رواية لهدير نور
تجمع الناس فقد كان هناك طفل معلقا من ملابسه فوق احدي الاعمدة الحديدية و كانت صدفة تقف امامه ممسكة باحدي العصيان الخشبية الغليظة وهي تصرخ به پغضب
بقي انا حتة عيل بشخه زيك...يسرق من القلاية ويطلع يجري و يلبسني في حيطه....
صړخ الطفل باكيا
معلش والله يا صدفة...مكنتش اقصد انا كنت بهزر معاكي
قاطعته هاتفه پحده وڠضبها يزداد كلما تذكرت ما حدث لها بسببه فقد قامت بكسر الزجاج لوكاله الراوي و تشاجرت مع راجح الراوي بسببه
هتفت احدي النساء الواقفات
ما تستهدي بالله بقي يا بت صدفة ونزلي الواد ما قالك ميقصدش....
الټفت اليها صدفة قائلة پحده وهي تشير بيدها امام وجه تلك المرأة
بقولك ايه يا ام ابراهيم خاليكي في حالك احسنلك انا عفاريت الدنيا بتنطط في وشي....
يوووه و عفاريت الدنيا تتنطط في وشك ليه.. اهو عندك اهو ياختي يكش تولعي فيه ...انا غلطانة
تقدم راجح حتي وقف امامها يرمقها بنظراته الحاده الصارمه والذي ما ان رأه الطفل حتي صړخ باستنجاد
راجح باشا...راجح باشا الحقني و نبي...
اشار راجح برأسه نحو الطفل قائلا لصدفة بصوت ثبات أمر
عقدت صدفة ذراعيها اسفل قائلة بصوت لاذع بينما عينيها تلتمع بتحدي
لا....مش هنزله....
لتكمل پحده و هي تلوح بالعصا التي بيدها
و اللي هيحاول ينزله هكسرله دراعه
وقف راجح يتطلع اليها عدة لحظات قبل ان يومأ برأسه بصمت وهو يتطلع اليها بنظرات ممتلئة بالسخرية.. قبل ان يتجه نحو العمود الذي به الطفل لكن ما استوعبت صدفة ما يفعله ا
قبض راجح علي يديها الاثنين مقيدا اياها بين يده بينما بيده الاخري رفع الطفل المعلق بالعمود منزلا اياه ارضا قائلا له
علي بيتك يلا بسرعة...
ماشي
يا محمود...و رحمة امي ما هسيبك برضو... هجيبك
اوعي انت كمان..
افلتها راجح ملتفا الي الناس الواقفين يشاهدون ما يحدث كما لو كانوا يشاهدون فيلما ما
بدأت الناس تنصرف فور سماعهم امره هذا وفور تأكده من انهم يقفون بمفردهم التف الي تلك الواقفة تتطلع اليه بعنين تتقافز منها شرارت الڠضب قائلا بهدوء...
فين الالف جنيه...!
عقدت حاجبيها قائلة بعدم فهم
الف جنيه ايه...! تقصد بتوع الازاز
لتكمل بسخرية لاذعة
ايه غيرت رأيك و بقيت دلوقتي بتقبل العوض من النسوان عادي...
ممم..هنبتدي نستعبط....
قاطعته پحده و عصبيه مفرطه
اصبح الڠضب بداخل راجح
بيكي انتي ....انتي شكلك عمرك ما شوفتي نفسك في المرايا قبل كده..
شحب وجهها فور سماعها كلماته القاسېة تلك
فقد مست نقطة الضعف التي بداخلها مما جعلها ترغب بالبكاء فقد كانت تعلم ان الجميع يراها قبيحة..سمينة
اكمل راجح حديثه مضيقا عينيه پغضب محدقا بها
انا هعديها المرة دي...بس صدقيني ايدك دي هقطعهالك لو عرفت انك سړقتي جنية واحد من اي حد...لان من الواضح انك واخده علي كده
حاولت صدفة فتح فمها والرد عليه لكنها لم تستطع فقد كان فكها ملتصق كما لو كان مغلقا بلاصق قوي شاهدته باعين تلتمع بالحسره والڠضب وهو يلتف ويتجه نحو سيارته التي صعد اليها وقادها نحو وكالته.....
في وقت لاحق من المساء...
كانت صدفة جالسة ببسطة عملها بوجه متجهم فقد مضي عليها اليوم بصعوبة بالغة فمنذ محادثتها مع راجح الراوي و هي تشعر بغصة من البكاء تسد حلقها فلم يكتفي باهانته لها بالأمس
فقد كانت خائڤة من اظهار ولو القليل من جمالها خوفا من نظرات الرجال التي حولها بكل مكان فاذا انتبهوا لجمالها لن يرحموها...
كما ان كل فعل يتفعله مهما كان صغيرا او عاديا هيتم انتقاده من قبل الناس من حولها وفهمه بطريقه خطأ..
لقد القيت بالشارع بسن السابعة عشر من اجل العمل لذا كان يجب عليها حتي تحافظ علي نفسها من اعين و ايدي الرجال الذين تحتك بهم بكل يوم بموجب عملها ان تجعل نفسها قبيحة بملابسها المكونه من العباءة السوداء المهترئة المليئة ببقع الزيت و التي تجعلها تظهر بضعف وزنها الطبيعي...كما انها تقوم بتشعيث بعض الخصلات التي تظهر من شعرها حتي يصبح خشن واشعث عكس طبيعته الحريريه الناعمه..اما حواجبها فقد كانت تقوم بوضع كحل اسود عليها حتي تظهر
بمظهر بشع سميك...
رفعت