الإثنين 25 نوفمبر 2024

بين الحقيقه والسراب

انت في الصفحة 32 من 68 صفحات

موقع أيام نيوز

يمينا ويسارا بإحراج مما استمع إليه وأجابها بنفي
حضرتك فاهمة غلط يافندم مريم محترمة جدا وعمرها ما تعمل كدة هي اتضحك عليها وحد هكر موبايلها وهو إللي عمل فيها كدة ولعب في الفيديوهات لحد ماوصلت لكم بالبشاعة دي 
اعتدلت من جلستها واستقامت وهتفت بنبره استهزاء
هي لحقت تفرمط لك دماغك انت كمان باين عليك ابن ناس ومحترم والأشكال اللي زي مريم دي ما ينفعش ان انت تنزل بمستواك وتيجي تتكلم عنها اصلا انا بنصحك نصيحه لوجه الله 
قطب جبينه وهز رأسه بعدم فهم وتسائل متعحبا
هو ليه حضرتك متجنيه عليها قوي كده
مش يمكن مظلومة فعلا لأني كنت معاها وقت الحفله وشفت فعلا اللي بيطاردوها وربنا نجانا منهم بأعجوبه ولولا اني كنت موجود كان زمانها ضاعت بس ربنا سترها معاها 
اندهشت من حديثه ونطقت باستفسار
يعني ايه مش فاهمه كنت معاها ازاي ومين دول اللي كانوا بيطاردوكم
اخذ زفيرا قويا ونظر إليها بعيون راجيه متمنيه ان توافق على طلبه واجابها على استفسارها بصدر رحب
زي ما بقول لك كده يا فندم اللي عملت فيها كده واحده كانت صاحبتها زمان وكانت موجوده هنا في الملجا وهي اللي هكرت موبايلها وصلتها للمرحله دي لانها عايزاها تشتغل معاها ضمن شبكه الدعاره الالكترونيه اللي هي شغاله فيها ومريم رفضت جدا وبسبب رفضها ده عملت فيها مقلب الفيديو ده علشان تشوه سمعتها وتنطرد من الدار او تلحقها قبل ما الأحداث تاخدها وساعتها هتنفذ ټهديدها 
اجتمعت الخيوط في مخيلتها واصبحت مدركه من يقصد ذلك الرحيم وقلبها بات مشټعلا من تلك الماكره التي استغلتها لتوقع بتلك المريم اليتيمه المسكينه فهي تحبذ المال جدا لكن عند الشرف واستغلال الفتيات واضاعه عمرهن في الوحل لن تصمت ابدا 
وكان في علمها انها تزوجت من رجل اعمال ووافته المنية واستلمت إرثها واصبحت من ذوي الأموال 
ولكن ما استمعت اليه الان جعل قلبها ينفض ړعبا من ان تكون تملكت من فتيات أخري من الدار 
وسألته بعيون زائغه مما جال في خاطرها 
طيب وعملتوا ايه مع البنت اللي بتطاردكم دي 
تحمحم كي ينظف حنجرته وتحدث بملامح جادة لملامح وجه مكفهرة ارتسمت رغما عنه 
الموضوع ده حضرتك بقى له شهر بس هي مش بتبعت لها خالص من ساعه اللي حصل لكن تقريبا هي عرفت طريقها وخلاص الترم التاني من
السنه الدراسيه ابتدى ولازم مريم هترجع الجامعه علشان كده متخوفين فانا جيت سألت هنا من اسبوعين وعرفت ان الدار عدت الموضوع على خير ونفت ان مريم تعمل كده واثبتت كده كمان بالدلائل لكن
الخۏف لو رجعت تاني هنا البني ادمه اللي لا عندها دين ولا اخلاق دي ترجع تاني تهددها وممكن تاخدها من جوه الدار كمان 
واسترسل حديثه برجاء
علشان كده بقول لحضرتك ان انا محتاج ورقها وهي هتسكن في مكان امان ليها والجامعه مش هتروحها إلا على الامتحانات لحد ما تخلص او لحد ما نتصرف في الموضوع ده ونحل الازمه بتاعتها 
نظرت له بعيون الصقر وسألته السؤال الذي لم يتوقعه أبدا
هو انت ليه بتعمل معاها كده انا تقريبا اول مره اشوفك النهارده وما أخدتش بالي منك حتى في الحفله 
تنهد وأجابها باستجواد
انا عندي اختين ما اتمناش لواحده فيهم اي ضرر ولا سوء وما ينفعش اشوف طالبه عندي بتتهدد وحياتها معرضه للانقلاب وخاصه لما يكون من النوع ده واسيبها بابا ما ربانيش على كده 
دققت بالنظر داخل عيناه بترقب شديد لباقي كلماته ونطقت باستفسار
بس اللي انا شايفاه قدامي بيقول غير كده يا دكتور
أومأ باستغراب وسألها مستفسرا عن مقصدها 
تقصدي ايه حضرتك مش فاهم معنى كلامك 
ابتسمت على بلاهته واجابته
خلاص ما تاخدش في بالك يا دكتور اهم حاجه انا عايزاك دلوقتي تجيب مريم هنا الدار علشان عايزه استفسر منها عن حاجات كتير وأوعدك انها هتخرج معاك بورقها
لازم احقق في الموضوع ده لان مستقبل بنات الدار في ايدي انا وهما امانه
معايا 
انتابه القلق الشديد من طلبها لان مريم كانت تحكي له عن قسۏتها في معاملتهن وانها لم تحبها يوما من الايام لذلك كان شديد القلق ولكن فكر ان يعرض الأمر على مريم اولا ثم يقرر الرد عليها واجابها وهو يقوم من مكانه منتويا المغادره
تمام يا فندم هبلغها بطلب حضرتك وهرد عليكي لو هي وافقت او رفضت 
بعد إذنك وفرصة سعيدة إني اتشرفت بمعرفة حضرتك 
ابتسمت له بحضور وما ان خرج من مكتبها حتى امسكت هاتفها تتصل برقم ما وما ان جاءها الرد حتى رددت بملامح وجه مبهمة 
انا عايزاكي تجي لي حالا وتسيبي كل اللي وراكي ما تتاخريش انا في مكتبي ومستنياكي 
بعد ان خرج رحيم ارتدى نظارته ودلف الى سيارته وارسل رساله الى مريم عبر الوتساب ان تسبقه الى المطعم الموجود جانب منزلهم
وانه سيصل اليها في غصون النصف ساعه كان يقود سيارته بقلب منشغل وعقل يفكر
طيله الطريق قلبه يدق ۏجعا وحيره على من سكنت قلبه ومن كل نساء العالم لم

يختار قلبه غير ما وراءها الشقاء ولكن ما على القلب من سلطان 
وصل الى المطعم وهبط من سيارته ودلف إلى باحثا بعينيه عن مكان تواجدها وما ان راها حتى وصل اليها قائلا بمشاغبه
تصدقي المطعم كله نور بوجودك فيه يا ست البنات 
ابتسمت وادارت وجهها له وهتفت بنبرة اعتراضية بنفس مشاغبته 
بطل بقى البكش ده يا دكتور مش لايق عليك 
ضحك بصوت عالي على حركات وجهها وهي تتحدث وجلس على كرسيه في مقابلتها وأردف بحب 
عارفه يا مريم اكتر حاجه بعشقها فيكي ايه
هدوئك وجمال روحك وطيبتك بحس انك عامله زي الملايكه بالظبط 
دقات قلبها اعلنت الطبول من كلماته التي يثني عليها بها 
والتي خرجت من قلبه صادقه وعلامات وجهه تدل على ذلك وهتفت بخجل
مش للدرجه دي يا دكتور انت رافعني لفوق قوي في منطقه تقريبا ما استحقهاش 
وتابعت حديثها بحزن وشرود 
خاېفه احبك اكتر من كده وفي الاخر افوق على قلبي المجروح لما الزمن يفرقنا وما يرضاش بإن بنت الملاجئ تتجوز دكتور الجامعه اللي من عيله وابن ناس 
أحس بالحزن الشديد جراء كلماتها وقلبه بات يدق عڼفا وحزنا على شعورها الدائم بالخۏف واجابها بتاكيد لكي يطمئنها
مش انا اللي يحبك يا مريم وتملكي قلبه ويسيبك إنتي بالنسبه لي خلاص بقيتي المستقبل والحاضر وكنت اتمنى تبقي في الماضي 
واسترسل حديثه وهو ينظر لها بعيون عاشقه حد النخاع
انا مش بس بحبك يا مريم انا بعشقك وحبي الأول اتولد على ايدك وقلبي ما دقش الا ليكي وما حسيتش بطعم حياتي الا لما دخلتيها
واوعدك اني هواجه الدنيا كلها معاكي بحلوها وبمرها لحد ما نوصل انا وانتي لبر الأمان بس عايزك تطمني قلبك يا حبيبتي 
ومش عايز اشوف لمعه الحزن دي في عينيكي ابدا علشان بتقطع فيا 
أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء وتابعت باستفسار
طيب والدك ووالدتك هيقبلوا ارتباطنا ببعض يا رحيم 
قطب جبينه وهز رأسه بعدم فهم وتسائل متعحبا
وايه اللي هيخلي ماما وبابا يرفضوا ارتباطي بيكي يا قلب رحيم 
اجاباته بتوضيح وهي تنظر إلي الكوب الموضوع أمامها 
لازم نكون واضحين في مشاعرنا وعلاقتنا من البدايه وانا متوقعه الچرح قبل ما نوصل لنهايه الجبر في علاقتنا ومتوقعة الرفض ليا
من كل اللي حواليك ومش هلوم عليهم لان حقهم انهم يختاروا لك المناسبه جدا من جميع ظروفها 
لكن انا المستقبل معايا فيه خطړ عليك ومش هرضى اني أظلمك معايا 
انفعل جدا من
حديثها وثار من كلماتها وهتف پحده
ليه التشاؤم ده يا مريم هفضل كل يوم اقول لك خليكي متفائله وواثقه فيا شويه مش عيل صغير انا علشان ما دافعش عن حبي وقف وقفة محارب شجاع اطمني يا حبيبتي الۏجع هنعيشه سوا والجبر برده هنعيشه سوا وانا وانتي راكبين نفس المركبه سواء كان ليها شراع يحمينا او احنا اللي هنخلق لها الشراع اللي هيحمينا لحد ما نوصل لبر الامان اطمني يا مريم 
تنهدت بارتياح من كلماته واحست ببضع من الامان ثم سالته باستفسار عن ما حدث في دار الايتام 
ما قلتليش عملت ايه مع المديره واتكلمتوا في ايه
قص عليها ما حدث
بالتفصيل الى ان عرض عليها في اخر حكواه طلب المديره مكملا كلماته
بصراحه ما رضيتش اديها وعود انك تروحي الا لما نتكلم مع بعض الاول وندرس المقابله او انت هتوافقي ولا لا ايه رايك يا مريم 
انا شايفها اڼصدمت لما حكيت لها كل حاجه وتقريبا كده اتعطافت معاكي 
فتحت مقلتيها على وسعهما واردفت باستنكار
انت عايزني اروح لها برجلي لحد الدار يا رحيم انت مصدق وش الملاك اللي هي بينته ده دي عمرها ما عملتنا بما يرضي الله وطول عمرها قاسيه علينا وانا عمري ما أروح لها ولا اعتب الدار دي تاني 
في منزل جميل المالكي عصرا حيث تجلس رندا وابنائها ووالديها يتبادلون اطراف الحديث في موضوعات مختلفه واذا هم يستمعون الى زر الجرس يعلن عن وصول احدهم 
ذهبت سما لتفتح الباب واذا بها تتفاجأ باأبيها وتلقائيا رمت نفسها بين ه وهي تشهق بصوت عالي مملوء بالفرحه
بابا حمد لله على السلامه وحشتيني قوي تعالي اتفضل 
ما إن علمت حضوره حتي قامت من مكانها مستأذنه من ابيها
بعد اذنك يا بابا انا هطلع اوضتي 
قبل ان ياذن لها كادت ان تتحرك من مكانها الا انه اشار اليها بكلتا يديه ان تجلس مرددا بامر
ما تبدئيش معركتك بالهروب لازم تواجهي من البدايه علشان المواجهه مهما اجلتيها ومهما طنشتيها مسيرك هتقومي بيها اتفضلي اقعدي 
كادت ان تعترض على حديث والدها الا ان والدتها امسكتها من يداها واجلستها بجانبها مردده بصوت خفيض
اقعدي يا راندا واسمعي كلام باباكي عيب لما يقول لك على حاجه وما تسمعيش الكلام ما انتيش صغيره يا بنتي وبعدين هو يعمل لك ايه يعني ما احنا كلنا موجودين اهو 
تأففت بشده بسبب اصرار والديها على المكوث معه 
ما كان في مخيلتها ان يأتي سريعا ورائها وما كان عندها اي استعداد للمواجهه 
حضر ايهاب وقام بالقاء تحيه السلام وذهب الى جميل ومد يده واحتضنه وبدوره بادله السلام بحراره وهو يربت على ظهره 
وذهب الى فريده التي ردت سلامه بفتور واحتضن ابنه مهاب بشده وبادله مهاب نفس حراره السلام كجده 
اشار اليه جميل بالمكوث مرددا بترحيب
اتفضل اقعد يا ايهاب يا ابني حمد لله على سلامتك انت هتلاقيك جاي من السفر على هنا على طول وتعبان 
واسترسل حديثه وهو يطلب من فريده فنجانا من القهوة قائلا بهدوء
من فضلك يا ام رحيم اعملي لنا فنجانين قهوه عقبال ما تجهزي الغداء علشان ايهاب هيتغدى معانا 
اومأت بأهدابها بطاعه وذهبت الى المطبخ فالتحقت بها راندا مردده
استني يا ماما هاجي معاكي في حاجات كنت بعملها هاجي اخلصها 
تركها ابيها لانه كان يريد التحدث مع ايهاب منفردا في البدايه وطلب من سما وايهاب ان يتركوهم وحدهم 
وما
31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 68 صفحات