بين الحقيقه والسراب
كل مكان وفي كل سنيني
توجع قلبها لأجله وهتفت وهي تحاول ان تخرجه من همومه
خلي عندك ثقه دايما ان انت قلبك طيب وبيحب الخير للكل علشان كده هتبقى بخير
كان كالغريق الذي يتعلق في سفينه نجاه وكانت جوليا بالنسبة له سفينة النجاه التي تخفف وجعه وخاصة انها كانت شاهده على جرحه فتحدث بامتنان وهو يمسح وجهه بكفاي يديه
بابتسامة عذب هتفت بامتنان مماثل
انا اللي بشكرك انك موجود هنا وجنبي وانك مديني مساحة في حياتك الخاصة وسمحت لي بيها
طريقة حديثها ولمعة عينيها وحزنها لأجل حزنه وعدم مفارقتها له في اشد لحظه مرت في حياته جعلته يفكر لماذا تفعل معه ذلك
ليه بتعملي معايا كده
انا حابه وجودك هنا وحابه اني ابقى جنبك في لحظة حزنك قبل فرحك كلمات خرجت من فمها بنبرة حالمة واسترسلت حديثها وهي تستفسر بحيرة
انت متضايق من وجودي معاك او اني تطفلت في حياتك
أشار برفض براسه وكلتا يديه مجيبا برفض قاطع
لا خالص انت لو ما كنتيش معايا دلوقتي وخففتي عني في حالتي كان زماني جرى لي حاجه بجد من اللي سمعته من الدكتور
أيعقل دقات قلبي تلك في
وجودها وان اكون احببتها!
ام ماذا أفسر تلك الدقات اهي انبهار أولي بهدوئها ورقتها !
أم هي العوض والجبر الذي أتعافي به من مر العمر !
ولكن لا نحكم ابدا على مشاعرنا وقت الڠضب الشديد الفرح الشديد الشده العاصفه
اذا بحثت عن الحب ليعوضك عن فشل علاقة سابقة أو فشل علاقتك
بأهلك فاعلم جيدآ أن هذا الحب ربما يفشل لأنه كان لغرض تعويض نقص تحتاجه وستتجاهل لا إراديآ إن كان هذا الشخص مناسبآ أم لا تمهل
ولتعلم الحب الأول القوى له تأثير صعب جدا على استقرار الزواج فللأسف قد يظل هذا الحب مؤرقا لكلا الزوجين بسبب أنهما تزوجا قبل أن يندمل چرح الحب الأول لأحدهما أو لكليهما!
فلا تعرض أصبعك المجروح للملامسة إلا بعد الشفاء وإلا سيكون وجعك أشد!
فلا تهدموا الأسرة بالتسرع في الزواج قبل اندمال الجراح خصوصا من هذا النوع!
كلمات راجي عماد الدين
في منزل زاهر الجمال عصرا حيث تجلس هند أمام مرآتاها وهي تضع مساحيق التجميل كي تتجمل لزوجها فهي قررت من الآن أن تهتم بحالها كي تنسيه فكرة الزواج من تلك الريم
انتهت من جلسة التجميل النادرة وهي تنظر علي حالها بانبهار وتردد
والله أنا زي القمر وأحلي من مليون ريم
ثم لوت فمها وأكملت حديثها بامتعاض
أنا مش عارفه أصلا ايه إللي عاجبهم فيها ام ډم يلطش دي عالم مبتفهمش
وظلت تردد مع حالها ذاك الحديث الذي بات يشغلها كثيرا أو بالأصح لاتفكر في أشياء أخرى غيره
الي أن أتي زوجها ودلف الي المنزل وجده يعم بالهدوء والنظافة الغير معتادة
ظل يدور بعينه في المكان يبحث عن زوجته ولم يجدها فانطلق إلي حجرة النوم وعندما رآها اڼصدم مما رأي
انطلقت من شفتاه علامة سخرية واستهزاء وليست علامات انبهار وهو يردد بسخرية
ايه هو العيد جه عندك النهاردة ولا أنا مش واخد بالي يا أم البنات
اشټعل داخلها بجم الڠضب وبات يغلي من استهزائه وسخريته بها والآخر ينعتها بأم البنات جلست علي تختها وهي تنظر له پغضب وأجابت بسخرية مماثلة
ومالهم البنات ماهم بذرتك إللي انت زرعتها وأنا مجرد ماعون مش أكتر ولا أقل
انزعج كثيرا من ردها المفعم بالغلظة المعتادة عليها منها فهي دائما سليطة اللسان
فهو ماكان يقصد مافهمته وما وصل إليها من مقصد حديثه فهو يعشق بناته ويعززهم جدا ولن يسمح بإهانتهم أبدا
فرد علي سخريتها بفقدان امل
سبحان الله يا هند هتفضلى طول عمرك كده دبش عمرك ما هتتطوري ابدا
واسترسل وهو يشاور بيداه على جسدها باندهاش
يعني بعد كل اللي إنتي عاملاه ده اي واحد يدخل يشوف مراته عاملة كدة ينبسط لكن بمجرد ما اتكلمت معاكي كلمه واحده قفلتني منك كالعادة وقفلتيني من ام الليلة بحالها وادي الأوضه ليكي اتهني بيها
استشاطت ڠضبا من حديثه لقد اطلق كلماته اللاذعة وتركها تتآكل بڼار مولعة اشتعلت في جميع جسدها فقد كانت منتويه ان تغير من طريقتها الحادة وتهدأ من صلاتة لسانها
لكنها افلتت كالعادة وحدثت حالها وهي تجز علي أسنانها وتدور في الغرفة حول نفسها قائلة باستشاطة
يا بختك الاسود يا هند هتفضلي طول عمرك كده حظك منيل بسبب طوله لسانك اللي موديكي في داهيه
وتابعت حديثها وهي تفكر
طيب اروح وراه
ايوه اروح ده جوزي ومش هسيبه بعد كدة وهركب علي أنفاسه وهبقي وراه زي ضله
وبالفعل خرجت كالإعصار من الغرفة وذهبت اليه ودون ان تدق الباب دلفت اليه ووجدته في الحمام الملحق بالغرفة مالت على التخت بجسدها تنتظره كي يخرج
وما هي الا دقائق معدودة حتى خرج مرتديا رداء الحمام وجدها امامه فقال لها بملامح جادة مكفهرة
خير ايه
اللي جاب الست هانم لحد الأوضه عندي
واستطرد متهكما
في حبه نكد وتلقيح جاية تخلصيهم هنا تاني ولا ايه بالظبط
لم يعجبها تهكمه عليها ولكن هدات من حالها وقامت واحتضنته من ظهره قائلة بدلال
في ايه يا حبيبي مالك بتتعامل معايا بقسۏة كدة ليه بتستغل نقطة ضعفي ان انا بحبك يعني
نزع يديها من عليه وأدار وجهه اليها قائلا باستغراب
حبيبي وبحبك في جملة واحده ومن هند والله ما مصدق نفسي لا وكمان وحنيه !
وتابع استغرابه بتساؤل
مالك يا هند فيكي حاجه النهاردة
ده انا كنت لسه معاكي وما شاء الله عليكي سديتي نفسي كالعاده ايه بقى اللي تغير فيكي فجأة يكونش عندك انفصام في الشخصية
ابتسمت على كلامه واجابته وهي تحاوط رقبته بكلتا يديها
وفيها ايه يعني لما ادلع عليك وانت تستحملني مش الراجل واجب عليه ان هو يستحمل مراته بكل تقلباتها
رفع حاجبه باندهاش وهتف بتأكيد
اه طبعا الراجل مطالب ان هو يستحمل مراته لكن مش اي راجل يستحمل اي
ست واذا كانت الست دي إنتي يا هند يبقى ما حدش مستحملك في الدنيا دي قدي ولا حد هيستحملك غيري
حزنت بداخلها من طريقته المقللة لأنوثتها دائما وهتفت بجبين مقطب
ليه يعني يا باهر انت محسسني اني
عامله زي امنا الغوله اللي ما حدش يطقها ابدا ليه بتتعامل معايا كده
اهو جايه للنكد وهتبداي النكد من اول وجديد اتفضلي روحي على اوضتك احسن يا هند عشان انا تعبان وعايز انام ٠٠٠٠٠ كلمات اعتراضية اجابها بها على طريقتها المعتادة التي لم تتغير ابدا
تنهدت بتعب من طريقتهم التي من الواضح انها لن تتغير ابدا وردت على حديثه بنبره متأثرة بالحزن
ارجوك يا زاهر انا جيت لك ولا عايزه نكد ولا عايزه خناق كل اللي عايزاه جوزي حبيبي ابو بناتي ومش عايزه اكتر من كده
بعد مرور ثلاثه اسابيع على تلك الأحداث حيث تطورت علاقه مالك بجوليا واعترف الاثنان لبعضهم بالاعجاب وكل تلك المدة لن ينسى مالك ما
قصه عليه الطبيب ومنتظرا انتهاء الأسبوع الأخير حتى يعود الى بلدته وتبدا رحله عنائه مع من اقترف هذا الجرم في حقه
اما عن ريم فهي في هدنه قررت ان تاخذها ولم تفكر في كلام والدتها ولا رايها الصاډم لها وعزمت ان تهتم بأبنائها ولن تشغل بالها بذلك الموضوع الا وقت عاصفته والا ستخسر كل شيء
اما عن الحبيبين رحيم ومريم فقد ازداد قربهما ببعض وصارت ارواحهم تعشق كل منها الاخرى بعد اعتراف رحيم والذي ماإن انبأها عما في قلبه وعن شعوره تجاهها اصر عليها واحاطها من جميع الجهات حتى سمع اعتراف محبتها له تلك الاخرى
وتلك الشمطاء مي علمت المكان المتواجدة به مريم بعد يومان من خروجها من الدار ولكن تركتها كي تخطط لها تخطيطا عازمة على نجاحه تلك المرة وتحسب للخطأ قبل النجاح ألف مرة ولكنها تمهلت لأنها أحست بأنها انكشفت وأمانها أصبح مهددا وفضلت أن تأخذ هدنة كي تعيد بها حساباتها
بعد ثلاثة اسابيع اعادت راندا بأبنائها الى بلدها محطمة القلب بائسة يائسة مما حدث لها وقلب حياتها راسا على عقب فقد فضلت المكوس هناك حتى تفكر بعيدا عن والديها دون ان يؤثروا على قرارها وعادت اليوم وها هي الآن تجلس معهم تحاكيهم عن ما حدث لها منذ وصولها حتى الان
وما ان استمعوا الى حديثها حتى فتحوا افواههم استغرابا مستنكرين ماقالت
وبعد ان انتهت ضړبت فريده على صدرها مردده بنواح
ياميلة بختك في بناتك يا فريده !
واحده حړقت قلب جوزها وماټ في لحظتها والتانية قعدنا نتحايل عليها جوزها يرجع لما اتجوز عليها
وكادت ان تكمل نواحها الا ان استوقفها جميل مرددا باستغراب
ايه الكلام اللي إنتي بتقوليه ده يا فريدة مين دي اللي حړقت قلب جوزها وموتته
تقصدي ريم
زاغت أعينها وابتلعت ريقها بصعوبة بالغة مما تفوهت به في لحظة ڠضب ولن يتركها جميل حتى تفهمه مقصد حديثها وبالفعل الح عليها في الكلام حتى قصت عليه كل شيء بخصوص ريم
ماإن استمع جميل الى كلام زوجته حتى احترق داخله وباتت علامات الڠضب على وجهه تقص للجالسين مدى احتراقه وغضبه
حتي هتف لفريدة بحدة بالغة
وكنتي عارفه الكلام ده من اسابيع وسايبه الطرطور اللي قاعد في البيت ما تعرفيهوش اي حاجه ولا كأن له لازمه
واستطرد بحزن شديد
والله عال يا ست فريدة يا اللي مش معتبره وجودي من الأساس وسايباني زي الأطرش في الزفة
كانت فريدة جالسة مړتعبة من حالة الڠضب التي بدت على معالم جميل فهو في غضبه ينطبق عليه المثل المعروف اتق شړ الحليم إذا ڠضب
قام من مكانه وهو ينظر إليهم مرددا بأمر
خلي موضوع ريم ده علي جمب وأنا هعرف أتصرف فيه بمعرفتي ونتحاسب بقي انك ازاي تخبي عليا موضوع زي ده
كادت ان تتحدث الا انه اشار اليها بكلتا يديه ان تصمت ونظر الى راندا مرددا بملامة مغلفة بالحدة
جايه دلوقتي تبكي بعد ما حذرتك من سنين وقلت لك بدل المره عشرين كفاية كده غربه على جوزك وبرده كان اللي في دماغك في دماغك
واستطرد حديثه بتهكم
اشربي بقى نتيجة انك فضلتي الفلوس علي راحة جوزك في وجوده جنبك انتي واولادك
ياما قلت لك هيجي لك اليوم وهتندمي انه كل مره يبص لك ويطلب منك وكأنه بيترجاكي انك تقولي له اقعد وما تسيبناش وتمشي ما بيلاقيش منك كده بل بالعكس كان بيلاقي منك تشجيع