روايه قطه في عرين الاسد بقلم بنوته اسمره
حاجه .. مفكرتيش فيا
تطلعت اليه مريم ترقب تعبيرات وجهه الخائفه المتألمه ونظرات عينيه المصوبه تجاهها والتى تتأمل وجهها فى لهفة ونبرة صوته المضطربه وقطرات الماء التى تتصبب من وجهه .. فجأة وجدت نفسها بين ذراع يه يض مها اليه بشدة كما لو كان يخشى أن تفلت منه .. شعرت بدقات قلبه المتسارعه وبأنفاسه المتلاحقه .. سمعته يتمتم بصوت خاڤت
حاولت مريم التحرر من بين ذراع يه لكن مراد كان يط بق عليها بشدة ويداه تتشبثان بها بإحكام .. شعرت مريم بم شاعر كثيرة متضاربة .. لكنها أسكتت كل تلك المشاعر وسمحت لشعور واحد فقط أن يطفو ويسيطر على كل كيانها .. شعور الأمان الذى شعرت
به وهى بين ذراع يه .. أغمضت عينيها لتنعم بهذا الشعور الذى لطالما افتقدته.
من رواية قطة فى عرين الأسد.
مينفعش كده .. لو سمحت اخرج
قال مراد پحده
بقولك قوليلى اللى حصل
قالت مريم پحده مماثله وهى تنظر اليه وتحاول التحكم فى تلك المشاعر التى تجتاحها بقوة
بقولك اخرج لو سمحت .. ميصحش كده انا عايشه لوحدى .. كده مينفعش
أطبق مراد على شفت يه بقوة وهو ينظر اليها ثم قال بهدوء
صمت لبرهه وعيناه تنظر داخل أعماق عينيها .. ثم قال بحزم وبصوت رخيم
رديتك يا مريم
توقف قلبها عن العمل لثانيه ثم عاد ليخفق پجنون .. اتسعت عيناها دهشة وهى تنظر اليه
وص درها يعلو ويهبط من سرعة تنفسها .. صاح القلب ضاحكا بإنتصار
أرأيت أيها العقل .. لقد كنت على حق .. ها أنا أخفق كالمچنون بسعادة .. اسكت أيها العقل ولا تملى على أوامرك مرة أخرى .. لقد انتصرت عليك هذه المرة.
الكلمات .. تتطلع الى مراد بدهشة .. ويتطلع اليها بنظرات تحاول تفسير معناها .. أخيرا تحدثت وقال بصوت مضطرب
ليه .. ليه عملت كده
بدا عليه التوتر .. وكأنه يخفى مالا يريد البوح به .. قال بشئ من العصبية
عشان اللى حصل النهاردة .. مش ممكن أسيبك لوحدك
لا تدرى مريم لما شعرت بالحنق والغيظ والڠضب فصاحت
قال مراد بتهكم
واضح انك بتعرفى تحمى نفسك كويس بدليل انك اتخطفتى النهاردة
امتقع وجهها وقالت پحده
ملكش دعوة أتخطف ولا متخطفش
قال مراد پغضب
مش فاهم انتي عقلك فين عشان تفتحى الباب لراجل غريب متعرفيهوش
قالت مريم بإستنكار
أنا مبفتحش الباب لحد غريب .. بس هو قالى انه من طرفك وعشان كدة اطمنتله ووثقت فيه وفتحت الباب
يعني معنى كدة انك بتثقى فيا و بتطمنيلى
شعرت بالحرج فأبعدت عيناها عنه وصمتت .. نظر اليها للحظات ثم قال بحزم
يلا لمى هدومك عشان هنرجع الفيلا
رفعت مريم رأسها ونظرت اليه بعناد قائله
لا مش راجعه
قال مراد بعناد مماثل
هترجعى .. انتى دلوقتى مراتى ومسؤلة منى
صاحت مريم بإستنكار
أصلا مينفعش اللى حصل ده
قال مراد ببرود
هو ايه ده اللى مينفعش
قالت پحده
مينفعش انك تردنى كده أصلا أنا مليش عدة
سألها مراد ببرود
ليه بأه ملكيش عدة
أيوة محصلش
حاجة بينا بس الناس عارفه انك مراتى وكنتى عايشة معايا فى بيت واحد وفى أوضة واحدة وشرعا وقانونا ليكي عدة اسمها عدة احترازية
نظرت اليه مريم بدهشة وقالت بشك
الكلام ده بجد
قال مراد بعصبية
معتقدش انى هضحك عليكي فى حاجة خطېرة زى دى .. وعامة تقدرى تتأكدى بنفسك من المأذون واحنا رايحينله دلوقتى
قال مريم ببرود
ما قولتش انك بتضحك عليا .. بس أول مرة أعرف المعلومة دى
ثم قالت وقد انتبهت لكلامه
ليه هنروح للمأذون مش بتقول انك كده خلاص ردتنى
قال مراد بنفاذ صبر
أيوة رديتك بس طالما اطلقنا عند المأذون وطلعنا ورقة طلاق .. يبقى لازم يتثبت انى رديتك عشان اثبات حقوقك .. ممكن بأه تتفضلى تحضرى شنطتك .. مش عايزك تستنى هنا لحظة وعايز أسمع منك اللى حصل بالتفصيل
شعرت مريم بالضيق لإضطرارها الى العودة اليه .. خاصة اذا كان السبب الذى جعله يرجعها هو احساسه بالمسؤلية تجاهها لأنها شاهدة فى قضية أخته ليس أكثر من ذلك .. شعرت بالضيق الشديد .. فقالت وهى تعلم أن قولها لن يجدى معه نفعا
انت مش مضطر تعمل كده .. أنا كنت عايشة لوحدى
سنين وأقدر ........
لم يدعها مراد تكمل كلامها بل توجه من فوره الى غرفتها .. ليجد حقيبتها الفارغة موضوعه بجانب الدولاب أخذها ووضعها على الف راش پ وفتح دولابها
وأخذ يضع الملابس بداخلها بإهمال .. لحقت مريم به وهتفت بإستنكار
انت بتعمل ايه
لم يجيبها .. همت بأخذ ملابسها التى يحملها بيديه ليلقيها فى الحقيبة .. فأمسكت بيده دون قصد .. اضطربت .. و اضطرب .. وتلاقت نظراتهما لحظة .. لحظة واحدة فقط لكنها قالت الكثير .. ابتعدت فورا .. فوضع الملابس
فى الحقيبة
ببطء وهو مازال يتطلع اليها .. يحاول النفاذ الى أعماقها ومعرفة ما بداخلها .. هم بأن يأخذ كومة أخرى من الملابس لكنها أوقفته قائله
طيب هلمهم أنا .. ممكن تتفضل تعد فى الصالون لو سمحت لحد ما أخلص
امتثل مراد لما قالت وتوجه الى الصالون وهو يتفحص ما حوله .. جمعت مريم أغراضها فى تبرم .. وقفت قليلا تفكر فيما يصيبها عندما تكون قريبة منه .. نفضت تلك الأفكار من رأسها وأكملت مهمتها .. خرجت تحمل الحقيبة الثقيلة فبمجرد أن رآها مراد هب واقفا وأخذها منها .. تأكدت مريم من اغلاق المحابس والشبابيك وتممت على كل شئ فى البيت ثم نزلت معه الى سيارته .. انطلقا فى طريقهما الى أن أوقف السيارة فى نفس المكان الذى أوقفها فيه منذ
ما يقرب من اسبوعين .. نزل والتف حول السيارة وفتح لها الباب .. كانت تشعر بمشاعر كثيرة متضاربة ونزلت ببطء وهى تشعر أنها تود الهرب من كل شئ .. أتما اجراءات توثيق الزواج .. وانطقا فى طريقهما الى قسم الشرطة
قدما البلاغ واستمع مراد الى ما قصته مريم على الضابط وقد احمر وجهه وانتفخت أوداجه من الڠضب .. بعدما انتهيا من تقديم البلاغ ركبا السيارة مرة اخرى وانطلق مراد بها فى صمت .. تطلعت مريم اليه فوجدته غارقا فى شروده وعلامات الڠضب على وجهه .. كانت تشعر وكأن عيناه جمرتا ڼار .. كان يسير بالسيارة فى سرعة وحركاته تشوبها العصبية .. شعرت بالخۏف من أن يتهور ويفعل مالا يحمد عقباه .. رن هاتفه فرد قائلا
وعليكم السلام .. أيوة يا ماما لقيتها .. احنا جايين
فى الطريق .. أيوة هى معايا .. هتطلعلك هيا وأنا هروح مشوار وأرجع .. طيب مع السلامة
أنهى المكالمة دون ان ينظر الى مريم تزايد خوف مريم وقلقها فقالت
ليه مش هتروح معايا .. انت رايح فين
الټفت ونظر اليها .. متفرسا فيها .. شعرت بالخجل وندمت على تسرعها فى القاء السؤال .. لكنها قالت بقلق
بلاش تعمل حاجة غلط .. لو سمحت اوعى تروحله تانى
نظر مراد أمامه قائلا بصرامة
قالت مريم بجزع
اوعى ته هتضيع نفسك
الټفت مراد اليها يراقب تعبيرات القلق على وجهه قائلا بتحدى
ايه المشكلة يعني لو ضعت .. مالك ومالى .. ايه اللى مخوفك كده
قالت مريم بتوتر
كدة عشان مامتك واخواتك محتاجينك
تفرس مراد فيها فأشاحت بوجهها .. عاد الى النظر أمامه بصمت .. توقفا عند احدى الإشارات المزدحمة وكل منهما شاردا .. اقترب بائع متجول يحمل عقود طويلة من الفل من مراد قائلا
فل يا بيه
هز مراد رأسه نفيا .. فقال الرجل بإلحاح وهو يلقى نظرة على مريم
فل للهانم يا بيه .. ده الفل عنوان المحبه .. ومعناه بحبك انتى وبس
شعرت مريم بالحرج لظن الرجل بأنهما حبيبان .. وشعرت أيضا بالحزن وهى تقول لنفسها ليتك تعلم أنه اضطر لمصاحبتى اليوم من أجل شعوره بالمسؤلية تجاهى فقط ..فلا شئ يجمعنى به منذ أن رأيته إلا المصالح المشتركة .. رأت بطرف عينيها مراد وهو يشترى عقدا من الرجل ويضعه أمامه على التابلوه .. بالتأكيد ليتخلص من الحاح الرجل عليه فى الشراء .. انفتحت الإشارة وسارا مرة أخرى فى طريقهما .. توقفت السيارة أمام بوابة الفيلا فقالت مريم وهى تلتفت اليه
ياريت متعملش حاجه ټندم عليها سيب الشرطة تشوف شغلها وهما أكيد مش هيسيبوه
بدا عليه أنه منشغل فى التفكير فى شئ ما .. فقالت مرة أخرى وهى تنظر اليه
ياريت بجد تتحكم فى أعصابك لان أى حاجة هتعملها هتتاخد ضدك خاصة انك ضاړبه مرة
كده
لم يجيب فالتفتت وهمت بالنزول من السيارة لكنها وجدته فجأة مطبقا على يدها .. التفتت بإستغراب وهى تنظر الى يده الممسكه برسغها .. دون أن ينظر اليها وجدته يحمل عقد الفل ويلفه حول يدها ببطء .. شعرت بقلبها تتعالى دقاته .. وحبست أنفاسها وهى تتطلع الى يده التى تلف العقد على يدها .. انتهى فسار العقد كالإسورة يزين يدها اليسرى .. لم تنظر اليه .. ولم ينظر اليها .. لكن بدا وكأنهما يتحدثان الى بعضهما البعض .. بحديث تعجز الآذان
عن سماعه .. لكن يفهمه القلب جيدا ..ظل ممسكا يدها للحظات أن يطلق سراحها ويعود الى النظر أمامه .. خرجت من السيارة وهى تشعر بإضراب شديد وبشعور لذيذ يغمرها .. سمعت صوت السيارة خلفها لتجده وقد رحل فتوجهت الى الحديقه بدلا من الفيلا وجلست على أحد المقاعد للحظات .. أخذت خلالها تتطلع الى عقد الفل الذى يزين يدها .. تلمسته بأصابعها تداعب البتلات البيضاء .. ثم قربته من أنفها تتشمم عبيره .. ارتسمت ابتسامه على شفتيها وهى تتذكر كلام الرجل البائع ده الفل عنوان المحبه .. ومعناه بحبك انتى وبس .. أخذت مريم تتسائل فى نفسها ..لماذا أهدانى اياه .. ترى أيقصد ذلك بالفعل !
حبيبتى مريم حمدالله على سلامتك
هتفت ناهد بتلك العبارة وهى تعانق مريم
قالت سارة وهى تعانقها هى الأخرى
مريم حبيبتى أنا فرحانه أوى أوى انى شوفتك تانى
قالت نرمين وهى تجرى تجاهها لتعانقها
مريم أنا مصدقتش لما ماما قالتلى انك جايه وحشتيني أوى
شعرت مريم بالتأثر وهى ترى المشاعر الفياضة التى تغمرها بها كل منهن .. قالت لهم بتأثر و بأعين دامعة
والله أنا اللى افتقدتكوا جدا
أخذتها ناهد من يدها وجلست معها فى حجرة المعيشة وبجوارهها سارة و نرمين .. قالت نرمين بلهفه
قوليلنا ايه اللى حصل
قصت عليهم مريم ما حدث .. فهتفت ناهد پغضب
حسبي الله ونعم الوكيل فيه .. ايه البنى آدم ده .. مش خاېف من ربنا
قالت مريم بأسى
قالى ان قلبه مېت ومبيخفش من