السبت 23 نوفمبر 2024

جبل العامري بقلم ندي حسن

انت في الصفحة 12 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز


لا يشاركه أفعاله إلا الشياطين مثله
بقي خۏفها الأكبر على شقيقتها وابنتها الصغيرة كيف ستهرب بهم وإن لم يكن فكيف ستجعل حياتهم هنا! 
تراقص الخۏف على أعتاب قلبها ولكن زجره الكبرياء معلنا نصرها وبين هذا وذاك لم يحسن التدبير عقلها ففقدت نفسها بينهم وتشتت تفكيرها وبقيت سجينة جبل العامري غير راضية عن
قدرها 

بينما هو ترك لها الفرصة في التفكير والإختيار على الرغم من أنه يعلم ما الذي سيحدث بالنهاية 
ترك نظرات عينيه المخيفة تعبث بها كلما وقعت عليها يستشعر دقات قلبها العالية كلما تقابلت تلك النظرات فيبتسم بخبث وقسۏة لأجل إشعال الخۏف والرهبة داخلها مسببة ارتعاش لجسدها كلما رأته 
إلى الآن هو صامت وتركها الأيام الماضية مبتعدا عنها سامحا لها بالفرار منه وهو على علم أن الأيام القادمة ستكون على عكس السابقة عندما يكون مقرها داخل غرفته 
دقت على باب الغرفة بيدها بقوة تحاول أن ترسل له من خلالها أنها ليست ضعيفة هشة فتحت لها الباب والدته فولجت للداخل بهدوء وجدية رافعة رأسها للأعلى بشموخ تدلف بثبات تقول من عبر نظراتها وحركاتها المحسوبة أنها قوية للغاية وما كان في الداخل سوى الخۏف
أغلقت والدته الباب بعد أن دلفت هي وسارت خلفها للداخل وهو يقف بجوار الفراش يستند على العمود بذراعه 
أشارت لها والدته أن تجلس على الأريكة ولكنها رفضت قائلة بجدية
اتفضلي أنتي يا طنط خير
جلست نجية على الأريكة أمامهم وبقيت الأخرى واقفة على قدميها تبعث إليه النظرات المشمئزة ولكنه بادلها بالبرودة التام
تحدثت والدته بكل جدية وهدوء وهي تنظر إلى زينة تسألها
ها يا زينة قوليلنا قرارك موافقة
تتجوزي جبل
رفعت يدها الاثنين أمام صدرها ووقفت بزاوية جسدها تنظر إلى البعيد قائلة بضيق
لأ مش موافقة
ضيقت والدته عينيها عليها وحاولت أن تتحدث بعقلانية معها على الرغم من أنها تدرك أن رفضها قاطع
ليه كده يا زينة فكري في مصلحة بتك
هبطت بيدها من أمام صدرها وصدح صوتها تنفي ما تقوله پعنف
مصلحة بنتي أنها تمشي من هنا وامبارح قبل النهاردة
أجابت الأخرى بفتور وهدوء تريها الحقائق التي تغاضت عنها
ليه هنا كل حاجه بتاعتها وكل 
اسألي ابنك ولا هو مقالكيش إني عرفت كل حاجه مقالكيش إني شوفته بعيني وهو بېقتل
استدارت إليه والدته تنظر إليه باستنكار شديد لما تقوله زينة فهي إن كانت رافضة مرة قبل أن تعلم بكل ذلك الآن ستكون رافضة ألف مرة نطقت اسمه بذهول
جبل! 
أبتعد هو عن العمود وتخلى عن الصمت الذى تحلى به بينهم نظر إليها بجدية وجمود قائلا
ده شيء كويس علشان تبقى دول كان المفروض تفكري فيهم بعقلك أكتر من كده
لوت شفتيها ببرود واختناق في ذات الوقت من حديثه وسألته
ولو مفكرتش
أجاب بصرامة وقوة
هتخسري
تركته ونظرت إلى والدته عندما علمت أنه سيقوم بتكرار حديثه مرة أخرى وهي سئمت من الاستماع إليه فقالت بجدية
اسمعي لو سمحتي بقى أنا مش محپوسة هنا أنا عايزة أمشي ومع بنتي وأختي
تابعت النظر إليها بعمق تتحدث بكل جدية وقوة توضح لهم أنها ليست غبية
لما جيت مفكرتش إن ده هيحصل عارفين ليه علشان يونس لما ماټ من خمس سنين مافيش حد فيكم فكر بس أنه يسأل على وعد اللي الكل دلوقتي عايزها أنا فاهمه كل واحد فيكم عايز ايه
تركتها وذهبت بعينيها إليه تكمل ما بدأته بشراسة وعڼف
اللي في دماغك مش هتاخده مني مهما حصل إلا على چثتي والميراث مش عايزاه خلاص حتى الشنط اللي جينا بيها مش عايزاها عايزة نخرج من هنا وبس أظن كده أنا اتخليت عن كل حاجه ليكم
وكأنه لم يستمع إلى أي من حديثها تقدم للأمام وقال ببرود ولا مبالاة بها
حلو نكتب الكتاب الخميس الجاي
صاحت پغضب وهي تتقدم ناحيته خطوة تشيح بيدها بعصبية وانفعال
أنت مچنون بقولك مش موافقة ومش عايزة منكم حاجه خلاص
لا ميراث ولا غيره خليهولكم
أكمل بنفس البرود واللا مبالاة وهو ينظر إليها مبتسما باستفزاز
إحنا بقى عايزين وعد العامري وزينة العامري
وقفت قبالته بشموخ وعزة أردفت بثقة ووضوح وهي تعني كل كلماتها
أنا إسمي زينة مختار ووعد اسمها وعد يونس العامري إحنا الاتنين مننتميش ليك ولو ننتمي هنتبرى منك
استفزها أكثر وهو يردد حديثه مرة أخرى
يبقى على خيرة الله كتبت الكتاب الخميس الجاي
صړخت به بعصبية وجنون منفعلة للغاية
أنت عايز تجنني ايه الاستهبال ده أنا بقولك مش موافقة
نظر إليها هو مبتسما باتساع وهو يراها ستجن بسبب حديثه فقط مظهرها رائع للغاية ستكون حياته معها مسلية أكثر من هذا الملل الذي يشعر به واللعب معها سيجعله يتحمس أكثر ف إلى اليوم لم يستطع أحد التغلب عليه هل هذا الغزال هو من سيتغلب!
أقتربت منها والدته وقالت بهدوء
فكري تاني يا زينة ده كله لمصلحتكم
نفت حديثها وأكدت بقسۏة وهي تجيبها بحدة
مصلحتكم انتوا وخوف البيه من إني أبلغ عنه
نظر إليها بعينيه المخيفة ثم استمعت إلى ضحكاته العالية التي طالعتها بغرابة وهتف بسخرية
لأ بلغي تحبي اوصلك المديرية
نظرت إليه مطولا وحقا لم
تعد تدري أهو مچنون أو مختل أو أنه قاسې قات ل أم أنه رجل عادي غريب يبتسم ويضحك بسخرية! ولكن ما تعرفه أنها عليها الاڼتقام منه قبل الابتعاد عنه
ظلت تتابعه بعينيها بشراسة وخرجت الكلمات من بين شفتيها بحدة وټهديد واضح له
اسمعوا أنا مش موافقة وعلى چثتي إني اتجوزك وأنا سبق وحذرتك بس أنت مهتمتش بكلامي قابل بقى
انتهت من ټهديدها
وهو ينظر إليها بلا مبالاة وتقليل شديد منها وكأنها غزالة تحاول وتحاول ثم عندما يأتي الصياد تقع فريسة من أول محاولة ثم بعد ذلك النظر أكمل على نفس الوضع
قولتلك قبل كده مستني
نظرت إليه بسخط وكره شديد وملامح وجهها ممتعضة للغاية ثم استدارت واتجهت إلى الباب دون اي حديث آخر وعقلها يحثها على إنهاء كل شيء الليلة جذبت الباب من خلفها بعد أن خرجت پعنف وقوة أصدر صوت ينم عن ڠضبها منهم 
اتجهت والدته إليه وتسائلت باستغراب
زينة شافتك 
أخذت الكلمة انتباهه فنظر إلى والدته وابتسم قائلا
مش هتمشي
هدأت قليلا ونظرت إليه برفق ثم قالت متسائلة وهي على علم مسبق بالإجابة
ايه دخلت مزاجك
أومأ إليها برأسه وأكملت شفتاه بتأكيد
آه دخلته ومش هسيبها تمشي
سألته باستياء
هي من البداية مش موافقة تفتكر هتوافق بعد ما عرفت بكل ده
أومأ إليها مرة أخرى بتأكيد
هتوافق
قالت والدته بصوت جاد ونظرة واثقة
الطريقة غلط افتكر إني قولتلك مش هي اللي تيجي كده
اتجهت هي الأخرى إلى باب الغرفة وخرجت منه وتركته وحده في الداخل يتذكر كل موقف مر عليه معها وهي تقف به أمامه تتابع بنظرات عينيها الواثقة وحركاتها الشرسة يتذكر كلماتها وعنفوانها الواثق من كل كلمة تخرج منها وكأنها ستفعلها لا محال وحتى لو كان السيف على رقبتها 
يا لها من إمرأة صعبة تحتاج إلى الترويض كيف عاشرها شقيقة وهي بهذا الطبع كيف كان رجل وهو معه امرأة كالرجل في كل شيء إلا مظهرها وكيف يشعر الرجل بأنه رجل إلا عندما يفرض سيطرته على امرأته ويكن هو بالنسبة إليها الرجل والبيت والأمن والأمان ويكن مالكها وكل ما تملكه فتجعله محور حياتها والأمر الناهي لها كيف كان يعيش مع هذه وهي بكل هذا التكبر والغرور امرأة قادرة أمام نفسها 
ستكون امرأته وستتروض على يده سيجعلها كما يشاء وكما يحب إن كان بالرضا أو بالقسۏة فلا مجال هنا للحب 
خرجت الصغيرة وعد من غرفة الصالون ركضا وخلفها خالتها إسراء تركض قائلة بصوت مرتفع وهي تضحك بصخب
هاتي الموبايل والله ما هسيبك
سارت الأخرى وأبتعدت وصوت ضحكاتها البريئة يرتفع معها مثل الأخرى
لأ مش هتاخديه وترتفع مع تلك الأخشاب الذي ألقتها في الأرض اتسعت شفتيها بابتسامة واسعة وهي ترى أن ما رغبته بات قريبا للغاية منها وستبتعد عن هنا في الحال 
دلفت إلى الداخل سريعا وأغلقت الباب كما كان وكأنها لم تفعل شيء وسارت بهدوء وبطء لتخرج إلى ردهة المنزل تتلفت ثم عندما أدركت أن المكان أمن تحركت سريعا وقدميها تبتعد عن بعضهم بقوة لتصعد إلى الأعلى تنتظر ما سيحدث من مرج وهرج بعد قليل لتتخذ هذه الفرصة سبيلا للهرب 
مر كل هذا على ذاكرتها وهي تبتعد عن قصر العامري فقد حدث كل هذا قبل قليل قبل أن تخرج من القصر وتحصل على الحياة تود لو تصفق لنفسها
لأجل حصولها على الفرار منه 
سارت بسرعة هي وشقيقتها وابنتها بيدها تبتعد عن هنا بفرحة كبيرة والإبتسامة على وجهها مرتسمة باتساع تتابع وهي تسير بخطوات اشبهت الركض البيوت الخاصة بهم الغريبة ككل المناطق النائية 
يالا الفرحة أكان يريدها أن تستمر معه هنا على هذه الجزيرة الغريبة هي وكل سكانها الذين يضعون الثوم والبصل مربطين بأحبال في شرف المنازل
لقد لازت بالفرار وما بقي إلا دقائق كي تكون خارج الجزيرة وهم في الخلف يحاولن إخماد النيران خرجت ضحكة مباغتة منها وهي تشعر بالانتصار فوجدت تلك اليد القوية تقبض على ذراعها فجأة دون سابق إنذار 
نظرت إلى شقيقتها معتقدة أنها هي من أمسكت بيدها ولكن يد شقيقتها كانت
جوارها فاستدارت واقفة تنظر إليه!! 
إنه هو! وقع قلبها بين قدميها واختفت تلك الضحكة التي كانت على شفتيها منذ قليل وذراعها في قبضة يده يضغط عليه بقوة وغل شديد وملامح وجهه لا تنذر خوفا من أن يأخذها منها عنوة عيناها تنظر إليه بحدة تتابع نظرات عيناه الخضراء المخيفة 
ضغط على يدها بقوة ونظر إلى شقيقتها بطرف عينه ومرة أخرى إلى ابنتها التي تمسكت بوالدتها
فابتسم هو بشړ ينظر إليها قائلا بجمود
مش كنتي تقوليلي إنك عايزة تمشي علشان اسهلك
الطريق!
تابعت النظر إليه دون حديث وقد شعرت أن سمائها انطبقت على الأرض من أسفلها وډمرت كل شيء لم تقوى على الحديث بل تنظر إليه بصمت تام لا تعلم ما الذي من المفترض أن تقوله ولا حتى تفعله ولا تدري ما الذي سيفعله هو بها 
أكمل وهو يجذبها من ذراعها پعنف وقسۏة
تعالي الوقت دلوقتي ميسمحش أنكم تنزلوا النيل
تحطمت أحلامها وذهب كل ما فعلته لأجل الفرار
هباء فلا شيء أتى بنفع مع ذلك الجبل الصلب الذي احتارت في وصفه 
بعد أن جعلت الحريق ينشب في القصر ويلتهي به الجميع وهو من بينهم وذهبت على أول الطريق وخرجت من القصر وأقتربت من الوصول إلى النيل والخروج من الجزيرة أتى هو لينهي كل هذا كأنه لم يحدث من الأساس لقد أتى في الوقت المناسب حقا 
شعرت بالسخرية الغريبة لأجل كل
ما عاشته هنا إلى الآن أهو إلى هذه الدرجة مسيطر ومتحكم ليفهم ما حدث ويأتي خلفها بهذه السرعة 
سارت معه وهو يجذبها عائدين إلى القصر استدارت برأسها تنظر إلى الخلف ترى النيل كان على بعد خطوات منها يبدو أنها كتب عليها أن ترى وتعلم الكثير عن الجزيرة وأهلها لم يكن مقدر لها
الخروج بهذه السهولة 
وقف جبل أمام
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 51 صفحات