الأربعاء 27 نوفمبر 2024

غرام ـ رواية كاملة بقلم ولاء رفعت

انت في الصفحة 15 من 27 صفحات

موقع أيام نيوز


بعد ما وراء ڠضب معلمها الثائر تحسب أنه من دافع الخۏف عليها لأن شقيقتها قد أوصته عليها 
والله العظيم ما بمثل أنا بعتبره فعلا زي أخويا لكن هو لاء
أخوكي! 
ابتسم ساخرا وتابع
و اللي أنا شوفته
ده بيحصل ما بين الأخوات
هزت رأسها بالنفي و مازالت تبكي وتحاول الدفاع عن نفسها و لا تعلم لما كل هذا الإصرار لديها

لاء بس أنا ما ليش ذنب و لا أقدر أقوله ما تحبنيش أنا ببعد عنه كل شوية لكن هو متهور و خاېفه جنانه يعمل مشاكل ليا ولأهلي عشان معندناش راجل يقف له مفيش غير أخويا سعيد ولسه صغير
تبدلت ملامحه من القسۏة والڠضب إلي اللين 
كان ممكن تحكي لأختك تروح تكلمه و تحطه عند حده أو تكلم أهله علي الأقل أحسن من مشيك معاه في كل حتة و لا ركوبك وراه الموتوسيكل بعد ما بتخلصي الدرس
عندك حق أنا معرفتش أتصرف أنا أصلا ما بكلمهوش من وقت ما شوفتنا وعملاله بلوك كمان عشان لو حاول يتصل عليا
لا ينكر السعادة التي يشعر بها حاليا فأخبرها بجدية زائفة
كل اللي قولتيه ده ما يخصنيش أنا اللي أعرفه المفروض سيادتك في تالتة ثانوي وفاضل شهر ونص علي الإمتحانات يعني تركزي في مذكراتك اللي

هاتنفعك و زي ما قولتلك قبل كدة أي حاجة أنتي محتاجها أنا موجود و اللي اسمه عثمان لو أتعرضلك تاني بلغيني و أنا هاتصرف من غير ما يوصل الموضوع لوالدتك أو أختك أتفقنا
هزت رأسها بالموافقة فابتسم وتابع بنبرة حانية
متزعليش مني عشان شديت معاكي في الكلام وقسيت ساعات قسوتنا بتكون دافع من خوفنا علي اللي بنحبهم
نظرت إلي عينيه وأقسمت داخل نفسها رؤية ما ينبض به قلبه و كأن كلماته الأخيرة إعترافا مبينا.
مر يومان وليس بجديد بل كان الحال سيئا لدي غرام نفذت لديها النقود و لا تعلم ماذا عساها أن تفعل كلما تتقدم إلي العمل في متجر أو مطعم يعتذر إليها صاحبه ويخبرها إنه مكتفي بالعمالة التي لديه.
والآن تجلس بقلة حيلة حتي تذكرت أمر البطاقة الورقية والتي يتوسطها
يوسف رأفت الشريف بالإنجليزية
و بداخل محطة القطار تقف في انتظار هذا القادم نحوها يبتسم إليها
كنت متوقع إنك هتكلميني في خلال يومين
ابتسمت فسألته
و إيه اللي خلاك واثق أوي كدة
إحساسي
أخبرته بتحفظ وجدية 
أنا أتصلت بحضرتك و طلبت أقابلك عشان محتاجة شغل إن شاء الله حتي لو أشتغل في المصنع أي حاجة
فيه شغل بس مش في المصنع في الشركة عندنا
طب هاشتغل إيه أنا للأسف خرجت من سنة تانية كلية ومكملتش بسبب الشغل و الظروف الصعبة اللي بنمر بيها
أطمني كل أوراقك اللي الشركة محتاجها هاتكون جاهزة و أي حاجة أنتي محتاجها أطلبيها علي طول 
أخرج من جيبه ظرف أبيض قد أخذ محتواه من صاحبه سلفا ريثما يعود إلي العمل في شركة والده مجددا. 
أتفضلي خلي دول معاكي هتحتاجيهم
شكرا يا يوسف بيه أنا مش عايزة فلوس أنا كل اللي محتاجاه شغل و بس
يا ستي اعتبريهم سلف لحد ما تشتغلي الشركة عندنا بتهتم بالمظهر الخارجي للموظف و هتحتاجي لبس ومصاريف و بعدين هيكونوا عارفين إنك من تابعي
شعرت بالحرج والخجل فتابع حديثه
ما تتكسفيش يا غرام اللي بعمله معاكي ما يجيش نص وقفتك معانا ماتعرفيش لما قدرنا نوصل للي بيخسرنا شغلنا فرحنا قد إيه و المكاسب و الأرباح اللي هاتعوض خسارة كبيرة حصلت الأيام اللي فاتت كل واحد فينا ربنا بعته للتاني عشان يخرجه من المحڼة اللي هو فيها
كم أسعد حديثه قلبها و ها هي الحياة قد ضحكت من جديد لها وسترى السعادة لاحقا
ترجلت سوزي من سيارة الأجرة أمام البناء المدون عنوانه لديها في الرسالة وفي الأعلى كان نور منتظرا علي أحر من الجمر ينظر إلي عقد ملكية الشقة بسعادة هدية قيمة سيقدمها كعربون محبة ليدلي به لها عن حبه الصادق.
رنين الجرس مثل دقات قلبه التي تخفق للتو ذهب ليستقبلها بحفاوة
هاي 
حدق إليها بقلبه وليس بعينيه سعادة عارمة علي وجهه ومحياه
ما تتصوريش أنا فرحان قد إيه خۏفت لا ماتجيش
ابتسمت وليتها ما فعلت ذلك ابتسامتها أوقعته أسيرا في سحرها 
هو كان صعب عليا بس أي صعب يهون عشانك
لاء أنا مش قدك و لا قد كلامك أنا يا سوزي خلاص مابقتش قادر أستحمل وأنتي بعيدة عني أكتر من كدة لازم نتجوز بسرعة الشقة أهي جاهزة من كل حاجة وعقدها واقف علي إمضتك دي أول هدية غير هدايا كتير لسه
هجيبهالك
أخذت من يده العقد و لم تصدق ما تراه كم هو سخي معها نقيض والده الحريص لذا لا تتركه فهو كنز ثمين عليها أن تغتنمه وتخرج بربح وفير خلال مهلة قصيرة.
حبيبي يا نور مش عارفة أقولك إيه أحليو أجمل هدية
أخرجت قلم من حقيبة يدها 
و أدي إمضتي أهي
تدرك مبتغاه فتظاهرت بعدم الفهم
حاجة إيه
اقترب بشفتيه من وجهها
حاجة زي كدة 
يقبلها بنهم نابع من شوق وعشق لا يعلم إنه سينتهي قبل أن يبدأ عندما تنكشف له الفاجعة.
تحولت قبلاته إلي لمسات تجاوز بها كل الحدود وكاد يتمادي و إذا استسلمت له سينكشف أمرها بسهولة أمامه فهو يعلم من بياناتها في الشركة إنها آنسة لم يسبق لها الزواج.
دفعته عنها وتصنعت الخۏف والخجل
نور كفاية لحد كدة لما أبقي مراتك أعمل اللي أنت عايزه
حبيبتي آسف حقك عليا من كتر شوقي ليكي مقدرتش أسيطر علي نفسي أوعدك مش

هقرب منك غير لما نتجوز بس قولي أنتي الوقت المناسب ليكي
ابتسمت بدهاء حية رقطاء
بعد شهرين هاكون دبرت أموري
شهرين! كده كتير
معلش استحمل يا حبيبي هيعدوا بسرعة و هانكون مع بعض خلاص 
أومأ لها بهيام
موافق المهم هاتكوني معايا وملكي في الأخر و مش هاسيبك أبدا
و كم من أمنية يتمناها المرء فتأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن!
الفصل التاسع
ما بين الأمل واليأس درب ملئ بالكثير من الأحداث ونهاية الصبر علي الابتلاء نجاح جاء من الإيمان والرضا.
و هذا النجاح جاء إليها علي هيئة يوسف الذي وضعه القدر في دربها بعد معاناة فبعد أن وافقت علي عرض العمل وتقديم إليها كل ما يسهل ذلك بشرط أن كل ذلك دين سترده إليه.
و كما أخبرها أن العمل يحتاج إلي المظهر الجيد دون مبالغة أو شيء خارج الأدب و الاحترام اعطاها مبلغ من المال لشراء الثياب و كل ما تحتاجه كما أعطي إليها أوراق تفيد بأنها قد حصلت علي شهادة جامعية تخصص إدارة أعمال و شهادات أخرى بأنها تتقن اللغة الإنجليزية و كل ما يؤهلها إلي العمل في شركة الشريف.
توقفت سيارة أجرة أمام مبني شاهق في حي الدقي الشهير أعطت سماح إلي السائق الأجرة المتفق عليها و نزلت من السيارة تنظر في شاشة هاتفها تقرأ رسائل هذا الرجل الذي قامت بالتعرف عليه من خلال البث المباشر التي كانت تقدمه في مقابل الحصول علي المال.
أخبرها إنه صاحب شركة إنتاج أغاني ويريد فتيات من أجل القيام بعرض فني خلف المغنى و ما جعلها تنجذب لذلك العرض دون تفكير هو وعده إليها أن يجعلها فنانة شهيرة غضون وقت قصير في مجال الغناء والاستعراض و ربما التمثيل أيضا كم تمنت أن تخرج من الحارة والحياة العفنة منها لا تعلم أن العفن داخل الحي الشعبي الذي تقطن فيه أفضل من جهنم التي ستلقي نفسها بداخلها.
دخلت إلي الفناء فأوقفها الحارس وأخبرته
أنا طالعة لمكتب عوني بيه
سألها الحارس ليتأكد
قصدك عوني القرني
عبست وأجابت
أنا كل اللي أعرفه اسمه عوني لكن قرني دي ما أعرفهاش ده اسم و لا لقب وغوغوشتني
كانت نظراته تخترق العباءة التي ترتديها وتجسد منحنيات جسدها و ملامح وجهها المطمس خلف مساحيق التجميل الرديئة
لاء ده اسمه ولقب عيلته عيلة القرني
وابتسم بسخرية يشوبها نظرة وكأنه يريد إلتهامها
عن إذنك أنا طالعة يا... 
محسوبك عزب
أطلقت ضحكة تجاوزت حدود الأدب ودون الأدب ثم استقلت المصعد حتي وصلت إلي الطابق المنشود.
و في الأعلى ولجت إلي المكتب كما اخبرها عوني وجدت في استقبلها فتاة لا تقل عنها في المظهر المبتذل
ممكن أقابل عوني بيه أصله مديني ميعاد
سألتها الفتاة
أنتي سماح بتاعت التيك توك
ابتسامة صفراء أصدرتها شفتيها
أيوة أنا
نهضت الفتاة وأخبرتها
تعالي ورايا المعلم عوني مستنيكي
و في طريقها إلي مكتب القرني وجدت فتاتين يتجولان بثياب ڤاضحة في الرواق انقبض قلبها وصوت يخبرها أن تتراجع لكن كيف تتراجع والمال والشهرة في انتظارها و للحصول عليهم يجب تقديم التنازلات كما قدمت الكثير أمام شاشة الهاتف.
فتحت الفتاة باب المكتب
معلم عوني سماح جت
نهض الأخر بثقل بسبب جسده السمين
خليها تدخل يا دندش
أشارت إلي سماح التي ولجت ومازال قلبها ينبض بقوة رأت
رجل بدين يقف خلف المكتب ذو ملامح خليط ما بين الرجل والسيدة يخط أسفل أنفه شارب رفيع وحاجبيه يبدو إنه يعتني بهما بالنمص مظهره المقزز جعلها تتراجع خطوة
معلش يا عوني بيه أصل أنا... 
قاطع حديثها بعد قراءة ترددها في عينيها
معلش إيه بس اتفضلي يا قمر ده أنتي طلعتي حلوة أوي وأجمد من الفيديوهات كمان
ابتسمت إليه
شكرا
أشار إليها نحو الكرسي أمام مكتبه
أتفضلي أتفضلي ده المكتب نور بيكي و هيبقي وش السعد علينا و عليكي
إن شاء الله
تشربي إيه يا موحة أيوة بدلعك أصل مفيش حد بيشتغل معانا غير لما ندلعه و نشخلعه و يبقي مبسوط 24 قيراط و أنتي هتجربي وهاتعرفي بنفسك
أجري اتصالا
واد يا سمسم هاتلي قهوة و للمزمازيل سماح شوب مانجا وصاية
أنهي المكالمة وأسلوبه في الحديث أثار اشمئزازها شعرت وكأنها تجلس مع رجل مخنث
ها يا موحة أحضر العقود و نمضي و لا إيه
مش لما أعرف هاشتغل إيه بالظبط و لا هاخد كام يبقي بعد كدة نمضي
ضحك وقال
ده أنا هخليكي بطلة الكليبات تطلعي مع الفنان والمخرجين و المنتجين لما

يشوفوكي هيشاوروا ويقوله إحنا عايزين دي و من عندي هتدخلي لأبواب المجد و الشهرة إحتراف هنا و بره هاتسافري لأمريكا وأوروبا بس أبقي افتكرينا
تراقص داخلها وتأهب سمعها لجوابه علي سؤالها
طب هيبقي مرتبي بالشهر و لا بالغنوة الواحدة
بالشهر طبعا و هيبقي 150 ألف جنيه و لو جالك أوردرات بره هتقبضي بالدولار
لا تعي بواطن الكلمات وانجرفت في سيل الطمع الذي أعمى عينيها
طب و هنبدء شغل أمتي
كنت لسه هقولك بكرة الساعة 12 بالليل تكوني هنا هنصور أول كليب مع فنان مشهور أوي
الساعة 12 بالليل! إزاي هقول لأهلي إيه لما انزل متأخر
نهض من خلف مكتبه بخطوات ثقيلة ليجلس علي المقعد المقابل لها
جري إيه يا موحة صحصحي معايا هو أنا اللي أقولك برضو تنزلي إزاي اللي خلاكي تعرفي تصوري الفيديوهات إياها بتاعت الروتين اليومي واللي مش الروتين من غير أهلك ما يعرفوا هيخليكي تعرفي تنزلي في أي وقت حتي لو الفجر و لسه كمان هيبقي عندك سفر
أثرت الصمت
 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 27 صفحات