الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

بين الحقيقه والسراب

انت في الصفحة 46 من 68 صفحات

موقع أيام نيوز

الآخر من ردها وهتف برجاء
طب ازاي ترفضي من غير ما تدينا فرصه نتعرف على بعض وإنتي اصلا ما تعرفينيش
قبل ان ينطق فاهها الإجابة استمعوا الى حديث ذاك الغاضب مرددا پحده
علشان الآنسه مريم في حكم المخطوبة يا باشمهندس وان شاء الله قريب جدا هنعزمك واحنا بنلبس الدبل 
انقلب وجه ذاك الجالس علامات الطيف وأخذ يحرك رابطة عنقه دليلا علي احراجه واضطرابه من ذاك الموقف المهين واستجمع الكلمات بصعوبه علي فمه ونطق باستفسار وهو ينظر لمريم 
إنتي ليه معرفتنيش يامريم إنك مخطوبة أول ماعرضت عليكي طلبي وردك عليا كان يوحي بأنك ممكن توافقي 
كاد قلبها أن يهوي بين قدميها من نظرات رحيم الواقف أمامها فنظراته كانت كالبركان علي وشك الانفجار ولم تقدر أن تتفوه بحرف وكأن لسانها ابتلع من شده نظراته 
ولكن استجمعت حالها وكادت أن تجيبه إلا أن رحيم أشار إليها أن تصمت وأردف ببرود
ويخصك في ايه حضرتك تعرف إذا كانت مخطوبة ولا لأ هي ملزمة تعرفك حياتها الشخصية ولا حاجة 
وتابع بنبره تحمل الاستهزاء
ماهي قالت لك إنها مش موافقه انت اللي عشمت نفسك بحاجة مرفوضة من البداية 
انتصب ذاك الشاب واقفا بانزعاج وهو يردد پغضب
أنا لايمكن أستحمل
الإهانة دي أكتر من كدة ليكي مدير بنك هنا يرد لي اهانتي دي 
ثم خرج پغضب ولكنه استمع لكلمات رحيم الأخيرة 
مع السلامه والقلب داعي لك ياأخويا
ثم نظر

إلي مريم مرددا پغضب
والله عال ياست مريم هانم بيتقدم لك عرسان وأنا المغفل إللي نايم علي ودانه 
قال أخر كلماته وهو يضرب علي المكتب پعنف جعلها ترتعب من غضبه الشديد الذي تراه لأول مرة هدأت من حالها وأجابته بثبات اصطنعته بأعجوبة
هو أنا يعني مش بنت زي البنات ولا ايه وطبيعي جدا إني يتقدم لي عرسان يادكتور 
اتسع بؤبؤ عينيه من ردها وهتف بحدة 
ايه الكلام اللي إنتي بتقوليه ده يا مريم فوقي لنفسك أنا رحيم 
استجمعت شجاعتها وهتفت باستنكار
هو انا قلت ايه يعني يخليك تزهق عليا وتغضب ويبقى شكلك بالمنظر ده وكأني عملت عاملة ولا كأنك دخلت لقيتني واقفه في ه مثلا 
قاطع حديثها بحدة وهدر به بنظرة غاضبة
والله عال وكمان مش معترفة بغلطك وبتتريقي كمان ياهانم !
وتابع حديثه بتصميم
اعملي حسابك انت هتسيبي الشغل في البنك وترجعي الجامعة ويبقى مكان شغلنا واحد انا اصلا مش موافق على شغلك في البنك من البداية 
جزت علي أسنانها وصاحت به
بأي حق تقرر عني وبأي حق تمنعني من شغلي إللي أنا بحبه 
صمت لثوان ثم
حدق في عينيها وأردف بنبرة عتاب مغلفة بالهدوء 
بحق الحب إللي بينا يامريم إللي وصل لمرحلة العشق 
بحق الأيام والليالي إللي بحلم نكون فيها مع بعض بحق قلبي إللي امتكلتيه وعقلي اللي مشغول بيكي ليل نهار 
بحق الوعود والعهود إللي بينا اننا نكون قلب واحد ورأي واحد وكيان واحد 
واسترسل بنبرة ممزوجه بالحزن
ياتري بعد كل إللي قلته ليا حق ولا مليش يامريم 
زمت شفتاها وأنزلت بصرها للأسفل بحزن ممزوج بدلال وتحدثت بنبرة استيائية مفتعلة 
ماهو انت إللي دخلت فيا شمال وحمرت لي عيونك ورعبتني وخليت قلبي طب في رجلي أعمل إيه يعني 
وأكملت وهي تتمتم بصوت خفيض
مستحملتش يارحيم ولقتني بقول أي كلام 
أخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء وتابع باستفسار
طيب قلتي ايه يامريم عايزك تشتغلي معايا في الجامعة وتبقي مع بعض 
تنهدت وتحدثت باستجواد
أنا حبيت الشغل هنا أوي يارحيم ولقيت نفسي في المكان ده وفي الشهور القليلة دي بفضل الله اكتسبت خبرة تعبت جدا علشان أوصل لها أرجوك ياحبيبي أقف جمبي وادعمني ومتخليش موقف تافه زي ده يأثر عليك 
احمرت عيناه من جديد ونطق غاضبا
والله إنتي شايفه
إن ده موقف تافه !
ابتسمت وهي تشير إليه بكف يدها أن يهدأ
طيب اهدي بقي ومترجعش لحالتك دي تاني وأوعدك إن ده لو حصل تاني هقول لك والله 
زفر بسأم وتحدث باعتراض
يعني برده مصممة اننا نكون بعاد عن بعض 
أجابته بتوضيح
كدة أحسن علشان طنط متظنش فيا السوء أكتر أنا كدة مرتاحة ومريحة 
واسترسلت بحب نابع من قلبها
بس سيبك انت شكلك قمرر وانت واقف كدة ترد علي معتز والغيره عليا خلت قلبي يرفرف من السعادة 
قطب جبينه وتحدث باستنكار
وكمان بتنطقي اسمه قدامي! بقولك ايه يامريم اتقي شړي النهاردة علشان أنا عفاريت الدنيا بتتنطط في وشي 
ضحكت بشدة رغما عنها ثم هدأت وتحدثت بطاعة
حاضر ياقلبي أنا مش هتكلم تاني 
نظر إليها بقلب يدق پعنف وردد بوله
بجد ياقلب رحيم بتحبيني قد ما بحبك 
أجابته بعيون ولهة وهي تشير إلي قلبها
والله مادق لحد قبلك ولا هيدق لحد بعدك وكأن دقاته اتوصمت ليك انت وبس ياقلب مريم 
تنهد وبعيناي عاشقة أومأ لها بأهدابه وتحدث بتلبية
خلاص أنا موافق تفضلي هنا ومش بس كدة تعملي حسابك في خلال عشر أيام بالكتير هاجي أخطبك كفايه كدة الشهور دي كلها تأجيل جبت أخري خلاص ومبقتش قادر أستحمل متبقيش علي اسمي وملكي 
اعترى الخجل جسدها بأكمله وصارت دقات قلبها أكثر عڼفا ونطقت بنبرة يملؤها الشجن
خاېفة أصدق وأرتب وأجهز نفسي وفي الاخر أنصدم 
لاحظ حزنها الشديد فطمأنها بتأكيد
مش واثقه فيا وفي كلامي يامريم 
أخرجت تنهيدة حارة وأنزلت بصرها وأردفت قائلة بنبرة محملة بأثقال من الهموم 
مش قصة ثقة فيك انت لااا ده في إللي حواليك وفي المجتمع نفسه إللي شايفني مستحقش أعيش وأحب وأتحب من إللي قلبي اختاره 
رفع منكبيه باستكانة وبنبرة تقطر عشقا تحدث شارحا
ومين يقدر يبعدني عنك ولا يغير تفكيري في القرب منك وانا كلي بيناديكي تسكنيه 
وتابع بتأكيد
أنا كنت مخليها مفاجأة ليكي بس علشان نظرات الحزن اللي في عيونك دي وقله الثقه اللي محاوطه بيها نفسك هقول لك 
انا بقى لي اكتر من شهرين انا وريم وبابا بنقنع ماما وخلاص قربنا نقنعها وعايز أعرفك كمان إنها مش هتبقي خطوبة لاااا إحنا هنكتب كتابنا علطول ياعمري 
انتفضت بسعادة بالغة من كلماته وأردفت بتساؤل
بجد يا قلبي كلامك دة ولا بتصبرني وخلاص 
استدار بكامل جسده
وأجابها وهو ينظر داخل عيناها
بجد جدا ياعمري ياه نفسي بقي اليوم ده يجي بسرعه علشان نفسي أوي أتنفس عطرك عن قرب وأضمك لي ياقلبي 
خجلت بشدة من كلماته وهتفت بهدوء
بعد إذنك يارحيم بلاش تتكلم معايا بالطريقة دي والعلاقة مابينا تاخد منحني أنا مش حاباه أو بمعنى أصح يغضب ربنا كفايه كلامنا مع بعض بدون رابط شرعي ده في حد ذاته حرام وهنتحاسب عليه 
واسترسلت حديثها بابتسامه نابعه من قلبها الجميل
أنا نفسي أي شعور وأي نبضة من قلبي ليك أحسه في الحلال علشان أعرف أدوق حلاوته من غير ماألوم نفسي 
بادلها نفس الابتسامه وردد بحالمية
طيب هحبك أكتر من كدة إيه يابنت قلبي وروحي 
لا ده أنا عديت مراحل الحب والعشق والغرام وخلصتهم فيكي 
ابتسمت وهي ترمش بأهدابها خجلا من كلماته وما إن رأي علامات الخجل علي وجهها ردد بعشق جارف
لا ده أنا كدة هدوب وقلبي مش هيستحمل ياروما 
قطبت جبينها وهتفت باندهاش
بردو مفيش فايدة ده كأني مبقولش حاجة 
إنت وجودك دلوقتي هنا بقي خطړ كبير اتفضل يالا روح شوف وراك ايه علشان أنا كمان أشوف ورايا ايه 
جلس يشاغبها بخفة ظله قليلا ثم ودعها بقلب حزين ولكن وعد حاله أن
لا ينقضي ذالك الأسبوع إلا وهي امرأته وظل هائما بها ويردد داخله بكلمات عشقه لها 
أخبروها بأن عيناي تنتظر رؤيا طيفها هائمة
أخبروها بأن أنفاسي متلهفة للمساتها الناعمة 
أخبروها بأنها عشقي الأبدي وحياتي بدونها قاتمة
أخبروها بأنها روحي ودقات قلبي بنارها مغرمة 
البارت التاسع عشر
في أحد المطاعم الشهيرة يجلس الدكتور إيهاب مع أخر شخص توقع مجيئه إلي مصر حيث جاءت فيروز الأنثي الراقية إلي الأراضي المصرية والتي تزورها لأول مرة في حياتها لأجل أن تري إيهاب الذي استوحشته كثيرا 
جلست مقابلته تنظر إليه بحب جارف ووحشة شديدة ورددت بهيام
وحشتني كتييير جدا ياإيهاب 
ابتسم بهدوء وأجابها
ياه
لسه منستيش اللهجة المصرية يافيروز وبتتكلميها بطلاقة 
اعتدلت في جلستها وهتفت بحب
لأني بحبها جدا وبحب أتكلم بيها وعلشان حبايبي إللي قريبين من قلبي يفهموني بيها 
تحمحم كي ينظف حنجرته وتحدث بملامح جادة ارتسمت رغما عنه
بلاش نتكلم مع بعض بالطريقة اللي توجع قلوبنا وترهقها يافيروز احنا بقينا دلوقتي أصدقاء وبس 
انزعجت بشده من كلامه وأردفت بنبرة حزينة
ليه ياإيهاب بتعمل فينا كدة !
انت طلقتني وانت عارف إني هتعذب في بعدك وأنت إللي خرجتني من دوامة الحزن إللي كنت عايشة فيها وفجأة سبتني علشانها وفي الآخر هي مرجعتلكش 
واسترسلت بملامة
ولا منك طولتها ولا مننا استمرينا وانت پتتعذب وأنا انقهرت في بعدك عني 
أخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء وتحدث بإيضاح
من البداية قلت لك إني مسيري في يوم من الأيام هفارق وإني احتمال مقدرش أكمل يعني أنا مخدعتكيش يافيروز 
ابتلعت غصتها بمرارة مثل مرارة الصبار وتركت لسانها يتفوه 
أنا كنت بالنسبة لك إيه ياإيهاب ممكن أعرف 
هل كنت مجرد نزوة بتفضي فيها رغباتك واحتياجاتك وقت ماكنت لوحدك 
بنبرة يملؤها الشجن أجابها
كنتي زي طيف جميل عشت معاه خمس سنين في هدوء وراحة وفجأه اختفي 
بنبرة صوت محتقنة هتفت بأمل
طيب ليه بتسميها اختفت أنا وانت دلوقتي مفيش حد في حياتنا وأنا بحبك وانت عارف كدة كويس تعالي نرجع دبي ونكمل حياتنا هناك أرجوك 
ضيق نظرة عينيه ثم رمقها بنبرة هادئة 
مينفعش يافيروز مقدرش أكسرها مرة تانية دي مش بس أم ولادي وعشرة عمري دي كل عمري وأيامه الحلوة 
ضيقت عيناها بحزن وأوردفت بعتاب
إنت قاسې أووي يا ايهاب عليا طيب والخمس سنين إللي عشناهم مع بعض في سعادة وراحة وحب دول كانوا وهم مثلا!
طيب كلمة بحبك ياروزا إللي كنت بتقولها لي كانت هباء من ورا قلبك !
ي إللي كنت بتنام فيه وتقولي ببقي في قمة الراحة والاسترخاء وأنا بين ك ياحياتي كان مجرد كلام من سحر اللحظه وبعد كدة كأن شيئا لم يكن 
رفع منكبيه باستكانة وبنبرة تقطر ندما تحدث شارحا
منكرش اني كنت برتاح في ك بس عمري ماخدعتك ولا قلت لك إني مبحبش مراتي لا يافيروز كل كلامي معاكي اني بعشقها وإنها بالنسبة لي كل حاجة 
طيب وأنا ياايهاب بالنسبه لك إيه جملة استفهامية نطقتها بعين تلمع بالدموع 
وعقبت بقلب ېحترق
ده أنا جت لك مخصوص من هناك علشان نرجع وفي الآخر تقول لي مش هتقدر تكسرها !
ماهي أصرت علي الطلاق واطلقتوا ومصممة بردوا علي عدم الرجوع وإنت واقف في النص ولا طايلها ولا راضي نرجع يرضي مين ده !
يشبه حاله كتائه في صحراء في يوم شديد الحرارة ولكنه لايجيد الرجوع ولا قدميه قادرة علي أن تسعفه ولكنه احتمي في مظلته التي تعطيه قسطا طفيفا من الاحتماء 
وردد بتصميم
ولو عشت العمر كله من غيرها مش هجرحها تاني ولا هرجع ولا هعرف غيرك ولا غيرها 
واسترسل بروح منهكة
هي مش بالنسبه
لي أم ولادي ولا عشرة عمري لااا دي أكبر من أي إحساس وأقوي من أي شعور 
ڠضبت بشدة من وصفه
45  46  47 

انت في الصفحة 46 من 68 صفحات