روايه قطه في عرين الاسد بقلم بنوته اسمره
يا طنط مفيش حاجه
أومأت ناهد برأسها وڠرقت فى شرودها هى الأخرى
واثقة ان حامد متصلش بيكي وأنا مسافر ولا انتى اتصلتى بيه
ألقى مراد هذا السؤال على مسامع سكرتيرته التى وقفت أمامه متوترة .. فقالت
أيوة واثقة يا فندم
قالت بإضطراب شديد
صدقنى يا أستاذ مراد متكلمتش مع أستاذ حامد ولا عرفته أى حاجه عن حضرتك
طيب اتفضلى على مكتبك
خرجت السكرتيرة مسرعة .. الټفت طارق الى مراد قائلا
انت شاكك فيها
قال مراد
أيوة .. مفيش حد غيرها يعرف انى خدت ملف مصنع الملابس معايا البيت فى اليوم ده بالذات
قال طارق
طيب هتعمل ايه
قال مراد بثقه
متشغلش بالك أنا هعرف أتصرف
بس أنا مش فاهم انت بتقول ان فى حد بينقل ل حامد أخبارك .. طيب هو أصلا كان هيقدر ياخد الملف ازاى من جوه بيتك .. وايه اللى عرفك انه عارف أخبارك
قال مراد وهو يعود لعمله
متشغلش بالك يا طارق .. بس ركز مع سامر لانى شاكك فيه هو كمان
قال طارق وهو لا يفهم شيئا
طيب .. مش هقول أى معلومات مهمة أدامه
سارة بقولك ايه
أيوة يا أبيه
تحبوا تخرجوا النهاردة
قالت سارة بفرح
أيوة طبعا نحب أوى .. نروح فين
قال مراد
زى ما تحبوا
قالت سارة بسعادة
تمام يا سارة .. هستنى اتصالك
انهت سارة المكالمة ثم توجهت الى الحديقة حيث يجلس الجميع وقالت بفرح
مش هتصدقوا .. مراد اتصل بيا وقالى هنخرج كلنا سوا وقالى كمان احنا اللى هنختار المكان
هتفت نرمين
تبهرجى .. يعني ميجيش يفسحنا الا وأنا وهو متخاصمين
كويس هتبقى فرصة حلوة عشان تعتذريله وتصالحيه .. المهم دلوقتى هنروح فين
قالت ناهد ل مريم
تحبي تروحى فين يا مريم
قالت مريم بحرج
زى ما تحبوا انتوا
هتفت نرمين بمرح
بصوا بأه أنا شايفة اننا نستغل الفرصة دى أسوأ استغلال ممكن .. أصلها مبتتكررش كتير
قالت سارة ضاحكة
نعمل ايه يعني
بصوا مش هو قال
احنا اللى نختار المكان .. خلاص نقوله اننا عايزين نقضى يومين فى العين السخنة
قالت سارة
بتهرجى يا نرمين مستحيل يرضى طبعا .. هو أكيد قصده انه هيفضيلنا ساعة ولا اتنين ونخرج فى أى حته هنا
قالت نرمين
يا عبيطة نقوله كده مش هيرضى فنقول حاجه أقل .. أما لو طلبنا الأقل على طول هيخليه هو أقل من الأقل بتاعنا .. فهمتوا حاجه
قالت مريم ضاحكة
تقصدى تعلى صقف
تطلعاتك عشان لما يختار حاجه أقل تكون زى ما انتى عايزاها
قالت نرمين بمرح
عليكي نور .. هو ده اللى أقصده
قالت ناهد ضاحكة
شكلكوا هتخلوه يندم انه فكر يخرجكوا
قالت نرمين ل سارة بلهفه
يلا يا سارة اتصلى قوليله عايزين نقضى يومين فى العين السخنة أكيد هيقولك لا مش هينفع .. تقومى قايلاله خلاص يوم واحد هيقولك برده مش هينفع قوليله خلاص هتخرجنا من دلوقتى لحد ما نتعب ونقولك خلاص كفاية
قالت سارة
انا مالى يختى قوليله انتى كده
قالت نرمين برجاء
عشان خاطرى يا سارة
بأه انتى عارفه انى مش هعرف أتكلم مع مراد واحنا متخاصمين
أعطت
سارة الهاتف ل مريم قائله
قوليله انتى يا مريم
هتفت نرمين بلهفه
أيوة قوليله انتى يا مريم
قالت مريم بحرج شديد
لا مش هينفع قولوا انتوا
طلبت سارة الرقم ووضعت الموبايل على أذن مريم قائله
لا محدش هيكلموا غيرك بس نفذى الخطه اللى قولناها عشان يخرجنا اليوم كله بدل ما يضحك علينا بساعة ولا اتنين
شعرت مريم بالتوتر وهتفت أن يرد
سارة كلميه انتى .. أنا مش هعرف ........
لم تستطع
أن تنهى جملتها لأنها سمعت صوت مراد يقول
أيوة يا سارة
نظرت مريم الى سارة برجاء وأبعدت يديها الممسكة بالهاتف .. لكن سارة أعادته الى أذنها مرة أخرى . كانت ناهد تتابع ما يحدث بصمت .. أمسكت مريم الهاتف ونظرت الى الجميع ثم قامت لتبتعد قليلا
فما كانت ستستطيع التحدث أمامهم حتى لا يلاحظ أحدا منهم مدى ارتباكها .. قال مراد
ألو سارة
قالت مريم وهى تنظر خلفها الى العيون المتطلعة اليها
أيوة .. أنا مريم
انتظرت أن يتحدث لكنه لم يفعل .. فقالت بتوتر
البنات أصروا انى أنا اللى أكلمك ومعرفتش أهرب
بقى صامتا فأكملت بتوتر بالغ
هما بيقولوا انهم عايزين يطلعوا يومين العين السخنة
كانت تشعر بسخافة ما تفعل لكنها مضطرة حتى لا ينكشف أمرها أمام أخوته وأمام ناهد .. فأكملت قائله
هما أصلا عارفين انك هترفض بس هما ........
قاطعها مراد قائلا
خلاص مفيش مشكلة جهزوا نفسكوا وأنا هخلص اللى ورايا وأكلمكوا
قالت بدهشة
يعني أقولهم انك موافق
قال بهدوء
أيوة
صمت كلاهما .. ثم قال
أنا مضطر أقفل دلوقتى عشان معايا تليفون تانى
قالت مريم بسرعة
تمام .. وأنا هبلغهم
أنهت مريم المكالمة وتوجهت اليهم فقالت نرمين بلهفه
ها .. اوعى تكونى منفذتيش الخطة
قالت مريم مبتسمه
لا نفذتها
صفقت سارة بيديها بمرح طفولى قائله
يبأه هنخرج طول اليوم .. يلا نفكر هنروح فين
قالت مريم مبتسمه
مش انتوا قولتوا عايزين يومين فى العين السخنة
نظر الجميع اليها بصمت فشعرت بالتوتر وقالت
قالى انه موافق وجهزوا نفسكوا على ما يخلص اللى وراه
ساد الصمت لحظة والكل ينظر اليها بعدم تصديق ثم صاحت نرمين
انتى بتهرجى صح .. مراد هيسفرنا .. هيسيب شغله ويسفرنا
أومأت مريم برأسها وقالت بهدوء
هو قال كده
تعالت الضحكات الفرحه وأخذت يتحدثن عن ترتيبات الإستعداد لهذه الرحلة .. وعيون ناهد مسلطة على مريم والابتسامه على شفتيها
قال طارق بإستغراب
مش مصدق .. مراد هيسيب الشغل يومين ومش بس كده هيسافر يتفسح كمان .. ده انت مبتغبش من الشغل الا فى الشديد الأوى
قال مراد وهو يسرع من انهاء الأوراق التى أمامه
البنات بقالهم كتير مخرجوش .. وهما اللى اختاروا العين السخنة
نظر طارق الى مراد بأعين متفحصه وقال بخبث
البنات برده
رفع مراد رأسه ونظر اليه قائلا
قصدك ايه
قال طارق مبتسما
ربنا يهنيك يا مراد
نظر اليه مراد دون أن يتكلم فأكمل طارق
بجد بدعيلك من قلبي .. لانك راجل محترم وتستاهل كل خير
صمت مراد قليلا ثم قال
انت فهمت الموضوع غلط
نظر طارق فى عين صديقه قائلا
لا أنا فاهم صح .. وصح أوى
هرب مراد من عيني صديقه .. فقال طارق بهدوء
متخفش منها .. دى بالذات متخفش منها
نظر مراد اليه وقد بدا فى عينيه حيرة كبيرة .. فأكمل طارق
بس خلى بالك .. اللى أعرفه انها كانت بتحب خطيبها أوى .. وانها من يوم ما اتوفى وهى رافضة الإرتباط تماما .. وانها مش من السهل انها تحب غيره
ثم أكمل
أنا مش بقولك كدة عشان أحبطك .. لا أنا بقولك كدة عشان أعرفك الوضع عامل ازاى .. عشان تتصرف على الأساس ده
ظل مراد محتفظا بصمته فنهض طارق قائلا
يلا أسيبك تخلص اللى وراك .. ومتقلقش سافر وانت مطمن أنا هبقى هنا فى الشركة
ابتسم له مراد قائلا
تسلم يا طارق
انطلق مراد بهم فى طريقهم الى العين الساخنة .. وصلوا الجميع
الى الفندق الذى حجز فيه مراد لمبيتهم .. كانت مريم سعيدة للغاية وهى تتطلع الى الطبيعة الساحرة حولها .. فلم يسبق لها أن غادرت القاهرة يوما الا عندما ذهبت الى أهل والدها فى الصعيد .. لم تكن سارة و نرمين أقل سعادة من مريم .. حجز مراد حجرة للفتاتان وحجرة لوالدته وحجرة له ول مريم .. ودت مريم ألبقاء مع الفتاتان لكنها لم تستطع البوح بذلك
صعد الجميع الى غرفهم اتفقوا أن يستريحوا من عناء السفر قليلا ثم ينزلون لتناول طعامهم فى مطعم الفندق .. دخلت مريم الغرفة والتى كانت تحتوى على ان .. وتوجهت
الى الشرفة كانت تنظر الى ما حولها وهى تردد
ما شاء الله .. سبحان الله
وقف مراد خلفها يتطلع اليها الى أن انتبهت والتفتت فأشاح بوجهه عنها بسرعة .. ووقف على بعد خطوات منها يطالع المشهد بدوره .. الټفت اليها قائلا
جيتي هنا كدة
قالت مريم مبتسمه
أنا مخرجتش من القاهرة الا عشان أروح الصعيد
قال وهو بنظر أمامه
البلد هنا هتعجبك أوى فيها أماكن خطېرة
هشوف ماما والبنات هينزلوا امتى
توجه الجميع الى مطعم الفندق .. كانت نرمين تتطلع الى مراد بحزن وهى تتمنى اذابة الجليد بينهما .. أنهى الجميع تناول طعامه وقرروا التنزه فى القرية والتمتع بجمال وسحر الطبيعة ليلا
فى صباح اليوم التالى .. استيقظ مراد ونظر الى مريم ليجده فارغا ومرتبا .. نهض ليجدها فى الشرفة .. وقفت مريم تستمتع بجمال المنظر فى الصباح .. دخل مراد الشرفة بعدما ارتدى ملابسه وسمعته يقول
صباح الخير
التفتت تنظر اليه وهى تشعر بالدهشة فهذه هى المرة الأولى التى يلقى عليها تحية الصباح .. تمتمت بخفوت
صباح النور
دخل الشرفة ووقف على بعد خطوات منها واستند الى سور الشرفة .. شعرت بالحرج فهمت بالدخول .. أوقفها قائلا
مريم
راودها شعور غريب وهى تستمع الى اسمها بصوته الرخيم .. وقفت تتحاشى النظر اليه فقال
بخصوص الحملة الإعلانية بتاعة شركتنا .. كان المفروض أتكلم معاكى
فى الموضوع ده من فترة بس كل شوية تحصل حاجات تخلينى
أأجل الكلام .. بس احنا فعلا مستعجلين جدا .. فياريت أول ما نرجع القاهرة تبتدى فيها
نظرت اليه مريم قائله بجديه
مفيش مشكلة .. عرفنى ايه اللى محتاجه بالظبط وأنا أبتدى في الشغل أول ما ارجع
قال لها
تمام .. طيب تحبي أتكلم مع مديرك .. ولا الاتفاق بيكون معاكى انتى
قالت مريم بإستغراب
مديري .. ليه
قال مراد
عشان تكاليف الحملة
قالت مريم بجدية
لا طبعا مش هاخد فلوس على شغلى
نظر اليها مراد قائلا
ازاى يعني مش هتاخدى فلوس على شغلك
قالت مريم
انا أعدة فى بيتك وانت متكفل بمصاريف أكلى وشربي واقامتى .. ازاى عايزنى آخد منك فلوس تمن شغلى فى حملتك
قال مراد بحزم
دى حاجة ودى حاجة .. متدخليش الأمور فى بعض .. أنتى ملزمة منى طالما انتى على ذمتى .. أى ان كان سبب جوازنا .. انتى مراتى وكل حاجة تخصك ملزمة منى أنا
شعرت مريم بشعور غريب يغمرها وهى تستمع الى كلماته .. تجاهلت شعورها تماما وقالت بهدوء
برده مش هينفع آخد فلوس على شغلى
قال مراد
تمام يبأه هتكلم مع مديرك وهو اللى هيوصلك فلوسك عن طريق البنك زى ما اتفق معاكى
قالت مريم وهى تتطلع اليه
انت ليه عنيد كده
نظر فى عينيها بثبات قائلا
انتى اللى عنيده
ظلا ينظرات الى بعضهما للحظات .. بدا وكأن كل منهما يحاول أن يسبر أغوار الآخر .. ويغوص فى أعماقه ليستكشفه .. أشاحت مريم بوجهها فجأة وقالت
هشوف البنات صحيوا ولا لسه
نزل الجميع لتناول الفطار .. بدأووا فى التنزهة بالقرية وعلى شاطئ البحر استنشقت مريم النسمات المنعشة التى تهب من البحر فى اتجاهها فى سعادة .. كانت القرية شبه خاليه فى هذا التوقيت من العام .. فشعرت مريم بالراحة أكثر وهى تقف