رواية جديدة بقلم إيمان حجازي
دي ..
ردد والدها بيأس
لله الأمر من قبل ومن بعد .. براحتك يا زينه بكره ټندمي ..
حاضر يا بابا بكره هصحي بدري أوي عشان الحق اندم قبل الشمس ما تطلع والحق الندم من أوله ..
ضحك والدها مضيفا
ماشي يا لمضه ..
ثم انتبه إلي الهاتف الذي أمامها سائلا
ايه الموبايل ده
بتاع مين !
زينه متصنعه عدم الأكتراث
ده بتاع طه هشوفه كده لو لقيت حد يشتريه ..
زينه بتوتر لاحظه والدها
لا عادي يا بابا المهم خليك انت بقه هنا وانا حوريه قالتلي انها جايالي هقعد معاها لو في حاجه ابقي ناديلي ..
ثم نهضت وأمسكت بالهاتف وضعته في جيب بنطالها..
ولكن قبل أن تخرج من المحل استوقفها صوت والدها
زينه
استدارت له
نعم يا بابا ..
والدها پخوف مبهم
خلي بالك من نفسك ..
ابتسم لها والدها بحب وتمتم بعد خروجها في تنهد
ربنا يحفظك ويحرصك يا بنتي ويرزقك باللي يحبك ويحافظ عليكي ..
بعد غروب شمس ذلك اليوم وسكون الناس في بيوتهم ..
وبداخل فيلا المصري وقف اللواء نزيه أمام عمار في هدوء قائلا
مضطر اني امشي واجازتك مفتوحه لحين اشعار اخر
أومأ له عمار بإحترام
ربت اللواء نزيه علي كتفه في حنو ونظر الي داغر فأومأ له شاكرا ..
ذهب إلي صديقه القبطان مالك وودعه وهو يشد من أزره مره اخري قبل ذهابه وكذلك أخته التي مازالت حزينه علي فقدان ولدها فوعدها أن عمار وداغر لن يبقيا جحرا الا ويبحثان بداخله علي ولدها ..
وما أن خرج اللواء نزيه من بيتهم حتي استدار داغر إليه مبتسما
أبتسم عمار في خفوت
انت قلتله ايه !
أمسك داغر بياقه بدلته في غرور مرددا
ملكش دعوه يلا بقه اشكرني ..
نظر إليه عمار بأشمئزاز
كده كده مكنش هيفرق معايا ايا كان القرار اللي هياخده ..
داغر بضيق مصطنع
يا اخي نفسي مره تقدر اللي بعمله عشانك
عمار بدهشه
ايه ده انت عملت حاجه عشاني ! ..مش شايف يعني ..
مفيش فايده المهم مش جاي بقه معايا نعدل المزاج ..
نهض عمار والتقط مفاتيح سيارته وردد خارجا
لا مش جاي حابب ابقي لوحدي شويه سلام ..
اسرع والده يستوقفه
رايح فين يا ابني تعالي...
أمسك داغر بكتفه يهدئه
سيبه يا عمي أنا عارف هو رايح فين متقلقش عليه ..
نظر والده الي داغر وأمسك به من ذراعيه راجيا
أمسك داغر بيد القبطان مالك وربت عليها مرددا
أولا انت متوصنيش علي اخويا ثانيا ايه محيلتيش غيره دي ! .. وانا رحت فين !! .. أنا مش ابنك برضه ولا ايه !
ربنا وحده اللي يعلم يا ابني
ربنا يحفظكم ويخليكم ليا ..
كانت الساعه الثانيه عشر منتصف الليل حيث سكون الليل في تلك المنطقه التي لم يصدر منها صوتا سوي بعض الضفادع التي تتواجد علي بعض برك المياه ..
دلف طه الي منزله بعد يوم طويل للبحث عن عمل آخر اغلق باب منزله البسيط وضغط علي مكبس النور وهو مغمض العينين ثم جلس علي اقرب كرسي بجوار الباب ..
فتح عينيه ببطئ وهو يدلك رأسه بيديه وما أن نظر أمامه حتي وقعت عيناه علي عم سمير ينظر إليه بهلع
هتف طه پصدمه شديده وخوف أيضا
عم سمير !! انت بتعمل ايه هنا ! ودخلت ازاي اصلا !
لم يجيبه العم سمير في حين ظهر عزت من
الخلف وهو يجيبه بدلا منه
طه ! تصدق ليك وحشه ..
وعلي الجانب الأخر في منزل شرف الدين ..
بعدما ذهبت حوريه من منزل زينه لتري تلك المعضله التي أوقعها بها والدها جلست زينه أمام المكتب الخاص بها وهي تحاول اختراق ذلك الهاتف وجدت صعوبه كبيره في بادئ الأمر لمعرفه طريقه برمجته لدرجه انها كادت أن تيأس وما أن توصلت إليها حتي اخذت تصرخ مهلله بفرح واعجاب بنفسها
يبااا دا انا زينه شرف الدين يبااا مفيش حاجه تصعب عليا هاتوا اخركم معايا يا شويه هكرز اسم بس وفعل مفيش ...
اخذت تفحص جميع محتوياته معجبه جدا بطريقه برمجته وتصميمه من أصغرهم لأكبرهم ..
ولكن سرعان ما تحولت إعجابها ذلك إلي صډمه كبيره حينما رأت بعض التسجيلات لمتفجرات واجهزه صغيره وبعض الأسلحه المخيفه ومقاطع اخري بلغات مختلفه ورجال بزي غريب مخيف أدركت علي الفور لماذا صمم ذلك الهاتف بتلك التقنيات الخاصه .. انتخابها خوف شديد ورهبه حوله ولأول مره ټندم علي فضولها واقتحامها لأشياء لا تخصها ..
وقع بصرها علي اخر فيديو تم تسجيله علي هذا الهاتف حيث ظهر من اللقطات السريعه التي يتم عرضها أنه لا يشبه البقيه ..
فأسرعت بالضغط عليه لتري ما به هو أيضا ..
أما في منزل طه البسيط ..
اخذ طه يسعل بشده بعدما كادت أن