الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية وبقي منها حطام أنثى بقلم منال سالم و ياسمين عادل

انت في الصفحة 17 من 64 صفحات

موقع أيام نيوز


لتدلف إلي حجرتها.. في حين كان رحيم يحاول أختلاق الأعذار لرفض طلب مالك ولكنه لم يجد السبب المناسب فقرر.....
رحيم بصلابة اسفين يابني معندناش بنات للجواز
مالك وهو يبتلع ريقه بثقل ليه!
رحيم بثبات من غير أسباب انا شايفكوا مش مناسبين لبعض .. معلش مضطر أستأذنك عشان نازل أصلي العشا
مالك وقد زاغت عينيه وكأنه لا يرى أمامه ...........

_ ما كان منه إلا أنه تحرك نحو باب المنزل بخطوات منكسرة ثم أدار مقبض الباب ودلف للخارج وأغلق الباب خلفه بهدوء.. فجلس رحيم على الأريكة ثم راح يفكر بالأمر جيدا.. هل أخطأ أم لا بلى لم يخطئ فأنه لا يستطيع تأمينه علي أبنته يرى منه شخصا لا يعتمد عليه وغير موثوق به .. بينما وصل مالك لمنزله ومنه إلي الحجرة الخاصة به .. كان قد قرر عدم السماح بتدني معنوياته ولكن الشعور بالخيبة يتملكه .. جلس على طرف الفراش ثم أنحنى بجسده ليستند برأسه علي مرفقيه دلفت إليه ميسرة عقب أن أنتبهت لحالته التي دخل بها للمنزل حيث قررت عدم مغادرة الحجرة إلا وهي تعلم ماذا أصابه طيلة الفترة الماضيه و....
مالك بنفاذ صبر ياعمتي مفيش حاجة صدقيني
ميسرة وهي تشير بسبابتها لالالا في حاجة انا متأكدة .. انت مش على بعضك ليك فترة وانا مش خارجة من هنا إلا لما أعرف مالك
مالك وقد قبض علي جفنيه إيثار بتضيع مني
ميسرة بعدم فهم ليه كده! لو مټخانقين ولا حاجة عرفني و.......
مالك مطرقا رأسه لأسفل الحكاية أكبر من كدة اهلها مش موافقين عليا لأنهم فكريني بلعب بيها
ميسرة وهي تتلوى بشفتيها متذمرة وهما هيلاقوا زيك فين !! وبعدين لو فاكرينك بتلعب أحنا ممكن نتقدملهم وساعتها هنثبت حسن نيتنا و......
_ أضاء المصباح فوق عقله وكأن هالة أزيلت من فوق رأسه أملا جديدا ظهر بريقه أمام عينيه ثم أتسعت حدقتيه وحملق بها وهو يهتف
مالك عمتو أنتوا فعلا مستعدين تيجوا معايا ونتقدملهم
ميسرة وهي تمسح على وجهه بحنو طبعا ياحبيبي احنا نطول نفرح بيك
مالك وهو يقفذ من مكانه فرحا يبقى نحدد معاد ونروحلهم في أسرع وقت
ميسرة وهي تغمز له بعينيها سيب الحكاية دي على إبراهيم انا هكلم معاه وافهمه يعمل اي بالظبط
_ كان ممددا على الأريكة يتناول ثمرات الفاكهة بشراهة وكأنه لم يتناول الفاكهة بحياته قط .. بينما على صوت هاتفه فرمقه بأستخفاف ثم أعتدل في جلسته وترك الصحن جانبا وضغط عليه ليقول
محسن الو أزيك ياصاحبي
عمرو وقد خالج
الأقتضاب نبرته الحمدلله يامحسن خير في حاجة ولا اي
محسن وهو يدس قطع الفاكهة بفمه هو لازم يكون في حاجة عشان أكلمك ياراجل
عمرو وقد قوس فمه بعدم أهتمام لأ عادي بس مش متعود تكلمني متأخر كده
محسن لأ أتعود ياأبو نسب المهم قولي هشوفك الساعة كام بكرة
_ أنعقد ما بين حاجبيه عمرو عقب عبارته الأخيرة فقد فهم بديهيا ما يرمي إليه فأتسع مبسمه بحيوية وحماسة زائدة ثم هتف بعجالة ...
عمرو هشوفك من النجمة ياشقيق
محسن وقد ظهر وميضا مثير للقلق بعينيه بالمرة عايزك في موضوع مهم جدا .. موضوع مصيري هيعجبك على الأخر
عمرو بفضول جلي موضوع إيه ده !
محسن متستعجلش بكرة تعرف و.... وتستريح.............
الفصل الثاني عشر 
لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي
وللحب ما لم يبق مني وما بقي
ضړب كفا على الأخر وصر على أسنانه قائلا بحنق 
وده وقت تغيب فيه ! ده أنا كنت هاخد خطوتي وأنفذ المطلوب !
نفخ بصوت مسموع ثم فرك طرف ذقنه وهو يتابع قائلا 
كده أنا مضطر أفكر في حاجة تانية وأعرف الجماعة عندي بالجديد !!!
على الجانب الأخر وقف مالك أمام المرآة وارتسم على محياه ابتسامة سعيدة للغاية وطالع نفسه بنظرات متأملة .. 
عدل من وضعية ياقة قميصه ثم أحكم ربط عقدة رابطة عنقه ومشط شعره للخلف ..
كان اليوم مميزا بالنسبة له بل هو أفضل يوم في حياته على الإطلاق فقد تمكن زوج عمته من مقابلة الأستاذ رحيم وطلب منه تحديد موعد رسمي للتقدم لخطبة إيثار ..
اعترض الأخير في البداية ولكنه وافق في النهاية بعد محاولات مقنعة على تلك الزيارة العائلية حتى توضع الأمور في نصابها الصحيح ..
ايوه يا عم مين أدك !
ها ايه رأيك 
أرخت ساعديها واقتربت منه وأجابته بثقة 
مز الصراحة
حرك رأسه قليلا وسألها بإبتسامة عريضة 
ماشي يا روني يعني أعجب 
أجابته دون تردد
ده انت تعجب الباشا يا مالوك
تنهد بعمق وهو يتابع قائلا بتوتر 
ادعيلي ربنا يسرها معايا لأحسن مقلق أوي من أبوها !
يارب يتمهالك على خير !
أمين
صاحت ميسرة من الخارج بنبرة مرتفعة 
جاهز يا مالك
أجابها بصوت عال 
ايوه يا عمتو أنا جاهز 
طب يالا يا حبيبي 
حاضر
ظنت أنها تتوهم ما سمعته منها لكنها طمأنتها قائلة 
أبوكي بنفسه اللي وافق
فإرتدت فستانا طويلا من اللون الزيتي ولفت حجاب رأسها بطريقة جميلة ووضعت لمسات باهتة من مساحيق التجميل لتزيد من إشراقة وجهها ..
كان عمرو هو الوحيد المعترض على تلك الخطبة فبدى متذمرا وغير راضي على الإطلاق
..
اضطر أن يوافق على الجلوس من أجل أبيه فهو لا يريد تصغيره أمام الغرباء بالإضافة إلى نيته في تعقيد الأمور عند مالك حتى لا يظن أنه فاز بأخته ببساطة ..
سمع عمرو قرع الجرس فنفخ بضيق ثم اتجه ناحية الباب ليفتحه ..
اقتربت من باب غرفتها وألصقت رأسها به لتستمع إلى صوت مالك وهو يلقي التحية على الجميع فتنهدت بحرارة كبيرة ..
تراجعت بجسدها للخلف ورفعت كفيها وبصرها للسماء وهمست بتضرع 
يا رب كملها على خير يا رب !
استقبل الأستاذ رحيم عائلة مالك بترحاب رسمي وجلس الجميع في غرفة الصالون .. 
تنحنح رحيم بصوت خشن وهو يقول 
منورين يا جماعة
رد عليه ابراهيم بنبرة هادئة 
البيت منور بأصحابه ازيك يا حاج رحيم 
أجابه الأخير قائلا بنبرة شبه منهكة
الحمدلله في أحسن حال 
يدوم يا رب
راقبت روان عمرو بنظرات حادة فقد كانت تبغض وجوده .. وبادلها هو نفس الشعور بالإضافة إلى كرهه لوجود مالك .. لكن ما بيده حيلة .. 
بعد لحظات ولجت تحية وهي تحمل صينية كبيرة مليئة بالمشروبات تناولها منها ابنها عمرو وأسندها على الطاولة التي تنتصف الغرفة ..
نهضت ميسرة لتقبلها وهتفت بسعادة 
ازي أحوالك يا ست تحية 
بخير يا حبيبتي 
ثم أضافت بحماس 
ده البيت نور بوجودكم فيه ده احنا زرنا النبي
رد الجميع بخفوت 
عليه الصلاة والسلام
تساءل ابراهيم بإهتمام وهو يتلفت حوله 
أومال عروستنا الجميلة فين 
ردت عليه تحية بحماس 
جاية اهي
تجهم وجه عمرو بصورة واضحة ولم يكلف نفسه العناء لتصنع الرضا ..
تحركت إيثار في الغرفة ذهابا وإيابا بتوتر بائن عليها ..
جلست على طرف فراشها وتمتمت مع نفسها بإرتباك 
يا رب مايكونش حلم يا رب كملها على خير
حانت منها إلتفاتة للجانب وسلطت أنظارها على الكومود ففي درجه العلوي تضع تلك الرسائل الغرامية التي جمعتها من مالك .. وشرد عقلها لوهلة في مواقفهما السابقة .. ووجدت نفسها تبتسم تلقائيا ..
استمعت هي إلى صوت والدتها ينادي عليها من الخارج 
ولجت إيثار إلى داخل غرفة الصالون وعلى وجهها حياء جلي .. 
جلست بإستحياء على أقرب أريكة بعد أن رحبت بميسرة وروان ..
اختلس مالك النظرات نحوها وحاول ألا يبدو أمام أخيها وقحا بالتحديق فيها ..
استطرد ابراهيم حديثه قائلا بهدوء جدي 
شوف يا حاج رحيم إحنا جايين النهاردة عشان نطلب إيد بنتك المصون إيثار لابننا الغالي مالك فإيه رأيك
كانت تحية على وشك الرد ولكن أشار لها رحيم بكف يده وأجابه قائلا بنبرة ثابتة 
والله المواضيع دي محتاجة ناخد وندي مع بعض الأول في تفاصيلها 
إن شاء الله مش هانختلف
تدخل عمرو قائلا بنبرة شبه متهكمة 
وهو ال .. الأستاذ مالك قادر يفتح بيت ولا هياخد المصروف منكم !
رد عليه مالك بهدوء حذر 
أنا قولت لحضرتك قبل كده يا استاذ عمرو إن عندي شقة أهلي في القاهرة هابعها وأجيب حاجة مناسبة هنا غير إني بأتدرب في مكتب محاسبة وآآ...
قاطعه عمرو بنبرة جافة وهو يحدجه بنظرات قاتمة 
كل ده أنا عارفه بس هاتقدر على مصاريف الجواز ولا هاتقضيها حب !
تلك المرة رد عليه إبراهيم بجدية 
أستاذ عمرو احنا مش هانسيب ابننا لوحده هنسانده لحد ما يقف على رجله
بينما أضافت ميسرة بنبرة شبه حادة
مالك ابن أخويا الله يرحمه هو رزق من ربنا ليا وأنا استحالة مكونش واقفة معاه
استشعرت إيثار اضطراب الأجواء وبدى رفض أخيها جليا للعيان .. 
تضرعت لله في نفسها ألا يسوء الوضع ..
لم يختلف حال مالك عنها
كثيرا فقد كان مثلها ولكنه تحامل أكثر على نفسه كي يبدو هادئا أمام عمرو فمبتغاه في النهاية هو الظفر بحبيبته ..
ظلت الأوضاع ما بين شد وجذب حتى اتفق الطرفان في النهاية على قراءة الفاتحة ولكن بشروط تضمنت عدم مقابلة مالك لإيثار بمفردهما أن تكون اللقاءات بينهما مقتصرة على الزيارات المنزلية وكذلك إعطاء مهلة لمالك لبيع منزله القديم وشراء أخر وتجهيزه في أقرب وقت ..
تنفست إيثار الصعداء بعد أن قرأ الجميع الفاتحة وصدح صوت الزغاريد في المكان ..
نهضت تحية لتوزع المشروبات والحلوى على الجالسين ..
دنت روان من إيثار وقبلتها بشغف من وجنتها وهمست لها بسعادة 
مبروك يا ريري هاتبقي أحلى عروسة 
ميرسي
قالتها إيثار بخجل واضح في نبرتها
إعتلى ثغر مالك إبتسامة سعيدة وسلط أنظاره على عروسه المرتقبة ..
في حين كانت نظرات عمرو له حادة للغاية .. لكنه عقد النية في نفسه ألا يجعل تلك الخطبة تستمر طويلا ..
استمعت سارة وهي ممددة على فراشها إلى صوت زغاريد عالية فإعتدلت في نومتها وأغلقت هاتفها المحمول وانتبهت جيدا لمصدر الصوت ..
تكررت الزغاريد مرة أخرى فهبت من فراشها واتجهت إلى الخارج وتساءلت بإستفهام 
سامعة صوت الزغاريد دي يا ماما 
ردت عليها والدتها إيمان قائلة بهدوء 
ايوه 
ثم هزت كتفيها في عدم إكتراث وهي تتابع 
بس مش عارفة
جاية منين !
لأحسن يكون اللي في بالي ! 
عاد مالك مع عائلته إلى منزلهم بعد ذلك اللقاء العصيب وشكر عمته وزوجها بإمتنان كبير وأضاف بسعادة 
أنا مش عارف من غيركم كنت هاعمل ايه
احتضنه إبراهيم بذراعه ونظر له بحنان أبوي وهو يجيبه معاتبا 
عيب تقول كده ده انت ابننا الغالي
هتفت روان بنزق 
بس اخوها ده يتفاتله بلاد
ردت عليها ميسرة قائلة بتنهيدة منهكة 
مالناش دعوة بيه احنا يهمنا إيثار
أضاف مالك مؤكدا 
بالظبط هو ولا يفرق معايا أنا عاوز إيثار وبس
تابع إبراهيم حديثه قائلا بتحذير 
أهم حاجة يا بني تلتزم بالاتفاق معاهم انت عارف أخوها بيتلكك
لوى ثغره وهو يقول بإمتعاض 
مع إنه قاصد انه يقرفني بس هاستحمل عشان
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 64 صفحات