بين الحقيقه والسراب
يمينا ويسارا بإحراج مما استمع إليه وأجابها بنفي
حضرتك فاهمة غلط يافندم مريم محترمة جدا وعمرها ما تعمل كدة هي اتضحك عليها وحد هكر موبايلها وهو إللي عمل فيها كدة ولعب في الفيديوهات لحد ماوصلت لكم بالبشاعة دي
اعتدلت من جلستها واستقامت وهتفت بنبره استهزاء
هي لحقت تفرمط لك دماغك انت كمان باين عليك ابن ناس ومحترم والأشكال اللي زي مريم دي ما ينفعش ان انت تنزل بمستواك وتيجي تتكلم عنها اصلا انا بنصحك نصيحه لوجه الله
هو ليه حضرتك متجنيه عليها قوي كده
مش يمكن مظلومة فعلا لأني كنت معاها وقت الحفله وشفت فعلا اللي بيطاردوها وربنا نجانا منهم بأعجوبه ولولا اني كنت موجود كان زمانها ضاعت بس ربنا سترها معاها
اندهشت من حديثه ونطقت باستفسار
يعني ايه مش فاهمه كنت معاها ازاي ومين دول اللي كانوا بيطاردوكم
زي ما بقول لك كده يا فندم اللي عملت فيها كده واحده كانت صاحبتها زمان وكانت موجوده هنا في الملجا وهي اللي هكرت موبايلها وصلتها للمرحله دي لانها عايزاها تشتغل معاها ضمن شبكه الدعاره الالكترونيه اللي هي شغاله فيها ومريم رفضت جدا وبسبب رفضها ده عملت فيها مقلب الفيديو ده علشان تشوه سمعتها وتنطرد من الدار او تلحقها قبل ما الأحداث تاخدها وساعتها هتنفذ ټهديدها
وكان في علمها انها تزوجت من رجل اعمال ووافته المنية واستلمت إرثها واصبحت من ذوي الأموال
وسألته بعيون زائغه مما جال في خاطرها
طيب وعملتوا ايه مع البنت اللي بتطاردكم دي
تحمحم كي ينظف حنجرته وتحدث بملامح جادة لملامح وجه مكفهرة ارتسمت رغما عنه
الموضوع ده حضرتك بقى له شهر بس هي مش بتبعت لها خالص من ساعه اللي حصل لكن تقريبا هي عرفت طريقها وخلاص الترم التاني من
الخۏف لو رجعت تاني هنا البني ادمه اللي لا عندها دين ولا اخلاق دي ترجع تاني تهددها وممكن تاخدها من جوه الدار كمان
واسترسل حديثه برجاء
نظرت له بعيون الصقر وسألته السؤال الذي لم يتوقعه أبدا
هو انت ليه بتعمل معاها كده انا تقريبا اول مره اشوفك النهارده وما أخدتش بالي منك حتى في الحفله
تنهد وأجابها باستجواد
انا عندي اختين ما اتمناش لواحده فيهم اي ضرر ولا سوء وما ينفعش اشوف طالبه عندي بتتهدد وحياتها معرضه للانقلاب وخاصه لما يكون من النوع ده واسيبها بابا ما ربانيش على كده
دققت بالنظر داخل عيناه بترقب شديد لباقي كلماته ونطقت باستفسار
بس اللي انا شايفاه قدامي بيقول غير كده يا دكتور
أومأ باستغراب وسألها مستفسرا عن مقصدها
تقصدي ايه حضرتك مش فاهم معنى كلامك
ابتسمت على بلاهته واجابته
خلاص ما تاخدش في بالك يا دكتور اهم حاجه انا عايزاك دلوقتي تجيب مريم هنا الدار علشان عايزه استفسر منها عن حاجات كتير وأوعدك انها هتخرج معاك بورقها
لازم احقق في الموضوع ده لان مستقبل بنات الدار في ايدي انا وهما امانه
معايا
انتابه القلق الشديد من طلبها لان مريم كانت تحكي له عن قسۏتها في معاملتهن وانها لم تحبها يوما من الايام لذلك كان شديد القلق ولكن فكر ان يعرض الأمر على مريم اولا ثم يقرر الرد عليها واجابها وهو يقوم من مكانه منتويا المغادره
تمام يا فندم هبلغها بطلب حضرتك وهرد عليكي لو هي وافقت او رفضت
بعد إذنك وفرصة سعيدة إني اتشرفت بمعرفة حضرتك
ابتسمت له بحضور وما ان خرج من مكتبها حتى امسكت هاتفها تتصل برقم ما وما ان جاءها الرد حتى رددت بملامح وجه مبهمة
انا عايزاكي تجي لي حالا وتسيبي كل اللي وراكي ما تتاخريش انا في مكتبي ومستنياكي
بعد ان خرج رحيم ارتدى نظارته ودلف الى سيارته وارسل رساله الى مريم عبر الوتساب ان تسبقه الى المطعم الموجود جانب منزلهم
وانه سيصل اليها في غصون النصف ساعه كان يقود سيارته بقلب منشغل وعقل يفكر
طيله الطريق قلبه يدق ۏجعا وحيره على من سكنت قلبه ومن كل نساء العالم لم
يختار قلبه غير ما وراءها الشقاء ولكن ما على القلب من سلطان
وصل الى المطعم وهبط من سيارته ودلف إلى باحثا بعينيه عن مكان تواجدها وما ان راها حتى وصل اليها قائلا بمشاغبه
تصدقي المطعم كله نور بوجودك فيه يا ست البنات
ابتسمت وادارت وجهها له وهتفت بنبرة اعتراضية بنفس مشاغبته
بطل بقى البكش ده يا دكتور مش لايق عليك
ضحك بصوت عالي على حركات وجهها وهي تتحدث وجلس على كرسيه في مقابلتها وأردف بحب
عارفه يا مريم اكتر حاجه بعشقها فيكي ايه
هدوئك وجمال روحك وطيبتك بحس انك عامله زي الملايكه بالظبط
دقات قلبها اعلنت الطبول من كلماته التي يثني عليها بها
والتي خرجت من قلبه صادقه وعلامات وجهه تدل على ذلك وهتفت بخجل
مش للدرجه دي يا دكتور انت رافعني لفوق قوي في منطقه تقريبا ما استحقهاش
وتابعت حديثها بحزن وشرود
خاېفه احبك اكتر من كده وفي الاخر افوق على قلبي المجروح لما الزمن يفرقنا وما يرضاش بإن بنت الملاجئ تتجوز دكتور الجامعه اللي من عيله وابن ناس
أحس بالحزن الشديد جراء كلماتها وقلبه بات يدق عڼفا وحزنا على شعورها الدائم بالخۏف واجابها بتاكيد لكي يطمئنها
مش انا اللي يحبك يا مريم وتملكي قلبه ويسيبك إنتي بالنسبه لي خلاص بقيتي المستقبل والحاضر وكنت اتمنى تبقي في الماضي
واسترسل حديثه وهو ينظر لها بعيون عاشقه حد النخاع
انا مش بس بحبك يا مريم انا بعشقك وحبي الأول اتولد على ايدك وقلبي ما دقش الا ليكي وما حسيتش بطعم حياتي الا لما دخلتيها
واوعدك اني هواجه الدنيا كلها معاكي بحلوها وبمرها لحد ما نوصل انا وانتي لبر الأمان بس عايزك تطمني قلبك يا حبيبتي
ومش عايز اشوف لمعه الحزن دي في عينيكي ابدا علشان بتقطع فيا
أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء وتابعت باستفسار
طيب والدك ووالدتك هيقبلوا ارتباطنا ببعض يا رحيم
قطب جبينه وهز رأسه بعدم فهم وتسائل متعحبا
وايه اللي هيخلي ماما وبابا يرفضوا ارتباطي بيكي يا قلب رحيم
اجاباته بتوضيح وهي تنظر إلي الكوب الموضوع أمامها
لازم نكون واضحين في مشاعرنا وعلاقتنا من البدايه وانا متوقعه الچرح قبل ما نوصل لنهايه الجبر في علاقتنا ومتوقعة الرفض ليا
من كل اللي حواليك ومش هلوم عليهم لان حقهم انهم يختاروا لك المناسبه جدا من جميع ظروفها
لكن انا المستقبل معايا فيه خطړ عليك ومش هرضى اني أظلمك معايا
انفعل جدا من
حديثها وثار من كلماتها وهتف پحده
ليه التشاؤم ده يا مريم هفضل كل يوم اقول لك خليكي متفائله وواثقه فيا شويه مش عيل صغير انا علشان ما دافعش عن حبي وقف وقفة محارب شجاع اطمني يا حبيبتي الۏجع هنعيشه سوا والجبر برده هنعيشه سوا وانا وانتي راكبين نفس المركبه سواء كان ليها شراع يحمينا او احنا اللي هنخلق لها الشراع اللي هيحمينا لحد ما نوصل لبر الامان اطمني يا مريم
تنهدت بارتياح من كلماته واحست ببضع من الامان ثم سالته باستفسار عن ما حدث في دار الايتام
ما قلتليش عملت ايه مع المديره واتكلمتوا في ايه
قص عليها ما حدث
بالتفصيل الى ان عرض عليها في اخر حكواه طلب المديره مكملا كلماته
بصراحه ما رضيتش اديها وعود انك تروحي الا لما نتكلم مع بعض الاول وندرس المقابله او انت هتوافقي ولا لا ايه رايك يا مريم
انا شايفها اڼصدمت لما حكيت لها كل حاجه وتقريبا كده اتعطافت معاكي
فتحت مقلتيها على وسعهما واردفت باستنكار
انت عايزني اروح لها برجلي لحد الدار يا رحيم انت مصدق وش الملاك اللي هي بينته ده دي عمرها ما عملتنا بما يرضي الله وطول عمرها قاسيه علينا وانا عمري ما أروح لها ولا اعتب الدار دي تاني
في منزل جميل المالكي عصرا حيث تجلس رندا وابنائها ووالديها يتبادلون اطراف الحديث في موضوعات مختلفه واذا هم يستمعون الى زر الجرس يعلن عن وصول احدهم
ذهبت سما لتفتح الباب واذا بها تتفاجأ باأبيها وتلقائيا رمت نفسها بين ه وهي تشهق بصوت عالي مملوء بالفرحه
بابا حمد لله على السلامه وحشتيني قوي تعالي اتفضل
ما إن علمت حضوره حتي قامت من مكانها مستأذنه من ابيها
بعد اذنك يا بابا انا هطلع اوضتي
قبل ان ياذن لها كادت ان تتحرك من مكانها الا انه اشار اليها بكلتا يديه ان تجلس مرددا بامر
ما تبدئيش معركتك بالهروب لازم تواجهي من البدايه علشان المواجهه مهما اجلتيها ومهما طنشتيها مسيرك هتقومي بيها اتفضلي اقعدي
كادت ان تعترض على حديث والدها الا ان والدتها امسكتها من يداها واجلستها بجانبها مردده بصوت خفيض
اقعدي يا راندا واسمعي كلام باباكي عيب لما يقول لك على حاجه وما تسمعيش الكلام ما انتيش صغيره يا بنتي وبعدين هو يعمل لك ايه يعني ما احنا كلنا موجودين اهو
تأففت بشده بسبب اصرار والديها على المكوث معه
ما كان في مخيلتها ان يأتي سريعا ورائها وما كان عندها اي استعداد للمواجهه
حضر ايهاب وقام بالقاء تحيه السلام وذهب الى جميل ومد يده واحتضنه وبدوره بادله السلام بحراره وهو يربت على ظهره
وذهب الى فريده التي ردت سلامه بفتور واحتضن ابنه مهاب بشده وبادله مهاب نفس حراره السلام كجده
اشار اليه جميل بالمكوث مرددا بترحيب
اتفضل اقعد يا ايهاب يا ابني حمد لله على سلامتك انت هتلاقيك جاي من السفر على هنا على طول وتعبان
واسترسل حديثه وهو يطلب من فريده فنجانا من القهوة قائلا بهدوء
من فضلك يا ام رحيم اعملي لنا فنجانين قهوه عقبال ما تجهزي الغداء علشان ايهاب هيتغدى معانا
اومأت بأهدابها بطاعه وذهبت الى المطبخ فالتحقت بها راندا مردده
استني يا ماما هاجي معاكي في حاجات كنت بعملها هاجي اخلصها
تركها ابيها لانه كان يريد التحدث مع ايهاب منفردا في البدايه وطلب من سما وايهاب ان يتركوهم وحدهم
وما