روايه هدوء العاصفه بقلم هدير مصطفي
اهو
مختار انا هربيكي من تاني يا روح
ليحزم قراره ويبدأ في تقطيع خصلات شعرها لتقع امام عيناها علي الأرض فتقع معها احلامها وامالها وتتحول الي بقايا أنثى أنهي مختار مهتمه وخرج من الغرفه وخرجت معه عزه ليتركا خلفهما روح جسد بلا روح ظلت تتأمل خصلات شعرها المنثور علي الارض وكأنها تستمد قوتها منها فتبدأ في تجميعها لتأخذها بين احضانها وتتمدد علي الأرض حتي جاء صباح اليوم التالي فتستيقظ علي صوت الغناء والزغاريد مع فتح باب الغرفه عليها لتدلف منها عزه
جومي جومي من النهار ما هتدوقيش طعم النوم واصل
كانت روح تنظر لا بتعجب شديد مما تقوله
عزه خابره زين انك ماتعرفيش ايه اللي حصل انكتب كتابك يا عروسه وبجيتي مارت علي خلاص
روح ايه الكلام ده امتي وازاي ده
عزه هجولك كيف سي مختار اتصل ب علي وخلاه يجي ومعاه المأذون والشهود وان جعدت في وسطيهم بالنقاب وكأني انتي وواديتهم موافجتي علي الجواز
عزه هههههه والمأذون والشهود اللي سمعوني وانا بوكل مختار ماتحوليش ترفضي حتي ياروح مفيش جدامك الا انك توافجي
روح حراااااام
عزه حرمت عليكي عيشتك جومي فزي من مكانك والبسي الفستان ده عشان ازوجك لعريسك جبر يلمك
وفي مكان اخر كاد حازم ان يخرج من منزله فأستوقفته نجلاء قائله
حازم مش هقدر يا امي روح بتضيع مني
نجلاء مفيش في يدنا حل يا ولدي ده ابوا ومحدش يجدر عليه
حازم بس انا بحبها
نجلاء هملها لحالها يا ولدي هملها لجل تنقذ حالك وتنقذها من شړ مختار وعلي وعزه
حازم لا يا امي مش هقدر اشوفا بتضيع قدامي وافضل ساكت
وهم ان يخرج من بيته ولكن وقفت نجلاء بينه وبين الباب رافضه خروجه
وقف حازم امام والدته عاجزآ ليس بيده حيله ولا يدري ما ذا يفعل وبعد لحظات سمعا صوت طرقات علي الباب ففتحاه فوجدا رجال غرباء اقتحما عليهم المنزل ويأخذوه معهم فتخرج نجلاء مهروله خلفهم ولكن دون جدوي فقد استقلوا السياره وانطلقا بها ظلت تصرخ تستنجد المساعده ولكن هيهات فلا أحد يسطتيع مساعدتها والوقوف ضد رجال مختار فهم بالنسبه لهم ذات قوه لا تقهر فتوجهت الي منزل مختار
نجلاء ولدي فين يا مختار
مختار ولدك تاه ولا ايه
نجلاء انت عارف انا جايه اهنه جاصده ايه ماتلوعش الحديت بجي وجولي ولدي فين
مختار زين والله اجيلك دغري بجي وبلاها حديت ماسخ ولدك عندي في الحفظ والصون
نجلاء حازم مجربش من روح يا مختار
مختار خابر زين الكلام ده وعشان اكده ماهمسوش بسوء واصل
مختار مش منيه منك انتي
نجلاء عايز ايه
مختار تروحي لروح وتخليها تتجوز على
نجلاء وولدي
مختار هتم من اهنه هتلاجيه بيخبط عليكي الباب
نجلاء موافجه يا مختار
ثم تركته وتوجهت الي غرفة روح فوجدته تجلس علي الارض وخصلات شعرها متناثره في الارجاء وعزه تقف بجانبها ومعها فستان الزفاف ويتجادلان معآ
عزه هتتجوزيه يعني هتتجوزيه روح هقتل نفسي قبل ما اتسمي مراته
عزه ابوكي ماهيسمحلكيش واصل انك و
فقاطعتها نجلاء
نجلاء روح
حين استمعت الي صوت خالتها الحبيبه ذهبت اليها مروله لترتمي بين احضانا باكيه بحرقه
روح خالتي الحقيني جوزوني بالغش
نجلاء اهدي ياروح اهدي يا جلب خالتك
روح اهدي كيف يعني
نجلاء روحي يا عزه شوفي جوزك عايزك
ليه
عزه الفساته اهه عايزاكي تلبسيها وتزوجيها عشان الناس جربت تيجي
ثم خرجت عزه لتجلس نجلاء وبأحضانها روح
نجلاء روح
روح فين حازم يا خالتي
نجلاء بتحبيه يا روح
روح اوووووي يا خالتي مش قادره اتجوز حد غيره
نجلاء بس لجل ما تنجذيه لازم تتجوزي حد غيره
روح ازاي يعني
الرابع
بدأت نجلاء في سرد ما حدث ل حازم والحوار الذي دار بينها وبين مختار وحين انتهت هبت روح من بين احضانها وتمد يدها لتلتقط الفستان وتأخذها دون ان تنطق ببنت كلمه ثم شرعت في تبديل ثيابا لترتدي الفستان وتخرج من الغرفه فتراها عزه التي كانت تقف بالخارج فتبسمت ساخره منها ثم اطلقت الزراغيط معلنه وصول العروس ثم أخذتها لتجلسها بين النساء الجالسات علي الارائك ملتفين حول فتاه معها طبل تدق عليها وتتراقص بجوارها فتاه اخرى اما بالساحه امام المنزل كانوا الرجال يهللون فرحآ ويرقصون بالعصا وفي غرفة روح تجلس نجلاء باكية خوفآ علي ابنها ومتألمه بسبب ما أصاب ابنة شقيقتها
وفي تلك الغرفه المغلقه في احدي زوايا المنزل الكبير كان حازم يجلس مقيدآ يستمع رغمآ عنه الي الاغاني والضوضاء التي تبعث الي قلبه الالم فهو يعلم جيدآ ان هذه الضوضاء تدل علي ان بالأعلى يتم تزويج حبيبة قلبه من رجلآ غيره ولكن ماذا يفعل فهو حتي لا يستطيع ان ېصرخ بسبب تلك الخرقه التي تغلق فمه مرت الدقاق واللحظات وكل قلب يشب به حريق ېحرق بداخلهم كل شئ كان الصمت لعنه اصابتهم لتقتل احلامهم وامالهم وحبهم وبعد انتهاء الحفل اخذ العريس عروسه متجهآ الي عش الزوجيه أوقفها مختار ليودعها
مختار الف مبروك يا بتي
روح انا عملت اللي انت عاوزه ياريت تسيب حازم يروح
مختار انتي جلعتي برجع الحيا خلاص كيف تتحدتي علي واحد تاني غير جوزك في ليلة فرحك
روح علي ما هيهمنيش في شئ واصل اتزوجته لجل ان حازم يفلت من تحت يدك بس صدجني يا بوي انا بحب حازم ماهنسهوش واصل
ليأتي علي قبل ان يرد مختار علي روح حيث انه انقذها حقآ فقد كان مختار علي وشك ان يصفعها
علي مش يلا بجي يا عروسه
اكتفت روح بالنظر اليه دون ان تجيب عليه
مختار يلا يا ولدي ربنا يسعدكوا
علي تسلم يا عمي بتك دي في عينيه
ثم امسك بيدها وأخذها الي بيته المقابل لبيت والدها والذي كان الأمر بالنسبه لها انها كعصفور صغير تم نقله من قفص الي قفص آخر اخذها الي الغرفه الخاصه بهم فتركها ودلف الي المرحاض كانت نجلاء تجلس في منزلها اما بابها المفتوح تنتظر مجئ ولدها اليها وبعد دقائق دلف اليها وهو بالكاد يستطيع الوقوف علي قدماه وقف مستندآعلي الحائط ليقول والدموع تنمهر من عيناه
حازم خسرتها خسړت روح يا امي وخسړت معاها روحي
ليقع علي الأرض مغشيآ عليه فقد برع مختار ورجاله في اتخاذه رهين هرولت اليه نجلاء كي يستند عليها وهي تصرخ ثم أخذته الي المشفي لتطمئن عليه جلست روح علي الفراش والدموع تنهمر من عيناها في صمت ثوب زفافها الأبيض لم يبعث الي قلبها ولو بعضآ من السعاده كانت تريد ان تصرخ ان ترفض ان تحتج ولكن هيهات ماعاد هناك مجال للضعف جففت دموعها وعزمت علي أن تنجي بنفسها من هذا الهلاك مهما كلفها الأمر بعد لحظات دلف أليها وفي عينيه نظرة القوه ذاتها والتي اعتادت أن تراها في عينيه بل في عيون كل رجل في هذا المجتمع الذي يحيط بها هذا المجتمع الذي لا يعترف بها سوي أنها أنثي خلقت لخدمة الرجل في كل أحوالها
سواء كانت والده زوجه أبنه كان هذا المجتمع اقل ما يقال عنه