الأحد 24 نوفمبر 2024

جبل العامري بقلم ندي حسن

انت في الصفحة 25 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز


ايه
تنظر إليه فقط ولم تتحدث يا له من حقېر حيوان يعبث بها كلما سمحت له الفرصة ليفعل ذلك شعرت بيده تفتح سحاب بنطالها الجينز فنظرت إلى الأسفل لتراه يبعده عن قدميها كادت أن تتحدث وتبتعد عنه ولكنها تألمت عندما سحبه على قدمها في موضع الالتهاب الذي سببه الحساء الساخن 
ايه هات الكريم
غمزها مرة أخرى بعينه وهو يقول بمكر

دي تفوتني بردو
نظر إليها فوجدها تغلق عينيها بقوة تتمسك بشرشف الفراش من الناحيتين تشعر بالألم الذي ظهر على كافة ملامحها فخرج صوته وهو يعود إلى قدمها مرة أخرى
هيحرقك شوية بس هيعمل مفعول بسرعة
فتحت عينيها السوداء ونظرت إليه فوجدته يرفع وجهه مرة أخرى إليها أومأت إليه بهدوء ورفق وتابعته وهو يحرك أصابعه على يدها بذلك الكريم برفق وحنان 
انتهى مما يفعله فذهب إلى المرحاض دون حديث ليغسل يده عاد مرة أخرى وجلس جوارها ثم قال بجدية
سيبيها شوية كده
والكريم أهو ابقي حطي منه تاني
أومأت إليه مردفة بصوت خاڤت
طيب
جلس جوارها صامتا وبقيت هي كذلك تنظر أمامها إلى أن عبثت أفكار رأسها بها وودت أن تسأله أسئلة كثيرة وتحصل منه على إجابة ولكنها تعلم أنه دوما لا يود إظهار الحقيقة إليها ولا يحب أن يجعلها ترتاح وتهدأ 
استدارت تنظر إليه للحظات وهي صامتة فشعر بأنها تود أن تقول
شيئا بقي كما هو ينظر إلى الأمام وقال بثقة
عايزة تقولي ايه
ابتلعت غصة مريرة وقفت بحلقها وتابعت النظر إليه وهو يبعد وجهه عنها
بنت عمك
استدار ينظر إليها عندما تحدثت عنها كان متوقع ذلك ولكنه لم يكن متأكد منه سألها بهدوء
مالها
سألته بغباء وهي لا تدري كيف تسأله بطريقة أفضل من ذلك ليجيب عليها بصدق ولا تكن أمامه فضولية تتدخل في حياته التي أعلنت رفضها لها
كنت بتبص ليها كده ليه
تابع النظر إلى سوداوية عينيها وسألها مضيقا ما بين حاجبيه
كده إزاي مش فاهم قصدك
كده شوية بحنين واشتياق وشوية تانين بقسۏة وكره
أبعد نظرة إلى أمامه مرة ثانية فكر في حديثها الصحيح أنه عندما أبصرها شعر أنه مشتاق يسعى لأي طريق يدله إليها ثم لحظات وأدرك أنه ذلك المطعون في قلبه منها فلا اشتياق ولا حنين ينبغي أن يخرج لها
أول ما شوفتها حسيت فعلا إني مشتاق لها بقالها كتير أوي بعيدة كانت متربية معانا هنا بعد كده افتكرت كل حاجه وأدركت أن مش دي اللي الواحد يشتاقلها
حركت رأسها وهي تسأله مرة أخرى بعمق أكثر عندما وجدته يتحدث
مثلت قدامها أننا كويسين ليه حبيبتي وبتاع
ابتسم بزاوية فمه ساخرا منها
فيها ايه لما أقول أنك حبيبتي مش مراتي! 
خرج صوتها المحتج تنظر إليه بقوة
جبل بلاش لف ودوران
أومأ برأسه للأمام وهو يضع يده الاثنين ببعضهم البعض يتكأ للأمام بجسده وهو جوارها وقال بجدية وقد كانت هذه رغبته حقا
ماشي أنا عايز كده عايزها تعرف أن وأنتي كويسين أوي
صمتت لبرهة وهي تنظر إليه باستغراب ثم أردفت بجدية تماثل جديته تدلي إليه بشيء غريب تغير به
أول مرة تبقى عايز تثبت لحد حاجه أو بمعنى أصح تبقى عامل لحد حساب ولتفكيره
استدار برأسه ينظر إليها وابتسم بتهكم يقول
بدأتي تعرفيني أهو
اهتمام كبير وتابع نظرات عينيها المستفهمة التي تود الإجابة سريعا وكأنها يهمها أمره
كان فيه بينكم حاجه قلبك كان بيحب
أومأ إليها ولم يخفي عليها سرا قائلا
آه كان فيه بس حاليا قلبي مابيعرفش يحب
تابع وهو يرى نظراتها الغريبة الذي لم يستطع أن يحدد منها أي الشعور ينتابها الآن وقال بغلظة وقسۏة لا توحي بأنه يتحدث عن الحب أبدا
لكن تأكدي لو جت الفرصة اللي يحب فيها مش همنعه سواء عافية أو لأ
وجدته يسترسل معها في الحديث فتجرأت أكثر
عايز تثبتلها ايه
قال بمنتهى البساطة وكأنه يتحدث مع نفسه لا يدري ما العواقب لكل ما يفعله الآن
إني مش جبل اللي تعرفه نهائي ودي حقيقة أنا بقيت واحد تاني تماما وإني حياتي مستقرة معاكي
هتفت بقوة وحزم وهي
تسأله بسرعة
يعني أنت مكنتش كده! صح
نظر إليها وقد ندم لأنه غاص معها بالحديث وأدلى بأشياء ليس عليه التحدث عنها كيف له أن يقول كل هذا الحديث دون حساب كيف له أن يتفوه بالكثير عنه وعن حياته معها بكل هذه السهولة
وقف على قدميه بعد أن أبعد نظرة عنها وقال
أنا عندي شغل لازم أمشي ارتاحي
أردفت سريعا وهي تراه يتوجه للخارج
أنت بتهرب
كانت تود أن تعلم أكثر عنه تحدد إن أرادت تبقى لتعلم ما الذي يحدث أو تبقى لأجل ابنتها أو لأجله وهذه الفرصة الوحيدة التي يمكنها تجميع الخيوط منها 
استدار إليها ورد بغلظة وخشونة
أنا عمري ما هربت
تفوهت بما يشعر به قلبها وعقلها واتحاد كل ما بها قالت له ما تراه منه وما تفهمه ومع ذلك وإلى الآن لم تفهمه هو خرجت كلماتها بشاجعة وهي تعبر عنه
خليك شجاع للآخر قولي أن ده مش أنت مستحيل يكون في شخص بالقسۏة دي لأ لأ مش
قسۏة أنت متناقض أنت رحيم أوي وفي نفس الوقت بتقول أن قلبك مفيهوش رحمة قاسې أوي وفي نفس الوقت حنين
وقف معتدلا ينظر إليها باستغراب لا يفهم
جرعة الشجاعة التي تحلت بها لتتحدث معه بهذه الطريقة ولكن من الواضح ستكون العلاقة أفضل في المرات القادمة سألها مستفهما
عايزة ايه
وقفت على قدميها تدلي بأكثر مما قالته تعبر عن أنها وافقت على حكم السچن المؤبد معه أما المۏت أو المۏت
مش زي ما بتقول بقيت مراتك وأتحكم عليا بالسجن معاك خلاص أنا اتأقلمت وعايزة أقعد هنا فهمني بقى اللي بيحصل
أجابها ببساطة وهو يضع يده بجيب بنطاله يقف أمامها شامخا واثقا من نفسه
مش مسموح أفهمك حاجه ثم أنك عرفتي حاجات كتير أوي مش المفروض أصلا تعرفيها
زي أنك كنت بتحب 
كنت مراهق واللي قدامك دلوقتي راجل أمر من العمر
أومأت إليه قائلة بصوت متهكم ساخر
أنت فعلا مر بس التشبيه الأفضل غامض أكتر من مثلث برمودا ومتناقض أكتر من واحد مچنون
نظر إليها بعمق يرى انزعاجها من هروبه بعد أن كان يتحدث بكل شيء عنه
لكنه ضحك لأول مرة من كل قلبه دون سخرية أو حزن ضحك بصوت مرتفع وهو ينظر إلى ملامحها وهي تشبهه بأشياء غريبة تراه يماثلها ولكنها محقة وذكية
توقف عن الضحك قائلا بثقة
قولتلك لسه مشوفتيش جنان
تنهد بصوت مرتفع واعتدل في وقفته ينظر إليها بجدية وهدوء تتحرك مشاعره تجاهها وهو لن يوقفها أبدا سيعود شاب مرة أخرى وسيشعر بالحب وهذه المرة لن يتخلى عنه 
قال برفق وهدوء بعدما ترك تفكيره بالحب جانبا
غزال لو في حاجه المفروض تعرفيها هتعرفيها في الوقت المناسب ومني أنا شخصيا بلاش الفضول اللي وداكي في داهية ده
تهكمت ساخرة تؤكد
مظنش في داهية أكتر من دي
نفى حديثها بثقة وتأكيد لأنه يعلم أن هناك أكثر من حپسها على الجزيرة وهناك ما لا تستطيع تحمله دقيقة واحدة
لأ فيه يا زينة
اخفضت يدها من على صدرها واستمرت في النظر إليه تشعر بغرابة حديثهم لأول مرة هكذا ولكن يبدو أنها حقا تأقلمت!
أول مرة تقولي زينة
ابتسم بسخرية
للضرورة أحكام
أشارت بيدها تسأله باستغراب ومرة أخرى تشعر بمراوغة حديثه
وهي فين الأحكام دي وفين الضرورة أصلا
تركها وهو يخرج من الغرفة قائلا
مش بقولك فضولية
ولج إلى خارج الغرفة وتركها وحدها عادت مرة أخرى تجلس على الفراش كما كانت تفكر بكل ما حدث منذ لحظات تحاول أن تفهم أي شيء من حديثه الذي قاله فلا يجب أن يكون تحدث معها هكذا لأول مرة ولا تتوصل لأي شيء 
كان يحب ابنة عمه ومن الواضح أنها كانت تحبه فلما تركته ورحلت! ولما يشعر بالكره والبغض تجاهها! 
قال إنه تغير! لم يكن ذلك الشخص القاسې العڼيف لم يكن جبل العامري القاضي والسجان المچرم والبريء لم يكن أي منهما! 
تحدث عن الحب ونظر إليها نظرة ذات مغزى فهمتها جيدا قال إن شعر قلبه بالحب فلن يحرمه إياه هل كان يتحدث عنها! 
ما
القادم عليهم معا!
توقف عقلها عن التفكير في بقية الحديث الذي دار بينهما وهي تحسب كم من سؤال برأسها لا يوجد له إجابة! 
يا لك من محتال أيها الجبل العامري يا لك من مراوغ مختل 
بقيت تمارا تحت أعين وجيدة المتفحصة لها بتمعن ودقة ثم قالت بجدية دون خجل أو مراوغة
جاية ليه يا تمارا
رفعت كتفيها للأعلى واخفضتهم مرة أخرى قائلة لها بجدية
جايه بيتي يا مرات عمي هيبقى ليه
بيتك اللي سبتيه بمزاجك ومشيتي وبعدها معرفناش أي حاجه عنك
قالت الأخرى بجدية
واديني رجعت
أكملت زوجة عمها بنظرات حادة جامدة وملامح وجهها تتحول إلى ملامح أخرى مخيفة
واديني لسه بسأل عن السبب
مافيش أسباب غير إني راجعة لبيتي ومكاني
أومأت إليها برأسها وقالت بهدوء
أنا كمان عايزة يبقى ده بس السبب ولو راجعة لجبل تنسيه زي ما نستيه قبل كده
أكملت بجدية شديدة ونبرة حادة تحاول أن توصل إليها أنها حتى إن كانت عائدة له فهو لن ينظر إليها مرة أخرى
تبصي ليه على أنه أخوكي وبس علشان حتى لو غير كده
جبل مش هيبصلك تاني أنتي عرفاه اللي بيسيبه مرة بيرميه على
آخر دراعه مليون مرة
تابعت تنظر إليها نظرة ذات مغزى وقالت بنبرة مليئة بالخبث والمكر
وهو دلوقتي خلاص عنده مراته وبنته وحياته اللي شغلاه
ابتسمت الأخرى
ببرود وعدلت حديثها قائلة
مرات أخوه وبنت أخوه
وقفت وجيدة على قدميها أمامها وحقا تغيرت ملامح وجهها عندما استمعت إلى تلك الكلمات منها وأدركت أنها آتيه ولا تنوي خير فقالت پغضب
أخوه الله يرحمه زينة مراته ووعد بنته وبكرة هو يخلف
ويجيب بنات وولاد من صلبه متحاوليش يا بت العامري تخربي على ولدي
أشارت إليها بيدها بعد أن وقفت هي الأخرى أمامها وقالت بمنتهى الحدة والجدية وحديثها لا يحتمل أي نقاش منها
أنا لو بحبك قيراط قصاده هحب ولدي وبت ولدي تلاته وعشرين قيراط ومش هبقيكي عليهم مرات عمك بتنصحك خليكي في حالك بعيد عن جبل ومراته وبته
حذرتها أكثر وحاولت اخافتها من مجرد الإقتراب منه أو محاولة التودد إليه كالسابق
جبل مش هو الراجل اللي
سبتيه ومشيتي بعد لما أبوه ماټ مش هو المحامي اللي وعدك بكل حاجه هتتغير وأنتي بردو مشيتي وسبتيه ولا هو جبل اللي كان رافض شغل أبوه جبل دلوقتي شيطان جزيرة العامري بياكل اللي قدامه أكل لو بس عمل حركة معجبتهوش بملامحه
أقتربت الأخرى منها تنفي حديثها 
اللي معاهم جبل اللي اتغير بسبب أنه حبك وأهو دلوقتي ما شاء الله عليه ربنا يهدي سره مع مراته
ابتسمت ساخرة ثم تفوهت قائلة
لو كان زي ما بتقولي كان حتى استقبلك استقبال عدل ده مش طايق يبص في وشك
اغتاظت الأخرى وهي تنظر إليها وكأن حديثها صحيح فهو حقا لا يطيق النظر إليها ولا يجيب على حديثها بأي رفق مما كان بينهم لن تقول حب أو غيره بل حتى رفق!
توجهت والدته إلى باب الغرفة وتحدثت وهي تسير بحدة
 

24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 51 صفحات