بين الحقيقه والسراب
بهدوء واشادت وهي تنظر الى المنزل بارتياح نبع داخلها فور دلوفها
البيت منور باصحابه يا طنط ما تتصوريش انا بحب مصر قد ايه وبجد مبسوطة جدا اني هقضي اسبوع بحاله هنا في مصر
واستطردت حديثها بفرحة
ومش بس كده ده في وسط ناس عنوانهم الطيبة والجمال والهدوء
ابتسمت والدته بهدوء وهتفت بكلمات اطرائية
ربنا يعز مقدارك يا بنتي انا هقوم اعمل لكم الغدا وانت يا مالك اطلع غير هدومك يا ابني وخد شاور عقبال ما اخلص وما تقلقش عليها انا هعمل لها قهوة من بتاعتى لأن النوع اللى بتشربه تقيل عليها عقبال ما تنزل
ازاي يا مالك يا ابني تعمل حاجه شكل دي من غير ما تاخد رأيي انا مش مصدقه والله يلا هنشوف لما تمشي ونقعد نتكلم في الموضوع ده
ومكثت وقتها وهي تحدث حالها تارة بانزعاج وتارة بهدوء الى ان انتهت من طهيها
بعد مرور نصف ساعة انتهوا من تناول الطعام وجلسوا يتبادلون أطراف الحديث الى ان أحس مالك بإرهاق جوليا فنظر اليها قائلا
نظرت له بامتنان لشعوره بتعبها وأجابته بموافقة وهي تنظر إلي والدتة بعيون تشع سعادة ووجهت لها الحديث
والله يا طنط كان نفسي اقعد معاكي تاني لكن حاسه بإرهاق شديد بس ان شاء الله المرة الجاية هخلي مالك يجيبني وأقضي اليوم كله معاكي
ربتت عبير على ظهرها بحنو ورددت
وبعد انتهاء السلامات ودعتها جوليا بال وكأنها تعرف عادات مصر وتحفظها عن ظهر قلب
خرج بها مالك من المنزل وأوصلها الى الفندق التي تمكث به بعد ان ودعها بمحبه ثم عاد الى منزله وجد والدته تنتظره على أحر من الجمر وما ان دلفا حتى وجهت له اسئلتها المباشره بعتاب
كاد ان يتحدث الا أنه اشارت اليه بكف يديها ان يصمت وتابعت استفسارها
ثم انت ازاي تخطب واحده ولا تعرف عادتنا ولا تقاليدنا والله اعلم حياتها قبل كده كانت عاملة ازاي !
قطب جبينه باندهاش وأجابها بتساؤل
والله يا ماما هي مسلمة زيي زيها وانا قعدت شهر كامل هناك واتعرفت عليها غير ان احنا كنا بنتعامل مع بعض في الشغل
وبعدين انا ارتحت لها وارتحت جدا في التعامل معاها وده
كل اللي يهمني يا أمي
لم يعجبها رده فهي أكبر منه سنا وقلب الام يخبرها بأن هذه الزيجة لا تتماشى ابدا مع ولدها واشادت بنصح
يا ابني فكر قبل ما تاخد اي خطوة ټندم عليها صدقني فرحة البدايات مش شكل لما تدخل وتتعمق في الموضوع فكر يا مالك واحسبها كويس
مش عايزك تقلقي يا امي صدقيني لو حسيت ان اي حاجه مضايقاني مش هكمل عايزك بس تدعي لي بالتوفيق
ثم قرر ان يفاتحها في الموضوع الذي ابلغه به الطبيب عن حالته
والذي لن ينساه طيلة المدة الماضية وتحدث بملامح وجه مكفهرة
عايزه اقول لك يا ماما على حاجه بس تعاهديني انها ما تطلعش ما بيني وما بينك لحد ما نعرفها
ونتاكد منها
ربتت على ظهره وطمأنته بتأكيد
قولي اللي انت عايزه يا حبيبي وما تقلقش سرك في بير
رمى بجسده للخلف وزفر أنفاسه پقهر وألقي علي مسامعها ماأشاد به الطبيب بالتفصيل
وما إن أنهي حديثه حتي صار صدره يهبط ويعلوا من شدة تأثره ووجيعة قلبه التي أډمت روحه وهو ينظر إلي والدته الذي وجد وجهها شاحبا كشحوب الأموات مما استمعت اليه اذنيها
لاحظ شحوب وجهها ودق قلبه بړعب علي حالتها البادية والتي لا تبشر بالخير وهتف وهو يحتضن كفاي يداها
ماما ممكن لو سمحتي متاخديش الكلام علي أعصابك أنا الحمد لله بقيت بخير والدكتور طمني إن العقار ده تأثيره طلع من جسمي بفضل العلاج والمتابعة واني بقيت كويس جدا الحمدلله
اندلعت ثورة قلبها ړعبا وهلعا علي حديث ولدها وأدمعت عيناها ونطقت باستفسار
إنت متأكد يابني من الكلام ده مش يمكن
يكون الدكتور ده غلطان واتلخبط في التحاليل مابينك وما بين حد تاني
قلب عينيه بۏجع وهو يمسح على وجهه من شدة التأثر لما حدث له وأجابها
كلام الدكتور سليم مية في المية يا امي انا عملت تحاليل عند مركزين تانيين ونفس الكلام اللي قاله الدكتور ده هو نفس الكلام اللي قاله التانيين
واستطرد حديثه متسائلا باندهاش
تفتكري يا امي مين اللي يعمل فيا كده من اللي حواليا هو بالتأكيد مش حد غريب
وتابع بسرد الأسماء
معقوله تكون نهال هي اللي عملت فيا كده!
بس ليه دي اتطلقت مخصوص علشان خاطر ما بخلفش
ولا اخويا اللي من لحمي ودمي وارجع واقول ايه اللي هيخليه يعمل فيا كده!
ولا اختي اللي لو طولت ادي لها عيني وعمري ما استخسر فيها حاجه!
وارجع برده واقول احنا ولاد حلال ومتربيين وانتي علمتينا ان احنا نحب بعض فعمرها ما هتعمل معايا كده!
ابنك بقى جواه متدمر تايه حزين من اللي عرفه واللي يا ريتني ما كنت عرفته
اما والدته كانت تستمع له بقلب ينفطر ألما وحزنا على كلماته ولكن عقلها يجوب تذكرا لما رأته منذ أكثر من ثلاثة أعوام ولكن حينها نفضته عن رأسها ولم تستفسر
وما إن وصلت لتلك النقطة اعتلت دقات قلبها هلعا لما هو قادم وارتفع ضغطها وباتت تتنفس بصعوبة بالغة
انتبه مالك إلي حالتها وفورا انتقل جانبها وهو يمسك يداها ويمسد علي ظهرها بقلق بان علي معالم وجهه
مالك يا أمي حصل لك ايه يا حبيبتي!
بالله عليكي اهدي ومش عايزك تفكري في الموضوع ده أنا الحمد لله بخير وقررت إني مش هدور علي إللي عمل كدة علشان أيا كان مين هو فهو قريب وساعتها هتقلب ڼار ودمار وأنا مش مستغني عنك ياأمي ولا عن حد من إخواتي وطالما أنا الحمدلله ربنا نجاني مش هنبش في إللي فات
وحاول تهدأته بكل الطرق وبث الطمأنينة داخلها علها تهدأ من روعها
لكن بداخله يردد بۏجع
هي الدنيا كدة تديك ۏجع فوق الۏجع وتقول لك استحمل ماأنت جدع
أما هي حاولت أن لاتعطي الأمر اهتماما ومثلت الهدوء لكن بداخلها بركان إذا اڼفجر سيحرق الأخضر واليابس
وعلي الصعيد الأخر وبالتحديد في شقة ريم التي لم تعد تتحمل خوض المعركة مع تلك العجوز الرقطاء وحدها وهاتفت والدها أن يأتي علي الفور كي توضع النقاط علي الحروف فهي لن
تهب أحدا علي وجه الأرض غير ربها ومادامت لن تغضبه فليكن مايكن ويذهب الجميع إلي الچحيم ولن تستسلم أبدا وستخوض المعركة كأقوي جندي محارب حتي النهاية اما المۏت أو الفوز
أخبرت حماتها بقدوم والدها كي تخبر زاهر أن يحضر كي ينفض هذا الهراء من وجهة نظرها
وبعد مرور ساعة بالتحديد وصل والدها وهبطت إلي الأسفل والتف الجميع كشبكة العنكبوت المتراصة في مكان واحد فتحدثت العقرب بعد أن رمت مافي جوفها من سم مكملة بشدة
وبعد ده كله علشان مش عايزه ولادي ابني يتربوا بره وهسامحها على عملته في ابني الله يرحمه تقف قدامي وتناطحني بنتك المتربية يا ابو رحيم وما راعتش العشره ولا العيش والملح
ترك جميع حديثها ونظر الى ابنته متسائلا پحده
انت عليتي صوتك على حماتك وهنتيها يا ريم جاوبيني حالا
كانت ريم تستمع الى حديث تلك الشمطاء وهي تفتح فمها بدهشه من افتراءاتها واجابت على والدها بدون احراج
انت عارف يا بابا ان انا تربيتك واني ما اعملش كده من الباب للطاق
ده انا اتذللت لها بدل المره 100 مره وحاولت افهمها اني ما ليش ذنب في مۏت جوزي وان احنا كنا بنتناقش مع بعض واختلفنا زي اي زوجين ووطيت على رجليها ما صدقتنيش وفضلت تتعامل معايا بمنتهى القسۏة ومصممه اني اتجوز اخو جوزي علشان خاطر خاېفه لاأروح
اتجوز غيره يعني شايفاني في نظرها ما عنديش اصل ان أول ما اخلص العده اروح ادور على واحد تاني غير جوزي
احتد وجهه وهتف بنفي
برده ده ما يديكيش الحق انك تعلي صوتك عليها دي برده ام وابنها
ماټ
إبتلعت غصتها بمرار مثل مرارة الصبار وتركت لسانها يتفوه قائلة
يا بابا انا ما عليتش صوتي الا لما طلعت لي ابنها لحد باب شقتي فوق وانا ست لوحدي يعرض عليا اني اوافق والين يرضيك تعمل كده
واسترسلت بمواجهة دون أن تخشي في الحق لومة لائم
انا تربيتك يا بابا والمفروض ان انا امانة هنا في البيت والمفروض برده اني ست أرملة وهو بالنسبه لي راجل غريب ما يصحش يدخل شقتي ولا يطلب يقعد معايا انت ربيتني على الأخلاق والأدب والاحترام وانا يستحيل احيد عنها ودي كانت المرة الوحيدة اللي وقفت لها بالند علشان ما تفكرش تعمل كده تاني
بعد ان القت ريم كلماتها احست كأن دلوا من الماء الثلج سقط على راسها في ليلة شديدة البرودة
حقا لقد قصفت جبهتها وجعلتها في موقف سيده لا تعرف الأصول
أما والدها ماإن أنهت ابنته حديثها ضم حاجبيه وعبس وجهه وسأل مستفسرا بدهشة ظهرت علي وجهه لتلك الاعتماد
الكلام ده حصل منك يا ام باهر
أحست أنها موضع اتهام وأجابت بتوتر وهي تنظر بعينيها جانبا
فيها ايه اني بعت عم العيال إللي في مقام أبوهم يطمن علي ولاد أخوه !
كفرنا ولا ايه باأبو رحيم
قطب جبينه وهز رأسه بعدم فهم وتسائل متعحبا
يعني إنتي شايفة إن إللي إنتي عملتيه ده صح !
وتابع بإنهاء الحوار وهو ينظر إلي ابنته هاتفا بابتسامه
أنا فخور بيكي يابنتي طلعتي تربية جميل بصحيح
وعلي فكرة حوار إنهم بيتهموكي انك السبب في مۏت جوزك ومشيلينك الذنب تنسيه خالص
اي واحده بيحصل بينها هي وجوزها مشادات وده عمره وانتهى وإنتي بنتي وانا واثق فيكي اكتر ما انا واثق من نفسي ما تحمليش نفسك فوق طاقتها يا حبيبتي
حين استمعت إعتماد الي كلامه حتي تشعب الڠضب في رأسها بلا رادع وهتفت بحدة
وأنا بقول البت دي جايبة القوة دي منين أتاري الكبارة أبوها مبيقولهاش عيب عن الصح والغلط وبقت هيصة
أما ريم أصبحت دقات قلبها أكثر سعادة وارتياحا لما سمعته من والدها وأصبح جسدها يكاد يطير فرحا من حسمه للموقف أمام حرب ضميرها وقررت أن تترك ساحة رد الاعتبار لوالدها احتراما لوجوده وفضلت السكوت
أما جميل لم يعطى استهزائها أي اعتبار ونظر إلي زاهر ناطقا بكلمات لاذعة قاصدا إحراجه
انت ايه رايك في كلام والدتك واستهزائها للراجل الكبير اللي قاعد قدامها يا زاهر
تصبب زاهر عرقا من شدة الإحراج