الأربعاء 27 نوفمبر 2024

بين الحقيقه والسراب

انت في الصفحة 49 من 68 صفحات

موقع أيام نيوز

الهاتف وإذا به يعلن عن اتصال أحدهم فتركته هي وهو في أن واحد وكاد أن يسقط الهاتف علي شاشته إلا أن يداهما الاثنين سحبته تلقائيا كي لا يقع واحتضن كف يده كف يداها الناعمة في لحظة دون قصد من أي منهما 
هو في تلك اللحظة التي احتضنت يده ليدها سرت قشعريرة في بدنه لأول مرة رغم أنه تزوج مرتان إلا أن لمستها المفاجأة جعلته ينتفض داخليا بشعور لا إرادي منه 
أما هي انتبهت علي الفور وسحبت يداها وقامت من مكانها مستأذنة بخجل
عن إذنك هروح مكتبي أحاول أشتغل علي الفكرة 
ولم تنتظر رده وهرولت من أمامه وهي في قمة نهرها لنفسها داخليا عما حدث البارت العشرون
جاء اليوم الذي انتظره رحيم بصبر طالت أيامه

ولياليه اليوم الذي سيتقدم فيه لخطبة ملاكه الجميل التي يعشقها ويتمناها برغبة شديدة 
صعد ذاك العاشق سيارته وهو في كامل أناقته الكلاسكية حيث كان يرتدي حلة باللون الأسود تليق عليه فكان حقا وسيما يخطف الأنظار وبجانبه تجلس ريم التي تنظر له بسعادة عارمة وهي تردد بمداعبة
الله الله ياعريس علي الشياكة والأناقة ولا ريحة البرفيوم ده انت هتجنن البنوتة وتخليها تدوب أكتر ومش هنعرف نلحقها بعد كدة 
ابتسم علي مداعبة أخته الصغيرة مرددا مداعبتها بخفة 
ومالوا ياريما عندها حق تدوب وتعشق ده أنا الدوك رحيم علي سن ورمح 
أنهي كلامه وهو يحرك رابطة عنقه بدعابة 
ابتسمت الأخري ورددت باستنكار مصطنع
يانهار أبيض علي الغرور إللي إنت فيه يبني من تواضع لله رفعه 
نظر إليها رافعا احدي حاجبيه مرددا بمرح 
الله بهزر ياريما حرام يعني ولا كله نكد نكد كدة 
أمائت علي ظهره بحب وأردفت بنبرة حنونة
هزر واضحك وحب وعيش حياتك ياحبيبي ربنا يسعدك يارب ويرزقك الراحة اللي في الكون كله 
تنهد بثقل حينما لمح نظرة الحزن بعينها وأردف ملبيا
اللهم آمين يارب العالمين وإياكم يارب 
واستطرد حديثه متسائلا
إلا قولي لي ياريم هو إنتي لو اتقدم لك حد توافقي 
ضمت عيناها بعبث وأجابته باستفسار مغلف بالتعجب 
اشمعنا سؤالك
ده يعني 
استوعب حيرتها وتحدث بإيضاح 
أقصد يعني إنتي لسة صغيرة ويعتبر مفرحتيش بجوازك وأنا مش حابب إني أشوف عمرك بيضيع كدة هباء 
أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء وأردفت بنبرة حزينة 
العمر مش هيروح هباء ولا حاجة يارحيم كل فدا ولادي اللي علشانهم أفديهم بعمري وأهدي لهم أيامه 
رفع حاجبه وهتف باستنكار
وايه علاقة إنك تبدأي حياتك من جديد بولادك أنا مش فاهم 
واسترسل وهو يشير بيديه معترضا
دي نقرة ودي نقرة 
أدارت وجهها إليه وأجابته بإبانة
إزاي يعني هي نقرة واحدة
وانت مش واخد بالك أنا لايمكن أسيب ولادي وأعيش وأبني حياتي مع حد تاني وأجيب لهم جوز أم 
وتابعت حديثها وهي تنهي ذاك الحوار
وبعدين ده وقت نتكلم فيه في الموضوع ده بذمتك !
إنت عريس ورايحين نتفق علي خطوبتك وكتب كتابك ياقلبي افرح ومتشغلش بالك بيا 
تنهد بحزن لأجلها وراعى شعورها المخټنق حينما فتح ذاك الموضوع وفضل السكوت لئلا يضغط عليها 
وعلي صعيد أخر في سيارة جميل حيث كان يتحدث مع فريدة مرددا بدعابة 
فيه واحدة رايحة تخطب لابنها وهي لسه صغيره كدة بالله اللي يشوفك يفتكرك أخت العريس مش والدته 
ابتسمت على دعابته التي يخصها بها دائما فهو محب بل عاشق لها ودوما يغازلها ويجعل روحها هائمة في سماء أخلاقه 
تنهدت بسعادة وأردفت بحب
لحد امتي هتفضل تشوفني حلوة وصغيرة ياجميل 
نظر إليها بحب نابع من عينيه وأجابها 
لحد علامات الشيب ماتسيبش حاجة من ملامحنا خالص وبردو مش هبطل أشوفك غير فريدة بنت العشرين اللي جمالها وجمال روحها يغطي علي الكل 
كان يجيبها بصدق نابع من قلبه ولكن المغزى من وراء لطفه معها كي ينعش مزاجها ويجعلها تدخل علي تلك اليتيمة مبتسمة 
بعد نصف ساعة استقلت السيارتان أسفل البناية وصعدوا إلي ذاك الطابق 
كانت مريم في أبهي استعدادها لحبيب الروح الذي وصل للتو وأخبرها بالتسجيل الصوتي كي يجعلها تستعد 
كانت تقف أمام المرآة تتفحص شكلها بتوتر بالغ وأثناء وقوفها شردت بحزن عميق حيث أنها كانت وحيدة لا أم ولا أب ولا أخ يقف بجانبها في أهم يوم
بعمرها ولكن دعت الحزن وولته جانبا فكفاها أحزان طيلة العمر 
استمعت إلي وصولهم وفتحت لهم الباب بابتسامة بشوشة جعلتها كالحوريات من رقتها 
أشارت اليهم بيديها للدلوف مرردة بترحيب 
أهلا وسهلا بيكم نورتي بيتي المتواضع 
تبادلوا السلامات جميعا وجلسوا في غرفة الاستقبال 
كانت فريدة تنظر إلي المكان بانبهار فنظافته ورائحته العطرة اخترقت أنفاسها كانت متعجبة كيف لمريم ومن أين أتت بتلك الشقة ذات الأساس العصري المنمق فالبطبع ثمنها غاليا ولكن نفضت التفكير عن رأسها حينما استمعت إلي جميل يردد 
شوفي يامريم يابنتي أنا جاي النهاردة مش مع رحيم كأب أطلب ايدك لااااا أنا جاي النهاردة وأنا في مقام والدك وهو يطلبني منك وأنا اللي أتشرط عليه 
واسترسل مبتسما بحنو
تمام يابنوتي القمر 
رعشة خفيفة اجتازت جسدها داخليا فكيف لذاك الخلوق أن يخطف روحها بحنانه البالغ وأقسمت بداخلها أنه أب لم تلده الأيام لها
وأردفت بنبرة خجولة 
شكرا ياعموا أنا والله مش عارفه أودي جمايل حضرتك دي كلها فين 
اتسع بؤبؤ عينيه وأردف بنبرة تحذيرية مصطنعة
بنت عيب في بنوتة تشكر باباها علي واجبه تجاهها متقوليش كدة تاني 
كان رحيم وريم وفريدة ينظران إليه بفخر لكون ذاك الرائع الذي لم يوجد أمثاله كثيرا أبا لهم وبالتحديد رحيم الذي ود أن يحتضنه 
وأردف بنبرة سعيده
أنا جاي النهاردة يابابا وحابب أطلب منك مريم علي سنة الله ورسوله 
أماء جميل برأسه مرددا بحكمة
وعندك استعداد تدفع مهر بنتنا الغالية ولا لا 
ابتسم رحيم بعشق وأجابه وهو ينظر داخل عيناها بهيام 
ده إللي تطلبه البرنسيسة مريم أفحت في الصخر علشان أجيبه لها لحد عندها وزيادة كمان 
أعجبه رد رحيم بشدة وتسائل بجدية
عندك استعداد تواجه أي صعوبات تقابلك علشان خاطر بنتي ولا هتقع وتتخلي عنها في نص الطريق 
تنهد رحيم بحب وأجابه بثقة
الطريق لو كله شوك همشيه معاها وأشيلها علي راسي وأتحمل ألمه ولا إنها تتوجع لحظة 
كانت دقات قلب تلك المريم تسبقها ويكاد الجميع أن يسمعها كانت تنظر إليه بعشق بالغ ولو كان الأمر متاحا لارتمت في ه وسكنت أمانها 
أشاد جميل بتنبيه 
خلي بالك مش هيحصل كويس لو زعلتها في يوم من الأيام أو جيت عليها أو عملت لها أي حاجة أو جرحت شعورها قولا أو فعلا ساعتها هقف صفها ومش هسمي عليك 
ابتسم رحيم بخفة وأردف بدعابة 
مين إللي يعمل كدة ده أنا غلباااان 
ابتسم الجميع علي دعابته وهتف جميل ناهيا استجوابه بأخر 
طيب خطوة الخطوبة وكتب الكتاب بالنسبة لي ميثاق مفيش رجوع فيه انت واثق من نفسك ومن اختيارك وانك مش هيجي يوم وټندم 
شبك كلتا يداه وتحدث وهو قاصدا النظر داخل عيناها مرددا بعشق 
أندم !
وتابع وهو ينظر لها بعشق
لو الزمن رجع بيا
ألف عمر لاختارتها في الألف ألفا 
ولفتحت لها بابا ثانيا من أبواب قلبي وعززته بثالث واجلستها ف ثنايا القلب ثانيا فعسى المقام بالمقيم يليق فمرحبا بها أولا وثانيا وعمرا وأخيرا فلا الخصام طبعنا ولا الفراق طريقنا 
كانوا ينظرون إليه بعيون منبهرة من عشقه اللامتناهي لتلك اليتيمة وكأن الله وضعها في طريقها كي يعوضها حنان الأم فكفاها بحنانه
وعوضها به أبا كانت الكلمات والنظرات الممتنة له لاتكفيه علي حديثه الذي أثلج صدرها وجعلها تهواه كثيرا 
وحدثته عيناها بهيام 
كيف لك أن تسحبني لعالمك بتلك الدرجة من العشق لك رحيمي 
أنا ذائبة عاشقه متيمة وأكاد من فرط الجمال أذوب 
لاعبارات الشكر تكفيك ولا قصائد الحب ترثيك ولا حكايات الغرام الذي عشت أقرأها وأسمعها تمثل ذرة واحدة من حبك ومن حنانك الذي رطب قلبي وجعله يجوب في هيامك 
أما هو كانت عيونه في حضرتها لاتري غيرها وكانت أنفاسه تتلهف للقرب منها ولكن حدث نفسه
مهلا ياأنا مهلا ياقلبي اهدأ وانتظر فالصبر أخره جبر لاتتعجل 
فأنا في انتظارك حبيبتي حتي نلتقي وللقاء لذة أعدك بأن مذاقها سيجعلكي تحلقين في سماء الهيام والغرام فلنتمهل 
ولكن عدي حالك لأجل ذاك اللقاء الذي حتما سيكن حربا بين عاشقان فرقهما الزمان ولكن عادا بأمان وعودتهم لن تمر مرور الكرام 
تحدثت فريدة قائلة بابتسامة
مبروك يا حبايبي ربنا يتمم لكم علي
خير يارب وأفرح بيكم 
وتناولوا المباركات وقاموا بقراءة فاتحة الكتاب واتفقوا علي أن كتب كتابهم بعد أسبوعين من الأن وأخيرا التقي الرحيم ومريميته بعد عناء وطول انتظار 
في منزل هيام شقيقة مالك وبالتحديد في الساعة الخامسة صباحا كانت تجلس علي تختها وهي تتصفح هاتفها باستمتاع وصوت الفيديو الذي تسمعه عال بعض الشيء 
ولم تبالي لذاك النائم بجوارها وكأنه من عدم 
تململ في نومه متأففا ولم يعد يتحمل حماقتها أكثر من ذلك 
رفع الوسادة من علي رأسه ونظر إليها متحدثا پغضب
أنا مش فاهم إنتي إزاي عايشة كدة ! 
ولا بتعملي حساب لبني أدمين ولا عندك ذرة إحساس بغيرك 
لوت شفتيها بامتعاض وهتفت بحدة 
اصطبحنا وااصطبح الملك لله على الصبح هو انت صاحي تقول ياشر اشتر !
اعتدل من نومته وردد باستنكار
كويس والله إنك عارفه انه صبح 
أمال بسلامتك منمتيش لحد دلوقتي ليه 
مطت شفتيها وهتفت بكبر 
والله أنا حرة أنام الصبح ولا بالليل هو حضرتك هتتحكم فيا هنام امتي وأصحي امته كمان !
ضړب بكلتا يديه متحسرا داخله علي ردها المتعجرف وردد 
إنتي فيكي كمية كبر وعجرفة وقلة ذوق تكفي العالم كله ياشيخة 
واسترسل تعنيفه قائلا باستنكار
تنامي علشان عندك ولاد محتاجين رعايتك ومحتاجين وجودك جنبهم محتاجين تحسي بيهم 
قلبت عينيها بملل وأجابته بسخط
هو كان حد اشتكي لك يعني ولا انت كل لما تشوفني مبسوطة بتحب تنكد عليا 
حزن داخله من أجل تلك المرأة التافهة التي لاتعرف للأمومة طريقا وهدر بها بحدة 
كل اللي في بالك أنكد !
دي إنتي ست مقرفة وعيشتك مقرفة واللي مصبرني عليكي الولاد 
واستطرد حديثه متهكما 
إنتي من النوع لو جالك الطوفان حط إبنك تحت رجليك بمعني أصح إنتي ممكن تبيعي حد من عيالك علشان الفلوس وحب المال إللي مالي قلبك 
انتفضت بحدة وقامت من تختها وهي تردد بحماقة
وفيها إيه يعني لما أحب الفلوس دي اهم شيء في الدنيا وهي اللي بتحقق لنا كل الامنيات اللي بنحلم بيها وهي اللي بتخلي الكل يحترمنا 
اهتز فكه پغضب وأردف ساخرا
في حاجات الفلوس ما بتشتريهاش لو حتى بمليارات 
الأمومه وانك تحبي ولادك وتراعيهم ما لهاش علاقه بالغنى والمال 
انا لولا والدتي كان زمان جنه وياسر ضاعو لكن ولادك متربيين لدرجه انهم مش بيفوتوا فرض وانتي ما تعرفيش حاجه عنهم 
قول بقى كده ان امك بتعايرني عشان بتساعدني في تربية الولاد وهي اللي مسخناك عليا جمله تهكميه نطقت بها تلك الفارغة 
فقد الأمل من استيعابها التافه وأشاد بفقدان أمل 
تصدقي انك بس مش انانية ومش بتحبي غير نفسك لا ده إنتي كمان تافهة 
واسترسل بإيضاح
للمرة المليون بقول لك ان والدتي بتراعي أحفادها حبا فيهم مش مساعده ليكي واخر تنبيه مني ليكي مش هقدر استحمل اكتر من السنين
48  49  50 

انت في الصفحة 49 من 68 صفحات