الإثنين 25 نوفمبر 2024

بين الحقيقه والسراب

انت في الصفحة 33 من 68 صفحات

موقع أيام نيوز

ان قاموا حتى نظر الى ايهاب مرددا بلوم مغلف بالحده
ما كنتش اعرف اني لما اديتك بنتي من 18 سنه وامنتك عليها هتعمل فيها كده وټخونها وتغدر بيها عمري ما كنت اتخيل منك كده يا ايهاب
اخر حاجه كنت اتوقعها في الدنيا انك تتجوز على بنتي 
أحس بالحرج الشديد من ملامات جميل فهو يحبه جدا ويعتبره في مقام ابيه ومنذ ان دلف الى ذاك المنزل وهو يتعامل معه بحب شديد وكذلك جميل بالمثل كالأب وابنه ونطق وهو يبتلع كلماته ڠصبا
وقت ما كنت تعبان ومش لاقي اللي يداويني وهي جت قدامي ضعفت واستسلمت واتجوزتها لكن والله العظيم عمري ما حسست راندا بأي حاجه وكنت عارف ان هيجي يوم من الأيام وهتعرف بس ما كنتش حاسب ڠضبها بالشكل ده شكلي حسبتها غلط وكلنا هندفع التمن واولهم الاولاد 
شعر جميل بكل كلمه نطق بها انها حقيقه فهو لم ېكذب ابدا طيله السنين الماضيه واصبح بين قاب قوسين او ادنى
ايواسي رجل مثله استخدم حقه في الحياه وتزوج من ثانيه ام يواسي ابنته التي مكست تحافظ على عهد زواجها أبية وربت ابنائها كما ينبغي ان يكون
وهنا كفه الميزان لا تعرف الى اي وجهه تميل 
تنهد بحيرة وضيق وسأله
طيب هتحلها ازاي يا ايهاب هتطلق اللي انت وعدتها انك هتفضل معاها واتجوزتها هناك
ولا هتفضل على ذمتك وتخسر راندا انت يا ابني في موقف صعب
جدا وبصراحه المسأله معقده على الآخر عايزه لها معادلات عشان تتحل 
كل كلمه تحدث بها حماه كانت منطقيه فهو منذ ان حدث التصادم بينهم وعلمت راندا واصبحت حياته بائسه مدمره كالصحراء الجرداء لا زرع بها ولا ماء ولكن الأمر اصبح واقعا ولابد للمعضل ان يحل 
ثم تنهد بثقل وألم نفسي انتابه جراء كلماته وهتف طالبا منه العون 
انا بس بطلب منك يا عمي انك تقف جنبي وتحاول تلين دماغ راندا انها تلغي من فكرتها الانفصال علشان سما ومهاب هيتدمروا بسبب الانفصال ده وانا والله اللي هي عايزاه هنفذه كله بالحرف الواحد انا كنت اصلا متفق مع فيروز على الانفصال في اي وقت لو ما قدرتش اكمل من قبل ما بدأ معاها 
واثناء حديثهما اتت فريده بالقهوه وجلست معاتبه اياه وهي تناوله المشروب 
انت عارف اخر حاجه كنت اتخيلها ان انت تتجوز على راندا حاجه عمرها ما جت في بالي ابدا يا ايهاب ليه عملت فيها كده وفي ولادكم وفي حياتكم ليه تسرعت 
اجابها جميل فضلا عنه مرددا
كلمه لو ملهاش لازمه دلوقتي خالص احنا دلوقتي قدام امر واقع لازم نحله بالعقل علشان جميع الاطراف تخرج مرضيه لو سمحتي اندهي راندا وخليها تجي لي هنا حالا 
قامت بالنداء عليها وبعد دقيقه خرجت وعلى وجهها علامات العبوس جلست بجانب والدتها تنطر ارضا الى ان استمعت الى حديث اباها يردد لها
ارفعي راسك يا بنتي الموضوع مش مستاهل ان انت تنزلي راسك للأرض الحاجه الوحيده اللي غلط فيها ايهاب ان هو ما قالكيش بجوازه علشان خاطر تختاري تكملي او توافقي وطالما هو جاي ومعترف بغلطه وعايز يصلحه يبقى لازم تدي له فرصه وتسمعيه 
غشاوه الدموع التمعت في عينيها ورددت بملامح حاده
اسمعه وهو بيقول لي ايه اني اتجوزت عليكي ڠصب عني !
طب ما انا كمان كنت هنا ام واب وكنت مستحمله وما فكرتش اخونه زي اللي بتخون جوزها طول سنين سفره 
واسترسلت والدموع تنهمر علي خديها بغزارة من ألمها وجرحها مرددة برفض قاطع 
لحظه تعب مرت عليا علمت في جسمي لما كنت لوحدي 
من سنين اترجيتك ارجع ونعيش بالموجود بس اكون وسطكم وسط عيلتي اللي بحبها وما اقدرش اعيش من غيرها وإنتي في كل مره تتحججي بالمستوى والمنظر وتقولي لي عشان خاطر ولادنا نضحي ڠصب عني ضعفت وڠصب عني استسلمت لما لقيتها قدامي ما عندهاش مانع اننا نتجوز في السر زي ما هي ما عندهاش مانع دلوقتي اني اسيبها ونتطلق 
رغم تعلقها الشديد به ورغم أنها تعشقه عشقا جما إلا أنها قامت من مكانها وربعت ساعديها وأعطتهم ظهرها مرددة وهي تمسح دمع عيناها بقسۏة
وأنا لا يمكن أعيش معاك أبدا ولو حتي طلقتها فدلوقتي حالا ترمي عليا اليمين لأني مش هرجع لك ياإيهاب مهما حاولت 
كان متوقع رد فعلها وقسۏتها وأشار بعينه إلي والديها ان يتركوهم وحدهم لعل وعسى يقدر علي إقناعها بالرجوع إليه والإقلاع عن فكرة الطلاق 
فهموا إشارته وانسحبوا إلي الخارج وبقيا وحدهم هو بانفطار قلبه عليها وهي بدمع عيناها اللتان كساهم لون الډم من شدة البكاء 
ذهب إليها واحتضنها من الخلف وما إن لمس كتفيها قامت بنزع يداه علي الفور وأدارت وجهها إليه مرددة بچحيم 
وعهد الله ياإيهاب إن إيدك دي اتمدت عليا تاني إنت حر هعمل

إللي مش هيعجبك واللي عمره ماصدر مني 
واسترسلت بوعيد 
انسي إنك تلمس شعرايه مني بعد النهاردة انت خيبت ظني فيك 
قلب عينيه بتعب ثم زفر شهيقا قويا ينم عن مدى
تعبه وارهاقه الشديد وعلى ما هو قادم اليه اصبح ليس لينا
نظر اليها بعيون مترجيه مرددا
يا راندا الكلام اللي انت بتقوليه ده ما ينفعش احنا بينا اولاد هيتدمروا صدقيني انت مش بصه لقدام 
قطعت
حديثه وهدرت به پحده
واشمعنا انت اللي ما بصيتش لقدام قبل ما تعمل عملتك دي ولا انت تغلط والمفروض اني اسامح واعدي علشان خاطر الاولاد ما عملتش انت حساب للاولاد ليه من البدايه قبل ما تقتلني 
رفع كلتا يديه في الهواء واخفضهما هاتفا بصوت عال بعض الشيء
جرحتك قتلتك!
اللي حصل حصل واحنا قدام امر واقع وانا جاي لك
وللمره المليون بقول لك يا راندا ما تهديش البيت وللمره المليون بعتذر لك وللمره المليون فكري كويس علشان خاطر اولادنا اللي هيدفعوا التمن 
تعتذر لي عقبت بها بنبره استهزائيه واسترسلت بتصميم علي طلبها
اللي انت عملته ما ينفعش معاه الاعتذار 
انت ما ضربتنيش قلم علشان خاطر اسامح واعدي انت مسكت سکينه تلمع وغرستها في قلبي وكنت مفكر انها هتجرحني بس لكن للاسف هي قضت عليا وجعتني من فضلك ارمي اليمين حالا لاني هتطلق يعني هتطلق 
اما في ايطاليا كان مالك راكبا السياره وذاهبا الى المطار مصطحبا جوليا التي اصرت ان تذهب معه زياره الى مصر وهي متشجعه الى تلك الخطوه
انتهوا من الاجراءات وصعدوا الى الطياره جالسين جوار بعضهم 
زفر مالك انفاسه بإرهاق ثم تحدث إليها بعيون تفيض ارتياحا 
ما تتصوريش انا عايزه اشكرك قد ايه علشان خاطر وقفتك جنبي طول الشهر اللي احنا سافرنا فيه 
بجد انت ليكي فضل كبير عليا جدا بعد ربنا في تحسن نفسيتي تسلمي لي يا جوليا 
ابتسمت اليه ابتسامتها المعتاده التي تظهر جمالها اكثر فاكثر وتحدثت بعيون تفيض عشقا
ليه بتشكرني يا مالك هو احنا لسه في بينا شكر !
احنا اتفقنا ان احنا هنبقى قلب واحد وعقل واحد ونخاف على بعض جدا وانا ما عملتش اكتر من كده 
اعتدل من جلسته ونظر اليها قائلا بتساؤل
يا ترى ايه سر النظره الحزينه اللي شايفها في عينيكي دي يا جوليا ممكن اعرف سببها
لانت ملامحها وشعرت براحة اجتاحت روحها لتساؤل ذالك الحبيب الذي وصل لأعماقها وتوغل في روحها فهو حقا قرأ عيناها وفهم أنها مهمومة وأجابته بشرود 
خاېفه ان يكون اللي احنا عملناه ده غلط واتسرعنا فيه وفي الاخر هيتحكم علينا بالفشل 
حرك عينيه بهدوء وبنظرات طمأنتها وتحدث باستجواد 
مش عايزك تقلقي خالص احنا مش صغيرين على الخطوه اللي احنا أخدناها وانا وانت مقتنعين تمام الاقتناع للخطوه دي وان شاء الله كل حاجه هتبقى تمام عايزك تهدي وتدي لنفسك سلام نفسي علشان خاطر لما نوصل تبقي في قمه الهدوء والارتياح 
اخذت نفسا عميقا ثم زفرته بانتعاش ونطقت بحب 
انت عارف عمري ما شكيت لحظه ان انت ما تطلعش نفس الصوره اللي انا راسماها في بالي من زمان ليك 
رفع حاجبيه وتسائل بمكر
وايه بقى الصوره اللي كنت راسمها لي في بالك يا ست جوليا
واسترسل بمشاغبة 
ده انا كنت ساكن عقلك من زمان وانا مش واخد بالي اتاريكي واقعه وانا مش داري 
ضحكت بشده على حديثه ومشاغبته وهتفت بصدق
اه كنت شاغل عقلي ومش بس كده ده قلبي كمان هكذب ليه يعني وهحور ليه 
من زمان وانا متابعه شغلك ومتابعه صورك وطبعا كنت دايما براسلك على ايميلات الشركه لحد ما تعاملت معاكم وكنت بحاول دايما اكلمك كتير لو انت مش واخد بالك اني كنت دايما بطول معاك في الكلام اطول وقت علشان كنت مشدوده ليك جدا ولما كنت بتيجي الاتليهات السنين اللي فاتت كنت بفضل باصة عليك من بعيد لحد بقى ما اشتغلنا مع بعض وتقابلنا النوبادي ما كنتش متوقعه ان احنا نوصل للمرحله اللي احنا وصلنا لها دي 
وبقيا يتناولان اطراف الى ان هبطت الطائره الى مطار القاهره فكانت فرحتها بوصولها الى مصر أرض الأمن والأمان لا تضاهيها فرحه فهي عاشقه لمصر 
رأى الفرحه في عينيها وبعد أن انتهوا من الاجراءات ركبوا السيارة وذهبوا إلي الفندق التي حجزت به ووضعوا الحقائب الخاصة بها 
ثم اصطحبها معه الي والدته والذي لم يخبرها بمجيئه وفضل أن يجعلها مفاجأة 
وصلوا إلي المنزل وكانت تنظر إليه بانبهار فقد نال إعجابها جدا ولاحظ مالك ذلك فنطق باستفسار
عجبك البيت بتاعي 
ابتسمت له وعيونها تدور حول المكان وأجابته 
جميييييل أوووي يامالك ذوقك تحفة 
أشار بيديه إليها أن تدلف هاتفا بابتسامه
طيب يالا بينا علشان تسلمي وتتعرفي علي أطيب قلب في الدنيا 
دلفت معه ومشيت بجانبه وقلبها مملوءا بالسعادة الي أن فتح مالك الباب ودلف وراءه وأشار إليها أن تتبعه مرددا بنبرة سعيدة 
يابيرووو ياست الكل إنتي فين نحن هنا 
ما إن سمعت والدته صوته في المنزل دق قلبها لعزيز عينيها الغائب
عنها شهرا وكأنه غائب منذ قرن 
هرولت
حمد لله على السلامه يا نور عيني نورت مصر نورت بيتك ونورت الدنيا بحالها
اعرفك يا ماما بجوليا اتعرفت عليها في ايطاليا هي fashion designer وخطبتها هناك 
استمعت إلي أخر كلماته وفتحت فاهها علي وسعه مرددة بتلقائية مغلفة بالصدمة 
خطبتها !
البارت الرابع عشر
خطبتها ! إزاي ده يعني
اهتز فكه باستغراب لاستفسار والدته وأجابها متعجبا
يعني ايه ازاي يا ماما اتعرفنا على بعض هناك وحسينا بارتياح احنا الاتنين وهي طلبت مني انها تنزل مصر علشان تتعرف عليكي وعلى مروان وهيام 
اندهشت عبير لما استمعت اليه اذنيها وظلت دقيقة كاملة تنظر اليه الى ان استمعت الى سؤاله مرددا باستغراب
ايه يا ماما مالك في ايه مش هتسلمي على ضيفتك وترحبي بيها 
مدت يداها بعدما استوعبت طلبه وهتفت بابتسامة مجاملة
اه طبعا نورتي مصر ونورتي بيتنا المتواضع اتفضلي يا بنتي 
أدار وجهه اليها ونطق بابتسامة اظهرت تلك الغمازات التي تتوسط خديه
اتفضلي هتاكلي دلوقتي من ايد عبير احلى صينية بطاطس بالفراخ عمرك ما هتنسيها ابدا في حياتك 
ابتسمت جوليا
32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 68 صفحات