رواية اسلام بقلم سارة منصور
انت في الصفحة 24 من 24 صفحات
فقالت ياسمين لعمها
_ حتى لو زفت ياعمى هو برضه طيب
_ المفروض دلوقتى أنى افرح يعني بكلمتك دى إنت بتهزقيني يياسمين
_ أهو شوفتى سبحان الله ربنا بيحبك ظهر على حقيقته
_ هو فيه إيه يهتف بها أدم وهو ينظر بتعجب الى أبيه وياسمين التى كانت تطلق الضحكات السعيدة
وبعد أن إستسلم العم لنظرات ياسمين التى كانت عيناها تخرج القلوب المحبة الى ادم والى سعادتها التى لم يراها فى عيناها من قبل قال لولده أدم
ياسمين دى بنتي وأنت ولا حاجة عندي انت عيل دلوقتى جاى ټخطف بنتي منى فا والله العظيم لو زعلتها لأخدها منك وما عت أرجعها ليك ابدا واسيبك مرمي
مال أدم رأسه بايجاب الى والده وهو يقول
_ ياسمين قبل ماتكون بنتك هى عنيا وقلبي اللى هحافظ عليهم ومستحيل أخلي اى حد ېخاف عليها أكتر منى
شعرت ياسمين لأول مرة أنها بين عائلتها وأنا عمها هو الأب الحنون الذي ېخاف عليها ويريد أن تكون السعادة من نصيبها
علمت أن عوض الله يأتى لا محالة وفى أجمل الأوقات المناسبة
والأن عمها ناجى و أدم هم كل حياتها
انهمرت الدموع من عيناها بغزارة وهى ترى حب عمها الخائڤ عليها من ادم إبنه فلذة كبده
فقال العم وقد أشفق على ياسمين من رؤيتها تبكي بهذه الطريقة
_ خلاص ياياسمين يابنتي هجوزهولك ياقلبي حقك عليا
أما أدم كان يعانقها ويربت على ظهرها حتى تتوقف عن البكاء ولم يعلما أنها دموع السعادة
وبعد شهرا كاملا
لم تريد ياسمين أن يكون لها فرحا كبيرا
تخطو فيه بفستانها الابيض البسيط مع حمرة شعرها
وعينيها البراقه التى تخرج وهجا يشبه إنعكاس السماء فى البحر
مع أدم الذي كان يرتدي ملابس الشاطئ
_ كدا يا أدم تخلى منظرى وحش قدام هالة فيها ايه لما تلبس بدلة مش فرحك برضه
_ هاااه
يعني كمان مش لابس جزمة انت عاوز ټحرق دمي وخلاص
ولم تتوقف ياسمين عن إطلاق السب وتقوم بعض كتفه غيظا
فقد تبلل الفستان تماما وتدمرت مساحيق التجميل
تحت أنظار هالة ونادر الذين
كانوا يتابعونهما من بعيد
فقالت هالة لنادر بجدية الذي كان يتناول العصير ويراقب البحر
_ ياسلام على أساس أنك لابسة فستان ما إنت لابسة ترنج وإسود كمان
_اااه صحيح الله يكون فى عونك ياياسمين مش عارفه هى مستحملانا إزاى
الحمد لله أن باباك اللى لابس ومظبط نفسه تنهيدة
نادر بقولك إيه تتجوزنى
دهش نادر من كلمتها المفاجأة فخرج من فمه العصير على وجهها مندفعا بغزارة
فانقلب وجهها الى العبوس وهى مغلقة العينان
فأخرج نادر منديلا يمسح به وجها وهو يقول
_ هفكر
_ إبعد ياتيييت
حات المنديل دا
بص ياحبيبي أنا مش فاضية إيه هفكر دي
بالڠصب بالرضي هتوافق وأنت عارف انى على قلبك
إبتسم نادر لها وهو ينظر الى إنفعلات وجهها اللطيفة فكم يحب أن يجعلها تغضب
دخلا الى غرفة النوم والسعادة ستمزق شفتاه من الابتسام فقال وهو يقبل يدها على الفراش حتى وصل الى زراعها
وأعمل كل اللى عاوزه موواة
فقالت ياسمين
_ إهدى بس يا أدم عاوز أقولك على حاجة مهمة
مش مفروض أصلا تقولى كلام حلو الأول
فقالت له
_ أدم أنا بالنسبة ليك إيه
_حته من قلبي
_أدم
_ ايه ياحبيبي
_ عندى ظروف
نظر اليها طويلا بدهشة حتى صاد الصمت للحظات وهى تجلس بجانبه فى الفراش ويقول
_ الف سلامه ياحبيبتي بس قدامك كم يوم
_ سبعة
_ إيه
وبعد عدة دقائق
نظر الي يديها التى تتشابك مع يده ويتذكر أول يوم ذهب فيه المدرسة عندما دخل إسلام الأتوبيس الخاص بالمدرسة يجلس بقربه وهو يبتسم بعيناه اللطيفة ويقوم بمسك يده وهو يقول
ماما قالتلى ابقي معاك على طول واروح معاك ياأدم
نزلت من عيناه دمعة وهو يقول لياسمين
_ تعرفي أنا بحبك من أمتي يازهرة الياسمين
شعرت ياسمين بتلك الدمعة التى سقطت على يدها من عيناه وهى تقول
_ من أمتى ياحبيبي
_أول مرة شوفتك فيها ولحد دلوقتى
فاكرة لما كنا صغيرين ولما انت مسكت ايدي فى الباص وانا لويت دراعك عشان تبعدى وانت عيطت
فى لحظة دي انا ندمت
جدا
أنت كنت عاملة فى حياتي زى الحاجة الحلوة اللى قدامى ومش عارف أطولها عشان كدا على طول كنت بحس بالنقص
حياتى مكملتش غير بيك يياسمين أنت كل حياتي
تعرفي أنى قعت فترة كبيرة أروح لأكتر من دكتور نفساني عشان أتعالج
لو كنت أعرف بحالتك من بدرى كان زمانك بين إيدي من زمان
وما إن جاءت ياسمين لتخبره عن مقدار حبها له كانت شفتاها الصغيرة داخل فم أدم تحكي لها عن إشتياقها الطويل وأنها أصبحت جزء من قلبه وحلما كبيرا إنفتح أبوابه أمامه
وفى الصباح الباكر
إستيقظ أدم ليرى الفراش بجانبه خاليا من ياسمين وبداخل يده ورقة معطرة
فتحها وقام بقراءة كل حرف بقلبه قبل عيناه
دعنى أسبح فى سحب عيناك لعلى أطير إليها وأسكن
لا توقظنى من شرودي أخشي أن يكون حلما حسن
عانقنى بجفونك فأنا عاشقة تريد أن تتذوق حبك لتأمن
علمنى كيف أشعر بنكهة حبك بين شفتاى لأتزن
عانقنى أكثر
وإصغى لنبضات قلبي تعترف بحبك
سأسرق الحب من شفتاك طوال عمرى لكى أصل لعمق الحب وأرهن
ولأملا أنفاسي بعشقك وبقلبك أحفى وأدفن
_ لو قولتلك إنى ضحكت عليك إمبارح هتزعل
_ كدا ياسمين طب والله ماهسيبك تعالى بقي ياوحشة
وبعد مرور سبع سنوات
خطت الى غرفة عمها وهى تمسك بيدها اليمني إبنها الصغير واليد اليسرى إبنتها الصغيرة
قامت بطرق الباب ليفتح لها عمها وهو يقول
_ أدخلى يابنتي تعالوا ياروح جده
هااه ياسمين خير قالها العم ناجي وهو يجلس على الكرسي وبيديه الطفلين
_ ياعمي أدم مطلع عيني شوف عمل فيا إيه
قعدت أعمل فى المشروع بتاعي للمسابقه سنة كاملة والشركة تتصل بيه ويضحك عليا ويقولى معاد إستلام
الجائزة بكرة وهو كان من يومين
ويروح هو ياخدها قدام الناس قال ايه!! أزاى أروح وأسلم على رجالة وأنا بستلمها
أنا كان نفسي اخدها وأتصور واحطها فى
مكتبي
حتى شوف جيبلي صورته وهو بيستلمها مكانى
أنا بجد هيجرالى حاجة
وكمان بيقرص عليا بالولاد عشان أصلحه
راح يقول للوجى أنه مش هيوديهم الساحل طلما أنا مخصماه
_ أنا قولتلك بلاش أدم وإنت صممتي عليه
بس هاروح أعلمه الأدب دا تييييت تيييت
هبوظله المشروع بتاعه
دهشت ياسمبن من إنفعال عمها فقالت مطيبة الخاطر
_ لا مش لدرجة دي ياعمي هو برضه مش وحش دا أدم غلبان يعني قوله بس متغرش أوى على مراتك خليك فاكك شوية
وخليه يوديني حفلة الشركة أنا نفسي أروح
_ خلاص ماشي بس
برضه هعلمه الأدب
_ ملكش بركة الإ هو ياعمي هو ابنك برضه
_ أنت اللى بنتى وروح قلبي أنت والكتاكيت دوول
ينفع يالوجى بابا يزعل ماما
_ أأاه بابا حبيبي ماما هى اللى بتزعله
_ لوجين !!!
_ خلاص بقي ياحبيبتي متزعليش
فالتفتت اليه وهى تقول
_ هسامحك بشرط توديني الحفلة
_ حفلة !! تقصدي حفلة الشركة
مممم خلاص ماشي من عنيا ياقلبي
وما إن جاء يوم الحفلة قام أدم بأخذ ياسمين وابنائهما الى الحفل
فوضعها فى جناح الخاص بالأطفال فى المناسبات فتضايقت ياسمين وهى تقول له
_ كان لازم أعرف إنك هتعمل كدا يا أدم
_ ثوانى ياحبيبتي مش هتأخر عليك هشوف حاجة هناك ولما الناس تخف شوية هنزلك للحفلة
ذهب أدم وترك ياسمين مع أبنائها فى القسم الخاص بالأطفال فبقت تنظر الى أولادها وهم يلعبون مع الأطفال الأخرين
_العيلة دي شبه بعض كدا ليه
تهتف بها هالة وهى تدخل على ياسمين وممسكة بطفل صغير
فضحكت ياسمين وهى ترى أن حالها لا يختلف عن هالة فهى أيضا تعاني من غيرة نادر عليها فردت عليها ياسمين
_أخيرا شوفتك ياهالة وشوفت الصغنون بتاعكم
_هه عملالى مهتمة أووى ما إنت نستيني خالص
بس إيه رأيك فى الانتاج شكلى صح ?
_شكلك
أووى
_تعرفي ياسين كمان اللى نسخة منك بس مش شخصيتك دي أبدا فيه طبع العند زي أبوه
_أنت هتقولليلي
_صحيح مبروك الإسكارف شكله جميل عليك
_ بجد دا أدم بيتريق عليا ويقولى ياعم عبده
عوزني البس الطرحة وانا بصراحة مش متعودة بتخنق فجبلي دي اتعود عليه الاول
_ ما أنا بقولك عيله شبه بعض بصي خدي بالك من الولد لما أروح الحمام
مالت ياسمين رأسها بايجاب وراقبت هالة وهى تخطو الى دورة المياة بعيناها
فرأت هذا الشخص يأتى اليها وهو يبتسم فدهشت وهى تنظر اليه بعجب
فارتسمت الابتسامة على وجهها تلقائيا فلم تراه منذ سنوات طويلة
_ رامي
_ ياسمين إزيك
مالت ياسمين رأسها بايجاب وهى تنظر اليه والى الطفلة التى بيده
فقال وهو ينظر الى الطفلة التى معه
_ دى حبيبة قلبي ياسمين
فرفعت بصرها اليه بدهشة فأردف
_ بنتي !!
قام رامي بإنزال إبنته لكى تلعب مع الأطفال الأخرين وقال لياسمين
مالك مستغربة كدا كنت فاكرة أنى هفضل سنجل وأبكي عليك
انا أتجوزت قبلك على فكرة بشهر
إبتسمت ياسمين وهى تنظر اليه بفرحه والى إبنته التى تشبهه الى حد كبير و تتذكر ذكراتهما معا
فقالت باسمة بتحفظ
_ شبهك خالص !!
تنهد وهو ينظر الي عيناها فكم إشتاق اليهما والى سماع صوتها الهادئ
_ وحشتيني
تعرفي ياسمين أنا كنت فاكر لما أتجوز هنساكي لكن فشلت
ولو أنت كنت سبتيني فى الواقع فإنتى مسبتنيش فى أحلامي لحظة
أنت كنت أحلا حاجة فى حياتي
كل تلك الكلمات تخرج من قلبه لها لكي تسير الى شفتاه الحزينة
التى أوصدت الباب عليها فهى لم تعد له فأكتفى بقول
ياسمين بنتى أحسن حاجة فى حياتي
المهم أنت عاملة ايه فى حياتك طمنيني
كل نظرة اليها تصرخ داخله بكلمات الإشتياق التى وصلت اليها بعيناه الحزينة التى تلمع بلمعة الدموع البائسة
فشعرت بالألم لأجله فرامي كان شخصا عزيزا عليها جدا شخصا صادقها فى حين أن الجميع كان يكرها ويبتعد عنها استمع اليها ولعب معها وبقي بينهم ذكريات جميلة ووقف بجانبها كثيرا كم تشعر بالإمتنان له كم تشعر أنها كانت محظوظة حقا بالتعرف على شخص مثله
لكن هو فقط صديقا غاليا فقلبها مغمورا بحب أدم فقط
فقالت وهى تبتسم
_ بخير الحمد لله معايا دلوقتى لوجى ووياسين
_ أأه شوفتهم مع أدم
فى تلك اللحظة دخل أدم وهو يهتف بإسمها پغضب
فالتفتت اليه وقد شعرت بالتوتر من زوجها ومن غيرته
فاقترب أدم من ياسمين ويحيط كتفيها وهو
يقول
_ رامي بتعمل ايه هنا
مالت عين رامي الى يد أدم والى كتف ياسمين فتلك أمنيته التى كان ېموت كل ليلة وهو يريد تحقيقها والأن بين يد شخص أخر
_ بحتفل بالمشروع الجديد مع إمام بيه ومعاكم
_ أأأه سمعت انك دخل بكام سهم
فرفعت ياسمين بصرها الى أدم بتعجب فكانت تعتقد أن والد رامي لن يشاركه فى شركته لكن تبين عكس ذلك فسعدت لأجله أكثر
هنا ظهرت فتاة تخطوا إلى جانب رامي حتى دهش كل من ياسمين وأدم فتلك الفتاة بها شبه كبير منها طولها عيناها جسدها الإختلاف بينهما بسيط
_ دى مراتي يهتف بها رامي أمامهما تحت عيونهم المتفاجأة
فى تلك اللحظة ظهرت هالة وخلفها نادر
فقام بالتعرف على بعضهم وجلسوا أمام أطفالهم يتحدثون فى أمور العمل
فاقترب ياسين إبن أدم يخطو الي أبيه وهو ممسك بيد ياسمين إبنة رامي ويقول لوالده أمام الجميع
_ بابا أنا عاوز أتجوز ياسمين
محفوظة لدى