي
زفرت بملل وألقت الهاتف من يدها ولوهله قررت ان لا تذهب لمقابلته ولكن اصبح معها كالمچنون فخاڤت ان ينفذ تهديده وتنال من بطش فريدة وهي