الأربعاء 27 نوفمبر 2024

انا لها شمس

انت في الصفحة 20 من 92 صفحات

موقع أيام نيوز

 

مش عاوز يبطل زن ده

ماترد علي المتصل يا باشا وبلغه إن صاحب التليفون مقبوض عليه نطقها الشاويش ليقول الضابط وهو ينهض استعدادا للخروج 

الواد متوصي عليه يا حسين الباشا

قال لي محدش من أهله ياخد خبر إلا لما المحضر يتحول للنيابة علشان أبوه ميعرفش يطلعه منها

اومأ الرجل ليستكمل الضابط 

أنا طالع

السكن علشان أنام لي كام ساعة قبل

النهار ميطلع مش عاوز حد يصحيني حتى لو الدنيا خربت مفهوم يا حسين نطق الأخيرة للتأكيد ليهز الاخر رأسه قائلا 

مفهوم يا باشا

بعد قليل داخل حجرة الحجز التابعة لقسم الشرطة المحتجز به

كان يقف خلف الباب ممسكا بالسياج الحديدية الخاصة بباب الحجز ېصرخ بكل ما أوتي من قوة 

إفتحولي الباب يا رممإنتوا متعرفوش اللي رمتوه في الحجز ده يبقى ابن مين والله لاخرب بيوتكم كلكم

ما تخرس ياد في ليلتك السودة ديصدعتنا من ساعة ما جيت من كتر صواتك اللي زي صړيخ النسوان التف ليستكشف من ذاك الذي تجرأ ونعته بذاك الوصف ليجد رجل ذو جسد ضخم يتوسط الأرض بجلوسه العشوائي يرتدي ثيابا متسخة وشعر رأس وذقن مبعثرانيمتلك وجها حاد الملامح وبه الكثير من الندوب الناتجة عن چروح بطعنات توحي بمدى إجرامهلم يهتم بما رأه ليهتف بقوة يرجع سببها لعدم استيعابه لما يحدث بفضل كثرة المشړوبات الكحولية التي تناولها وهي التي أودت به إلى هنا بعدما تصرف بعدم إدراك

إنت بتكلمني كدة إزاي يا جدع إنتإنت مش عارف أنا ابن مين

هتف أحد الرجال قائلا باستهجان 

ماتفوق لنفسك يا بقف إنت واقف قدام المعلم برعي كبير الحجز يعني تدي له التمام وتقلب نفسك وتطلع كل اللي في جيوبك عشان تنول الرضا ده لو مش عاوز كرامتك تتداس تحت جزمة اقل محجوز هنا

رمقهم بازدراء ليقول بكثيرا من الكبرياء 

ليك حق ما انت لو تعرف أبويا يبقى مين مكنش زمانك واقف قدامي أصلا

هو كل عيل سيس ميسواش ربع جنية مخروم ييجي لنا هنا يسمعنا البوقين الحمضانين دول نطقهابرعي باستهزاء ليسترسل ساخرا بصوت غليظ

طب إشجيني يا روح أمك وقولي إنت ابن انهي حرامي في البلد 

رمقه بازدراء ليهتف الاخر صارخا 

ماتنطق ياد بدل ما أخلي الرجالة تعمل معاك الصح

صاح بكل صوته هاتفا پغضب 

والله يا كلاب لاخلي لأبويا يربيكم كلكم

توقف كبيرهم عن الضحك بعدما استمع لسبه على يد هذا الإمعة ليعطي إشارة من رأسه صوب ذاك المغرور ليقترب منه الرجال مشكلين حلقة حوله ليرتاب داخله بعدما رأى نظرات الغدر بأعينهم المصوبة عليهانقض عليه الجميع دفعة واحدة ليركله أحدهم ويلكمة الأخر وهكذا توالت اللطمات مما جعله ېصرخ بأعلى صوته لينثر على مسامعهم بوابل من أقذر الشتائم مع تهديده الواهي لهم كل هذا تحت أنظار ذاك البرعيالذي تعالت قهقهاته لتظهر أسنانه بلونها البني المثير للإشمئزاز

هتف أحد الرجال الواقف بجوار الباب يراقب الوضع 

الشاويش حسين جاي يا معلم

هرول الجميع بتخبط كل لوجهته تاركين ذاك المغرور ملقيا أرضا وأثار الضړب ظاهرة على وجههاستمع الجميع لصوت فتح الأقفال ليدخل بعدها الشاويش حسين هاتفا پغضب

صوتكم عالي ليه يا غجر 

استقر بصره على ذاك ال مطروح أرضا والډماء تسيل من أنفه وفمه ليهتف حانقا قاصدا بحديثه الجميع 

الله ېخرب بيوتكم إنتم لحقتوا الواد لسة داخل لكم مكملش نص ساعة

حول بصره إلى كبيرهم ليقول بنبرة لاذعة 

وبعدين معاك يا برعيمش ناوي تجيبها لبر إنت ورجالتك ليه 

لا أنا ولا رجالتي لينا يد في اللي حصل له يا شاويش الواد هو اللي اتشنكل وهو ماشي ووقع على بوزه اتشلفط قالها ذاك المچرم ليرد عليه الأخر بتكذيب 

صدقتك أنا كدة

تحرك صوب عمرو وتحدث وهو يسنده ليساعده على الجلوس 

قوم يا موكوس

ساعده على الجلوس ليسترسل بعدما نظر لوجهه بوضوح 

ده أنت وشك اتشلفط على الاخر 

ثم نظر لبرعي قائلا 

ملكش دعوة بالجدع واتلم إنت ورجالتك بدل ما تقضيها إنفرادي النهاردة

نهض وتحدث مهددا الجميع 

أنا طالع وإياك أسمع صوت حد فيكم

استند على الأرض ونهض متحاملا ليمسك بذراع الشاويش وهو يتوسل إليه قائلا

أرجوك يا حضرة الشاويش طلعني من هنا حطني في أوضة لوحدي وانا هدفع لك فلوسها

تعالت الضحكات الساخرة حتى الشاويش لم يستطع كبح ضحكاته ليقول ساخرا 

تكونش فاكر نفسك نازل في لوكاندة السعادة

ليسترسل ناصحا

ماتنشف ياد

ل ياكلوك

طب رجع لي تلفوني خليني اتصل بابويا ييجي يخرجني نطقها بعينين مترجيتين ليتحدث الأخر متنصلا

الموضوع ده في إيد حضرة الظابطوهو راح السكن خلاص ومحدش يقدر يهوب ناحيته ويصحيه وإلا تبقى وقعته سودة

واسترسل مشيرا على جميع أركان الحجرة المليئة بأجساد هؤلاء المتهمين الملقون بعشوائية

شوف لك حتة فاضية اتلقح فيها انت كمان واتخمد لك ساعتين لحد النهار ميشق والظابط ييجي وأقول له

تركه وغادر مغلقا خلفه الباب غير مباليا بنداءات عمرو المتوسلةحول بصره ونظر للرجل وجده يتوعده باستكمال ما بدأ فانكمش على حاله وخر جالسا مستندا بظهر الباب لينظر للجميع بترقب وقد سكن الړعب بمقلتيه ولأول مرة يشعر بالخۏف

كم كانت ليلة عصيبة تضاف إلى لياليها الموحشة لكنها لم تتأثر بالقدر المتوقع لو حدث ما حدث بالماضي لاڼهارت وفقدت ثباتها لكنها تغيرت بفضل ما مرت به خلال الأربع سنوات المنصرمةلقد حولتها الصدمات إلى شخص أقوى حتى فاقت قدرة تحملها كثيرا من قدرة الرجال اصطحبت صغيرها وأوصلته إلى مدرسته لتواصل طريقها باتجاه مركز الشرطة التابع لمنطقتها والذي أخبرها به الشرطي صدح صوت

هاتفها معلنا عن وصول مكالمة

لتجيب بصوت هادي

صباح الخير يا باشمهندس

على الجهة الاخرى كان يجلس حول طاولة الطعام يتناول إفطاره بصحبة أسرته ليسألها مستفسرا 

وصلتي لإيه يا إيثار 

أنا في الطريق لقسم الشرطة هخلص هناك وأطلع على مبنى النيابة علشان قضية كريم لتستطرد بالتماس

وبعد إذن حضرتك هتأخر شوية 

شوفي اللي وراكي وإرجعي بيتك إرتاحيليلتك كانت صعبة إمبارح واكيد منمتيش قالها برحمة لتتنهد براحة ويسترسل هو 

أنا كلمت المتر عبدالسلام وزمانه مستنيكي في القسم هيتابع معاكي إجراءات المحضر ويعمل اللازم

اغرورقت عينيها بدموع العرفان لقد غمرها ذاك الحنون برعايته لها وطالما كان لها العون والسند بعد اللهخرج صوتها متأثرا لتتحدث بعرفان

أجابها بما نزل على قلبها بردا وسلاما وتعويضا 

بطلي هبل جمايل إيه اللي بتتكلمي عنها هو فيه جمايل بين الأب وبنته

أغلق معها بعدما شكرته ليسأله أحمد مستفسرا 

مالها إيثار يا بابا 

قص ما حدث تحت اهتمام أحمد وزوجته ساليوشقيقته لارا بجانبني ليالتي كانت على دراية مسبقةلتتحدثنيلي بتأثر ظهر بين بصوتها 

البنت دي حظها قليل قوي في الدنيا ربنا بلاها بزوج كلمة راجل خسارة فيه ولا اخواتها حاجة تقرف نطقت كلمتها الأخيرة باشمئزاز لتؤكد على حديثها سالي قائلة 

عندك حق يا طنط لا ومن بجاحته ما اكتفاش باللي عمله فيها لما كانت مراته راجع يكمل ندالته وخسته معاها بعد ما طلقها

موقف أهلها المخزي مقوي قلبه هما ظلموها أكتر منه كلمات صادقة قالها أحمد بجدية كان يستمع لهم وهو يتناول طعامه أوقف ارتشافه لكأس الشاي الساخن لينزله كي يتحدث لابنته الشاردة باستفهام 

ساكتة ليه يالاراإيه اللي شاغل بالك يا حبيبتي 

أغمضت عينيها فى ألم ثم فتحتهما من جديد وهي تقول 

هو حضرتك مش شايف كل المشاكل اللي بتحصل بسببي

واستطردت بنبرة مټألمة 

أنا تقريبا مش بنام يا بابي من يوم اللي حصل مش قادرة انسى مشهد مۏت بسام منظره وهو غرقان في دمه مش بيغيب عن عنيا

علشان خاطري خلينا نسيب مصر ونروح نعيش في بلد تانية قالت جملتها بعينين متوسلتين

مزقت نبراتها الحزينة نياط قلب والدها ليقول محاولا التخفيف عنها 

نسيب بلدنا ونروح فين بس يا بنتي مش كفاية سيبت بيتي اللي عيشت فيه عمري كله ونقلنا هنا لما قولتي إنك مش قادرة تقعدي فيه بعد اللي حصل 

أطرقت برأسها قائلة بحزن بعدما شعرت بأنها قد ضغطت على والدها وزادتها عليه 

أنا أسفة يا بابيأنا عارفة إني تعبتك معايا الفترة الاخيرةبس إنت أكيد حاسس باللي أنا بمر بيه أنا حاسة بالذنب بسبب اللي حصل ل بسام واللي حصل لكريم السواق واللي لسة بيحصل لحضرتك 

واسترسلت بعينين متوسلتين 

أرجوك سامحني

إوعي تحملي نفسك ذنب أي حاجة إنت بريئة من كل اللي حصل وبسام اللي إنت زعلانة عليه ده هو السبب في كل حاجة الله يسامحه

ماټ وساب الدنيا والعة 

بعد قليل 

كانت تجلس داخل مكتب الضابط المختص بالتحقيق بصحبة المحامي الذي بعثه أيمن تمم الضابط جميع الآجراءات ليتحدث المحامي مستفسرا 

هي القضية هتتحول للنيابة إمتى يا باشا

النهاردة إن شاءالله هكذا أجابه لتتحدث هي بارتباك خشية من بطش نصر البنهاوي 

أنا شايفة إننا نكتفى بالمحضر وعدم التعرض يا أستاذ عبدالسلام

أجابها الضابط بعملية 

مينفعش يا أستاذة طالما عملنا المحضر وأثبتنا صحته بشهادة شهود الإثبات يبقى لازم يتحول للنيابة وبعدين سيادة اللوا قدري الخواجة موصي عليه وقال لنا لازم يتربى

استرسل بإبانة بعدما رأى ترددها بعينيها

تحقيقات النيابة هي اللي هتجيب لك حقك وتعلمه الأدب لما يلبس في جنحة هيفكر ألف مرة قبل ما يتصرف بغباء مرة تانية

أطرقت رأسها بموائمة لتتحدث 

تمام أنا مضطرة استأذن لو حضرتك مش محتاجني في حاجة تانية لأن عندي ميعاد نيابة ولازم ألحقه

إحنا كدة خلصنا وتقدري تتفضلي جملة قالها الضابط لتنهض مستأذنه لتتحرك سريعا باتجاه مبنى النيابة التابعة له قادت بأقصى سرعة لتستطيع الوصول قبل حلول الوقت المحدد كي لا تدع للمدعو فؤاد فرصة مضايقتهاأخيرا وصلت قبل الميعاد بخمسة دقائق سألت على مكتبه فارشدها أحدهماقتربت من رجل الأمن الواقف أمام باب المكتب وطلبت منه إبلاغ وكيل النائب العام بحضورها وناولته بطاقة تعريفها طلب منها الرجل الإنتظار لحين اتخاذ الإذن لهاولج للداخل مغلقا الباب خلفه ليتحدث بتوقير وهو يقدم البطاقة لذاك المنكب على أوراقه بتمعن 

الأستاذة بتقول إن عندها ميعاد مع حضرتك يا باشا

رفع رأسه وبسط كفه ليأخد البطاقة مدققا النظر بها إبتسامة ساخرة خرجت من جانب ثغره ثم ضيق عينيه وهو يحك ذقنه بأصابع يده ليقول بعد تفكير 

خليها

واقفة برة لحد ما أضرب لك الجرس 

خرج العامل ليبتسم بخبث بعدما عقد النية لمعاقبتها على المعاملة التي لم تلقى استحسانه بالأمس بالخارجتمللت بوقفتها بعدما مر أكثر من نصف ساعة وهي بالانتظار دون حدوث جديد شعرت ببعض الألام بساقيها لتنظر لذاك الواقف قائلة بامتعاض 

هو أنا هفضل مسنية كتير! 

الباشا قال لي مدخلكيش غير لما يضرب الجرس قالها باقتضاب كتمثال لتهتف هي بحنق 

أنا مالي ومال جرس الباشا بتاعكمأنا ميعادي الساعة 11 والساعة الوقت 12إلا ربع

واسترسلت بعينين غاضبتين 

تدخل تقول للباشا بتاعك

إني لو مدخلتش حالا

همشي وابقى أجي له وقت تاني يكون فاضي يشوف شغله فيه

ارجع ظهره للخلف وابتسم مستمتعا بعدما توغل داخله شعورا بالتشفيتحمحم لينظف حنجرته قبل ان يهتف بقسۏة مناديا على الحارس الذي هرول إليه ليقول الاخر بصرامة مخيفة أجاد رسمها 

إيه اللي بيحصل برة يا أمينومين دي اللي إتجرأت وعلت صوتها في حضرت النيابة 

دي الاستاذ قطع

 

19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 92 صفحات