رواية اسلام بقلم سارة منصور
أيه دا أنت طولتى أمتى
فجأه أنفتح عيناه وقام من جلسته منتفضا پصدمه وهو ينظر الى أكثر وجهه يكره
_ ماما متسبنيش متسبنيش ماما
تمتم بها اسلام وهو نائما لتمر على أذن ادم كالضربه القاضية فنبض قلبه پجنون وأنتفض مسرعا الى شقته فى الدور العلوى وهو يكز على أسنانه بضيق حاد
تمضي الايام على عهدتها لا شئ جديد حتى
كان الاستقبال
مثل ماتوقعه اسلام بالظبط فنظرات أدم المشټعلة بالضيق ماتزال تسكن عيناه نظرات تخبره أن يخرج قبل أن يطعنه لكنه فقط يبقي تحت حصن عمه ناجى الذي يمنع ادم من التكلم
ولا يختلف شعورهم عن بعض فالقلوب عند بعضها تقرأ من
دائما ماتأتى لبني الى زوجها ادم وطبيعتها فى أثارة غيرته لم تتوقف الى الان فكان اسلام ضحيتهما مجرد علكة تمضغها لبني بدرسها يمينا ويسارا
تضايق اسلام بشدة وهو يرى نفسله مجرد لعبه فى يديها وأن مابه يكفى فأراد أن يجعلها ټندم فذهب الى مكتب أدم وهتف
_ قول لمراتك تبعد عنى كل
لما تشوفنى تتلزق فيا وأنا مش طايقها أساسا
رفع يده يوجه اليه لكمه بأقصي قوته ومن قوة دفعه سقط على الارض بعيدا على كرسيا ټحطم بمجرد وقعه عليه فانكسرت يداه
_ مش مهم ايدي تتكسر المهم اللى بينهم هما يتكسر ربنا ينتقم منك يالبني أنت وامك نجوة الحرباية وابوك مش مكفيكم انكم السبب فى اللى حصل لامى وكمان عاوزة تكشحيني من الشغل أنا بقي اللى هوريك مين هيمشي
كلما يراه أدم ينتفض قلبه بالسم الغاضب يريد أن يبرحه ضړبا حتى يكسر عظامه لكن والده يقف فى كل شئ لا يصدق أن أباه يقف فى صفه الى تلك الدرجة حتى أنه يريد أن يجعله يكمل دراسته ويجعله يمسك بعض مشاريعه
نظر رامي بدهشة الى اسلام فهتف به
_ أنت يا تيييت مش عارف أوصلك تبقي أنت هنا ليه يا أدم مقولتليش
كز ادم على أسنانه عندما تقابلت عيناه مع اسلام الذي ينظر اليه باستحقار
_ أنت تيييت ياض كل الفترة دي متكلمنيش وأنا قاعد أدور عليك
_ يعن أنت مش عارف اللى أنا فيه
_ مامتك أخبارها ايه صحيح
_ لسة فى غيبوبة
_ ربنا يشفيها معليش ياحبيبي بكرة تبقي تمام شد حيلك أنت بس عشان لو شافتك بمنظرك دا هتتعب أكتر
أنتبه أسلام
الى كلمه حبيبي فنظر اليه طويلا وصاد الصمت لحظات
_ بكره هاجى أفوت عليك عندى ليك مفاجأة
_ مش هعرف
_ يييه عليك
اسمع الكلام
قالها رامي وهو يهم بالانصراف الى سيارته وبقي اسلام ينظر اليه وهو يمشي من أمامه ويطلق بوق السيارة بطريقة مضحكه حتى أبتسم اسلام له فقابله أدم بضحكة من السيارة
جعلت قلبه يرتاح لدقائق حتى رأى يد فتاة تخرج من الشباك الاخر فانقلبت الابتسامه الى عبوس
فى اليوم التالى
ذهب اسلام مع رامي الى منزله بعد ألح عليه فكان يخشي من وجود سيف هناك ولكن استسلم بإلحاح رامي ولأن فضوله ينهكه بالتفكير أراد أن يعرف بأمر الفتاة التى كانت معه البارحة
دهش اسلام وهو ينظر الى هذا القصر الكبير ينظر يمينا ويسارا وأعلا وأسفل ويد رامي تسحبه الى غرفته
_ شوفوا مين هنا يااااه وحشتيني يااسلام قالها سيف وعلى وجهه ابتسامه ساخرة
تصلب اسلام كالرمح وهو يسمع هذا الصوت الممزوج بصوت الافعى الذي يخشاه فالټفت له وهو يزدرد ريقه بصعوبة
فقال رامي بسخرية
_ مش وقتك ياسيف روح كمل لعب مع البنات بتوعك دلوقتى
_ لا بنات ايه دلوقتى وإسلام موجود
نظراته الخبيثة وعيناه التى تشع بالحقد تشعره أنه يعرف بأمره بسره الذي يخفيه عن العالم
_ رامي أنت جيبني هنا اتهزق قالها اسلام بتماسك
_ سيبك منه ياعم تعالا قالها رامي وهو يمسك بيد اسلام يدخله غرفته ويغلق الباب فقد تضايق رامي من أخيه سيف وتصرفاته المحرجه
نظر اسلام الى الغرفة بعجب فيوجد بها الكثير من الامور التى يتمناه الجميع
شاشه عرض كبيرة موضوعة على حائط الغرفة العاب الفديو فى كل مكان
قام رامي بفتح الشاشة الكبيرة وقام بتوصيل لعبه به FIFA تحت عينان اسلام المندهشه بعجب كبير
_ ايه دا FIFA 2019 جبتها ازاى أنا سامع أن صعب تبقي مع اى حد
_ مفيس صعب يلا مع رامي الامام
ضحك اسلام بسخريه وقال
_ هختار برشلونه وانت الريال
_ لا ياحبيبي انت الريال
_ خلاص مش لاعب
_ياساتر عليك خلاص ياعم انت برشلونه
_اوبا دا طول
عمرك محظوظ
_شغل الأر دا مبحبوش
فانقلبت قسمات اسلام الى الضيق واحمر وجهه وقام من مجلسه والقى درع اللعبه على الارض وذهب الى الباب ليمشي
تابعه رامي وعلى وجهه السخرية
_ أنت قموصة يلا خلاص ياعم أنا اسف
قالها رامي وهو يمنع اسلام من الخروج من الغرفة ويمسكه بقوة من كامل جسده
أراد أسلام أن يخرج بسرعه حتى لا يري دموعه التى تعافر على الخروج
_ عشان خاطرى خلاص يااعم بقي حقك عليا
فدفعه اسلام لكى يبتعد عنه وجلس وهو يكتم شهقاته التى ترجمها رامي على أنه بسبب ظروفه الصعبة وندم على فعلته التى لم يكن يقصد منها سوي المرح كما يفعل ذلك مع باقى أصدقائه
_ رامي مين البنت اللى كانت معاك فى العربية امبارح
فى تلك اللحظه دخل أحد العاملين بالقصر يخبر رامي
_ يا رامى بيه أصحابك موجدين تحت فى الحديقه
_ ماشي ياعم حسين قولهم جاي اهو
_ هتعرف كل حاجه لما ننزل
_ أصحابك مين أنا مش عاوز أشوف حد
_ يابني متقلقش عشان اقولك على المفاجأة
ولأن اسلام يريد أشباع فضوله وافق على أن ينزل مع رامي فى الحديقه
هبت نسمات الرياح على أشجار الصفصاف تتراقص مع زهور الحديقه الملونة تحت ضوء القمر يتناغم مع أصوات ضحكات الشباب وهمسهم وهم يجلسون فى مقاعد ذهبية اللون وسط أشجار حديقه القصر
_ هو لسة رامي مصاحب اسلام محدش قالى ليه يارجالة ان الواد دا جاى هتف بها أدم وعلى وجهه الڠضب وهو يقوم من مجلسه
فقال أحدهم
_ أعد ياعم ملناش دعوة وبعدين أنته حاطه فى دماخك ليه أعد أعد
فأردف شابا أخر
_ شوف حتى لما شافك هو كمان مرداش يدخل ولف الجهه التانية
وأنا كمان مبقبلوش تحسه غريب كدا وحركات وشه مش عجباني
قال الاخر
_ فاكرين يارجاله لما كنا فى الثانوى ومسكنا فيه وسيف ضربه وقعد يعيط كنت حاسس ان بنت اللى بټعيط حتى حركات عنيه وهو بيتكلم بتخل جسمي يقشعر
_ بنت ايه ياعم فى بنت طولها 180 دا شكل واحد أستغفر الله حركات عيال تيييت مدلعة مشفوش قطم ظهر الرجاله
تعالات ضحكات الشباب الا أدم الذي كان يريد أن ينقض عليه ويذيقه من الضړب مايكفى لإخماد ناره
_ماتيجي يابني قالها رامي وهو ينظر لاسلام برجاء
_ لا مش عاوز أعد مع الاشكال دى أنت نسيت عملوا فيا ايه أخر مرة
_ دا أدم معاهم ابن عمك
_ دا أكتر واحد تيييت فيهم
_ طب خلاص خمس دقايق بس عشان بس اقول اللى عندى وهنمشي على طول
تنهد أسلام فرامي كثير الحاح عليه ولن يتوقف حتى ينفذ مابعقله وطريقته تزيد فضول اسلام أكثر
فدخل عليهم وهو ينظر الى كل شخص منهم باستحقار
فقال رامي معلنا أمامهم
_ يارجاله أنا عندى ليكم مفاجأة
لم يشعر أحد بدهشة الا عينان اسلام التى كانت مشتعله بالفضول وأذناه التى تترقب كل
حرف يخرج
_ طبعا أنتوا عرفين أن إمام بيه ممول نادى مركز البلد وزى ماانتوا شايفين أنا بحب الكرة قد أيه قررت أنى اكون مسؤل عن النادى
وهو أعطانى الموافقة
وطبعا أنا هرجع ألعب تاني وملقتش أحسن منكم تمثلوا فريق النادي
_ طب واللاعبين اللى فيه هتف بها أحدهم
_ هيفضلوا موجدين بس أحنا الاساس
هااه مين معايا إسلام
وافق الجميع على الدخول الا اثنان أحدهما يبدو عليه التررد والاخر غامض
هتف أدم
_ أنا دلوقتى متجوز وبشتغل ومش فاضي خرجونى منها
اردف رامي وهو يرى أسلام متردد
_ أنت كدا كدا معانا على فكرة
تمام يارجاله معادنا بكرة الساعه 10
هتف أحدهم
_ هى دى المفاجأة دا أنا قولت أن فى أحتفاليه جديدة
_ ما انت ناصح اهو يابرنس قالها رامي ويبدو علية السعاده
انتبه أسلام وقد نبض قلبه پجنون وهو ينظر الى رامي وعيناه جاحظة
_ انا هتجوز هتف بها رامي أمامهم وعيناه تتابع أسلام الذي كانت ألوان الدنيا يختفى بريقها من عيناه بل تلاشت وبقي غمامة تمطر بغزارة عليه بمفرده
الفصل السابع
زاد خفقان قلبه پجنون وعادت أطراف الحزن الى اوصاله وهو يستمع الى ماكان يخشاه
الشئ الذي ېقتله أكثر هو هذا الشعور القاتم الذي يخدش قلبه بأنيابه أهو بسبب ان صديقه الوحيد سيبتعد عنه هو الاخر أم لأنه سيذهب لإمرأة
وقف من فوره ومشي بخطوات مسرعة يهرب من الجميع الذين يتابعونه بغرابة تمنى لو يهرب من نفسه التى لا تعرف ماذا تريد بل لاتعرف من هى وما هى حقيقتها !
وصل الى مبني المشفي الضخم نظر اليه طويلا حتى مرت الدقائق والدموع
أصبحت تعرف طريقها الى عيناه
بسهولة
حدث نفسه
_ أنت زعلان ليه يااسلام
ماكله هيعيش حياته وهيتجوز ادم لبني رامى وكمان زمايلك كلهم أنت اللى هتفضل كدا وحيد وأمك !!!
عندما جاء بخاطره والدته دخل مسرعا الى المبنى يقف أمام غرفة والدته الخاصة بالعناية المركزة يراقبها من الحائط الزجاجى
_ ماما لو خسړت كل حاجه فى الدنيا دى مش هيهمنى انا محتاجلك أنت خليك معايا
انا لوحدى من غيرك نفسي ابقا معاكي ماما
فى تلك اللحظة ظهر صوت صفير من جهاز ضربات القلب فجاء صوت رنين بكامل المشفي فأجتمع الاطباء والممرضين بسرعة امام عيناه فانتفض يدخل ورائهم الى الغرفة وينظر الى والدته الكل يتحرك الكل يصيح لم يسمع هتفاتهم فقط ينظر الى تلك العينان التى تتابعه وتبتسم وتمتم بحروف وصلت الى عروق قلبه قبل أذناه
_ زهرة الياسمين
توقف كل شئ و صاد الصمت وأنعدمت رؤياه عن الجميع فقط يرى والدته تبتسم بوجها المضئ كالبدر وتنظر اليه وهذا الهواء البارد الذي يعصف و يحيط جسده وقلبه
الجميع يربط علي كتفيه وهو واقفا كالرمح لايتحرك عيناه تذرف الدموع ولا تتوقف وتنقله الى ذكريات الماضي وصوتها يردد فى أذناه
أنت عارفة ياياسمين انت أحلا حاجه فى حياتي أنت عاملة زى النجمة اللى جتلى من السما برغم أن باباكى وحش فى حقي بس بستحمله عشان جابك ليا
أنت طالعه حلوة لجدتك الكبيرة كانت تمشي فى الشارع الناس كلها تقف عشان تبصلها ويااه لما تتكلم حنان الدنيا كله بيبقي على لسانها
هفضل طول عمرى معاكى ومش هسيبك أبدا حتى لو أتجوزتى هاجى عشانك هتفضلى طول عمرك مهما تكبرى بنتى