رواية جواز اضطراري للكاتبة هدير محمود
يدخل بملابسه تحت الماء
أدهم أدهم
عايزة أيه سيبيني أنااام أنا سقعاان أوي
أدهم حرارتك مرتفعة لازم تدخل تاخد دش فورا
رد أدهم وهو يهذي ببعض الكلمات لا مش قادر ..ابعدي عني كلكوا خاينين كلكوا مش بتحبوا إلا نفسكوا سيبيني بقا ليه ليه وجعتيني أنا حبيتك وفي الاخر بعتيني رخيص ليه
كانت تعلم أنه لا يقصدها هي بتلك الكلمات إنه يهذي من أثر السخونة إنها أمرأة آخرى هي من آلمته هي السبب في كونه هكذا معها يبدو أنه الآخر يخبأ چرح قديم مازال ېنزف بداخله....
لما لا ننسى الجراح إننا ننسى أشياء كثيرة لكن الجراح تظل تؤلمنا مهما طال الزمن تترك في القلب ۏجع لا يشفى وحينما نتذكر نشعر بنفس وخزة القلب قد ننسى الاشياء التي تفرحنا لكن الأحزان لا تنسى تظل محفورة داخل القلب تأخذ من الروح تجعل الضحكة باهتة ولهذا دوما تجد أن من يكتب مذكراته لا يكتب سوى لحظاته الحزينة ونادرا ما تجد لحظات فرح الفرح نعيشه وننسى أن نكتبه لكن الحزن نكتب لعلنا بهذا نخفف وجعنا فنجد أن ألمنا قد سطر ونظل نذكره دوما..عادت من أفكارها على صوت أنينه علمت أنه لن يقوى على النهوض بمفرده ف قررت أن تساعده فلا خيار آخر أمامها ف هتفت به ليساعدها قائلة
أدهم بوهن شديد مش قااادر
معلش حاول الحمام مش بعيد
حاولت كثيرا حتى نجحت أخيرا في انهاضه من فوق الفراش وتعرقلا كثيرا حتى وصلا أخيرا للحمام وبصعوبة بالغة أجلسته في البانيو بملابسه وملأته بالمياه الفاترة فالجو كان شديد البرودة ولن يتحمل مع حرارته المرتفعة هذا التغيير المفاجيء لدرجة الحرارة كان يرتعش كثيرا لكنه بدأ أن يعي ما حوله فقال پغضب
أنتي بتعملي أيه أنتي مچنونة
شششش اسكت بقا مهو عشان العند بتاعك هوه اللي وصلك ل كده لأ والأنيل أنك دكتور معرفش دكتور أزاي هوه العند حتى في العيا كمان
ده من الحرارة يا دكتور يلا اسند عليا عشان نخرج ولا استني اجيبلك البشكير او البرنس بتاعك
مش بلبس برنس مش بحبه البشكير ف أوضتي ورا الباب
طيب استنا هجيبهولك
لقتيه
أه يلا قوم
أنا هقوم لوحدي
مش هتقدر وكفاية عند بقا
كان مازال يشعر بالدوخة والألم في سائر جسده فقرر ألا يجادلها الآن
طيب
أنتا تقيل أوي خف نفسك شوية
أنتي بس اللي صغيرة أوي
ماشي اتريق اتريق طيب هدومك فين
هنا في الضرفة الشمال
اتفضل هدومك أهيه أنا هخرج عقبال ما تغير
أنا مش هقدر أغير لوحدي ممكن تساعديني
كانت تحاول ألا تنظرإليه ألا تتقابل عيناهما فلقد كانا قريبين للغاية مما أخجلها واربكها بشدة
أيه مكسوفة كده ليه عمرك ما غيرتي ل راجل يعني
عمري ما غيرت ل راجل غريب
وهما المرضى بيبقوا قرايبك
وأنا هغير للمرضى ليه أنا دكتورة مش ممرضه وبعدين أديك لبست اتفضل بقا ريح على السرير عقبال ما أسخن الأكل
مش ....
قاطعته قائلة مش مش ايه المرادي هتاكل وهتاخد الدوا بالعافية
أنا كنت هقولك مش قادر متتأخريش لأني بصراحة رجلي بتوجعني أوي وعايز أخد مسكن
يعني مش جعان
مش أوي
ماشي
ذهبت لتسخن له الطعام وعادت بعد دقائق ورائحة الطعام قد جعلت أدهم
هات خليني أكلك وأمري لله شكلك هتشغلني النهاردة عندك يلا أهوه كله بحسابه
عايزة كام يعني
الحساب يوم الحساب هو أنا مستنية فلوسك
صحيح بمناسبة الفلوس الكريدت كارد بتاعك هتستلميه بكره
ما أنا قولتلك مش عايزة حاجة أنا بشتغل ومعايا فلوس
أنا تعبان ف بلاش الجدال العقيم ده
ابتسمت وتقابلت عيناهما لحظة لحظة هزته پعنف وخطڤتها تلك هي المرة الأولى التي تتقابل عيناهما هكذا لذا حاول كلا منهما الهروب
أنا شبعت الحمد لله
وأنا هقوم أجيبلك مية عشان تاخد الدواء
ذهبت لاحضار الماء ثم أعطته أياه
اتفضل
شكرا
العفو ..يلا أنا هسيبك بقا وألحق أصلي الفجر
فجر أيه ده الصبح طلع
أهوه ده اللي خدته منك ضيعت عليا صلاة الفجر
صحيح أنتي جهزتي نفسك عشان الشغل
أه متقلقش كله تمام
يعني هتروحي بكره لوحدك
أه طبعا لازم استلم الشغل من بكرة
وهتعرفي تتصرفي من غيري
أه عادي هو أنا طفلة
أه متنسيش أنا قولتلهم أنك بنت عمي بس هما هناك عارفين إني مش متجوز ومش بحب الستات أصلا ف مينفعش فجأة أقولهم إني اتجوزت
تسائلت بخبث حاضر بس هوه ده السبب ولا في حاجة تانية
حاجة تانية قصدك أيه
يعني تكون بتحب واحدة هناك وخاېف تعرف أنك اتجوزت
ولا تانية ولا تالتة مقولتلك أنا مبحبش الصنف كله
ماشي
وأنتي رايحة المستشفى خدي العربية معاكي أنا مش محتاجها مش بتعرفي تسوقي
مش مستاهلة هطلب أوبر أو كريم
اسمعي الكلام يا دكتورة
طالما قولت يا دكتورة يبقا هتتعصب وعلى أيه ماشي هاخدها ..بس أنتا هتعرف تتعامل لوحدك
اه هعرف
على العموم أنا هجهزلك أكل قبل ما أنزل وهخليلك الدوا جنب السرير وهكتبلك ورقة فيها المواعيد عشان متنسهوش
لا شكرا متشغليش بالك أنا هطلب أكل من بره
زي ما أنا سكت وهاخد العربية أنتا كمان هتسكت وتاكل من
الأكل اللي هعمله
Deal
تصبح على خير أه استنا أما أشوف الحرارة وباغتته ب وضع يديها على رأسه ف أربكته فعلتها تلك وقد شعر برجفة تسري في جسده بأكمله من أثر لمستها له فقال ب توتر
كويس كويس وبعدين الحرارة بتتقاس بالترموتر يا دكتورة مش بالأيد
احساسي أقوى وأصدق من الترموتر
لوى شفتيه بسخرية قائلا والله يعني أي مريض بتقسيله حرارته بأيدك واحساسك
سخيف أوي على العموم شكلك بقيت كويس
كمان بالشكل يعني الحرارة بالاحساس وكويس ولا لأ بالشكل أممم هل ده الطب الحديث أنتي متأكدة أنك دكتورة
لأ سباكة
قالتها وانصرفت وهو ابتسم لكلمتها الأخيرة فها هي قد استخدمت كلمته التي دوما يقولها لها
أما هي ف توضأت وصلت ونامت حتى الساعة الثامنة صباحا قد اعتادت النوم المتقطع بسبب عملها نهضت ودخلت المطبخ حضرت غداءا سريعا له ثم بدلت ملابسها وقبل أن تنزل دخلت غرفته للاطمئنان عليه وجدته في ثبات عميق لم يشعر بدخولها اقتربت منه ووضعت يداها على جبهته فوجدت أن حرارته تبدو طبيعية وملامحه أكثر استرخاء ف خرجت وأغلقت الباب خلفها بهدوء واستقلت سيارته إلى المستشفى الجديد وهناك ذهبت للإدارة وأخبرتهم بحضورها ثم تعرفت على الدكتورة نور التي استقبلتها بترحاب قائلة
أزيك أنا نور زميلتك في قسم الجراحة
وأنا مريم
أهلا بيكي يا دكتورة مريم أنا فرحانه أوي أن أخيرا جابوا معايا واحدة دكتورة بدل دكتور خالد اللي وشي ف وشه طول اليوم
هو مفيش غير دكتور واحد بس في الجراحة
لا طبعا في بس أنا وخالد في أوضة واحدة وأنتي هتبقي معانا صحيح احنا مش بنقعد كتير عشان زي ما أنتي عارفة قسم الجراحة مبنريحش كتير بس عل العموم إن شاء الله تتبسطي في الشغل معانا
أكيد بإذن الله
صحيح هو أنتي قريبة دكتور أدهم
أه بنت عمه
سبحان الله أنتي شكلك حبوبة كده مش زيه
هو أدهم صعب أوي كده
هو معانا احنا بس كده
قصدك ب احنا مين
قصدي الستات
طبعا مهو أنتي أكيد بنت عمه وعارفاه
لأ للأسف
أنا معرفش أزاي هو دكتور نساء والغريب أنه شاطر والستات بتجيله مخصوص
لأنه مجتهد وبيركز في شغله
أوعي تزعلي مني عشان اتكلمت عنه كده
مفيش زعل ولا حاجه
سيبنا بقا من دكتور أدهم خلينا فيكي أنتي متجوزة بقا
كنت ..دلوقتي مطلقة
حد يسيب الرقة والعسل ده
ميرسي بس كنا مختلفين كتيير والنصيب انتهى لحد هنا
عقبالي ما شكلي أنا كمان هحصلك
ليه بعد الشړ ربنا يهديلك الأحوال
طيب تعالى أما أعرفك على روميوالجراحة
قصدك مين
دكتور خالد
طرقت نور باب المكتب قبل أن تدلف إلى الداخل ثم بدأت بالتعارف قائلة
دكتورة مريم هتكون زميلتنا في قسم الجراحة وهتقعد معانا هنا في الأوضة
هب دكتور خالد من مجلسه واقفا وابتسم بكل ود وكأنه يعرف مريم منذ سنوات ومد يده لمصافحتها قائلا
أهلا دكتورة مريم المستشفى نورت
فأشارت مريم بيدها في الهواء وكأنها تسلم عليه إشارة منها إنها لا تسلم على الرجال ثم قالت بابتسامة مجاملة شكرا يا دكتور
فهم خالد مغزى أشارتها ف سحب يده وأكمل حديثه قائلا احناأكيد محظوظين أنك هتشتغلي معانا
بنفس الابتسامة شكرا
لأ بجد على الأقل تريحينا من نور ومشاكلها بدل ما هي مصدعاني بالكلام على جوزها وحماتها
ردت نور أيه يا دكتور خالد نور بقت وحشة دلوقتي
أجابت مريم على الفورهو بيهزر معاكي يا دكتورة
تجاهل خالد نور وحديث مريم معها ونظرلها متسائلا
وياترى بقا دكتورة مريم متجوزة ولا هتكون متفرغة للشغل
ردت نور بدلا منها لأ مطلقة
شعرت مريم بالحرج الشديد من هؤلاء الفضوليين اللذان انشغلا بالحديث عن أمورها شخصية التي لا تعنيهما ف نظرت إليهما محاولة تغيير مجرى الحديث
وهنا بقا طبيعة الشغل أيه
رد خالد قبل أن ترد نور الشغل هنا حلو حلو أوى هو صحيح في ضغط شوية بس هترتاحي هنا أوى
أجابت نور حلو أيه الشغل هنا مبيخلصش طول الوقت حالات حالات خصوصا زي ما أنتي عارفة أننا المستشفى الوحيدة في المنطقة ف كل الحالات الطارئة بتيجي هنا
ردت مريم بابتسامة أكيد ضغط الشغل هنا مش هيبقا زي المستشفى اللي كنت فيها هنا المستشفى استثماري ومش كل الحالات تقدر تيجي فيها أما المستشفى اللي كنت فيها حكومي والحالات الطارئة مكنتش بتخلص يعني لو ريحنا طول اليوم نص ساعة يبقا كده اليوم فاضي
رد خالد ليه هو أنتي كنتي تشتغلي فين
مستشفى قريبة من رمسيس والعباسية
على العموم كويس أنك جيتي معانا هنا احنا هنحاول نريحك على قد ما نقدر قالها خالد برقة
لم ترتاح مريم لطريقة حديثه فقد صدقت نور أنه روميو وملزق أوي كمان
وإذا ب خالد يسمع أسمه في ميكروفون المستشفى دكتور خالد مطلوب في الاستقبال
طيب بعد أذنك يا دكتورة مريم
أجابت نور دكتورة مريم بس اللي بتستأذنها ونور خلاص ماشي يا دكتور
انصرف خالد وترك نور ومريم بمفردهما نظرت مريم ل نور قائلة
هو مش أوفر شوية
ههههههه هوه أوفر كتيير هو خالد كده بس هوه طيب و رومانسي أوي يعني نحنوح بطبيعته زي ما دكتور أدهم كده بطبيعته على فكرة أنا وخالد كنا زملاء في الجامعة ثم استطردت بابتسامة ماكرة على فكرة خالد كمان مش متجوز أصله لسه ملقاش اللي تخطفه زي ما بيقول
ربنا يختارله الخير على العموم أنا مش بحب اتكلم في خصوصيات حد
قصدك أيه متكلمش معاكي يعني
لأ مش قصدي كده قصدي يعني ديه حياته متجوز أو لأ ده شيء ميشغلنيش ف حاجة ..
ظلا حتى أذان الظهر بلا حالة واحدة شعرت مريم بالملل الشديد ف هي غير معتادة على الجلوس بلا عمل هكذا أستأذنت نور لتذهب وتتوضأ وتصلي الظهر ..صلت ثم تذكرت أن تطمئن على أدهم هي أصلا لم تنساه كان