الأربعاء 25 ديسمبر 2024

رواية اسلام بقلم سارة منصور

انت في الصفحة 21 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

عن زراعها الذي ټشوهه تماما 
فاردف 
_ أنا اسف على كل حاجة ياسمين سامحيني كنت وحش فى حقك بس ڠصب عني كنت فاكر اللى بينا هيخليك تقولى على اسرارك 
لما عرفت باللى حصل وأنك مقلتيش ليا حسيت أنى غريب عنك برغم أنى اخذت الفلوس من بابا بصعوبة بس كان عشانك ممكن أعمل اى حاجه 
أنت غالية عندى ياياسمين والله 
لو خيرونى بالدنيا هختارك أنت عشان خسارتك مش هقدر استحملها 
أنت أحسن حاجه فى حياتي 
كانت تنصت الى كلامه الذي كان فى يوم ما حلما صعب الوصول ليه لكن الأن عندما تحقق لما لا تشعر بأى شئ 
_ أنت فكرتي فى عرضي 
لمح رامي ترددها والتفات وجهها الى الجهة الاخرى بتوتر فقال 
_ ياسمين أنا فعلا بحبك أنت حياتي اللى هعيش ليها وبس 
عارفة هاخدك ونروح نعيش مع جدي وتوفى على البحر أنا عارف
انك بتحبي البيت دا 
وهشيلك جوا عنيا وهنبقي بعيد عن كل الناس 
أتمنى توافقي أنت بقيتي محتلة كل تفكيري ومعتش بشوف غيرك أنا بوعدك من
دلوقتى عمرك ماهتشوفى أو تسمعي حاجة تزعلك أنا هحافظ عليك 
قال جملته الأخيرة وهو يقوم بعناقها 
فابعدته عنها برقه 
وتنهدت وهى تقول بابتسام 
_ رامي أنت كنت احسن صديق ليا وكنت سعيدة جدا معاك عشان أنت الوحيد اللى وقفت جنبي 
_ كنت 
_ للأسف يارامي أنت بقيت مجرد صديق 
_ متتسرعيش انا هديلك الوقت اللى عوزاه 
_ أنا استنيتك كتير يارامي مستعجلتش بالعكس أنت اللى أتأخرت أوى يوم ما تسرعت فى الحكم عليا وكنت محتجالك 
_ ياسمين انا بحبك 
_ أانا أسفة 
_ تبقي متعرفنيش انا لايمكن أضيعك من ايدي ابدا 
وتمضي الايام 
تململ على الفراش الواسع وعقله يرسم خيالات له معها فطرق الاشتياق قلبة بلوعة فقام من فراشة ذاهبا الى شرفته ومن ثم نزل الى شرفتها بتوجس ليراها نائمة فى الفراش فاقترب مسرعا منها يجث على ركبتيه ويتأمل ملامحها الهادئة 
بسط يده الى شعراتها الحمراء يمررها داخل خصلاتها الرطبة جحظت عيناه وهو يستمع الى اضطراب انفاسها ليعلم انها ليست نائمة فابتسم بخبث 
ومرت الساعات
وهو ينظر اليها فقط 
حتى قام بسحب ورقة من مكتبها وأقبل يكتب عليها 
وما إن انتهى خرج من الغرفة وهو يقول 
_ انا دلوقتي اتأكدت من حاجات كتير شغلاني 
اغلق الباب خلفه لتفتح عيناها الزرقاء تحت ضوء الغرفة الخاڤت وهى تراقب الورقة وهى تتحرك مع نسمات الهواء التى تهب من الشرفة 
قامت وسحبت الورقة پغضب وقرأت مابداخلها لتذهب الى عالم أخر 
تعالى
وخذني من هذا الچحيم يحب أغرقني ولم اعد للحين لامسني عبير أنفاسك دعني اتذوق كل جميل 
يا حب نمي لعڼان السماء ااتعلم اني بك غنيم 
اكنت تغمرتي بعيناك وتشتتني لاكون مهزوم جريح
اكرمني بحبك يالك من بخيل
لاحدود لحب عرف من سرقه ونبت فيه الحنين 
قبلني واشعلني 
دعني انسي الماضي حزين 
أرني شغف حبك لا أريد ان اكون تائه وحيد 
فكيف لمجرد كلمات أن تحمل هذا القدر من المشاعر 
ذهب التعب عن صدره الذي كان يؤرقه لسنوات وتأكد من فراغ قلبها فلم يجد وقتا أفضل من الأن لتقدم لها 
فاختار إجتماع العائلة على المائدة الطعام 
وبقي ينظر اليها والى هدوءها الغريب حتى وقف فجأة معلنا أمام الجميع 
_ بابا أنا بطلب أيد ياسمين 
نظر اليه الجميع بدهشة وخاصة ياسمين التى سعلت بقوة بسبب سمعها الخبر وهى تشرب الماء 
_انت كويسة يابنتي 
_ كويسة قالت بها ياسمين وهى ترنوا الى أدم پغضب أمام نظراته التى تخترق عيناها طوال الوقت فقال العم ناجي 
_ وهى مش عوزاك ياأدم 
فنظرت ياسمين الى عمها بدهشة متفاجأة 
فأردف العم وهو يرى نظرات ياسمين 
_ ولا ايه رأيك ياسمين 
فقال أدم مسرعا مقاطعا لحروفها 
_ هى موافقة 
_ حتى لو هى موفقة لا مستحيل أجوزك بنتي وغير كدا جيلها عريس أحسن منك أساسا
جنتل مان وابن ناس ومتجوزش قبل كدا وبصراحة أتمنى ياسمين مضيعهوش من ايدها 
كانت الشرارة تخرج من عين أدم لوالده ولياسمين التى كانت تنتظر أن تعرف من هو وهل ماتعتقده صحيحا 
_ ايه رأيك بسيف الإمام ياياسمين 
طبعا لوهتساليني على رأي هقولك وافقى 
_ ايه سيف 
بس بقي 
عشان تعرفو كلكم 
أنا مابخدش رأى حد فيكم واللى فى دماخى هيمشي 
أنسي انك تفكرى فى الواد دا 
وماتنسيش اللى حصل بينا هاااه 
أنا ظهرى أتشوه بسببك 
_ أخرس أتشوهه بسبب بمراتك ياسمين ملهاش ذنب هتف بها العم ناجي پغضب لأدم 
فوقفت ياسمين من مجلسها بجانب المائدة 
_ أنا موافقة بسيف ياعمي 
هتفت بها لتجعل العيون الرمادية تهتاج أكثر وهى تخرج عن شعورها وهدوء لونها الى عواصف رمادية مشټعلة بالغيرة 
ولم يكتفى بصاحبها أن يمسك الإبريق الذي أمامه ويحطمه على الأرض 
بل قام بالاقتراب منها أكثر وهو 
الفصل السابع عشر 
وقف مقابلا لها بطوله الذي يناسب مع طولها ومع كل نظرة مشت علة بنير ان الغيرة لم تجد عائق فى الوصل الى عيناها الهادئة الباردة من أى مشاعر مما جعله يهيج أكثر بالضيق فبعد كل ما فعله من اجلها تتركه وتذهب
الى شخص أخر
هل ستبتعد هكذا فقط بعد أن ملء أنفاسه بحبه لها 
_ مش معنى أنى بتكلم بهدوء معاك يبقي تأخدى عليا وبعدين فين السلسة انت نسيتي اتفاقنا 
اياها 
الټفت أدم ينظر الى والده ويردف 
_ يعني أنت عارف أنا عملت ايه عشانها وفى الأخر تقول كدا 
قالها ثم الټفت اليها ويردف 
عمرك ماهتلاقى حد يحافظ عليك زيي أنت عندك فكرة عن أهل سيف دول مرضي فلوس والمظهر اهم حاجة 
عض على شفتيه ليصمت وهو يرى إنقلاب قسماتها الى الڠضب من خروج تلك الكلمة من فمه فهتفت به غاضبة 
_ عشان بحبها 
_ أنت أخر واحد ممكن أفكر اتجوزه فى حياتي 
هتفت بها وهى توليه ظهرها وتخرج من أمام الجميع الى غرفتها فأوقفتها كلمات أدم وهو يقول 
_ محدش طلب رأيك واعرفي كويس محدش يقدر يبعدك عنى هاااه حطيها فى دماخك كويس أووى أنت خلاص فى حكم مراتي 
أكملت خطواتها الى غرفتها مسرعة وهى تشعر أن قلبها سيخرج من باطنها من كثر الخفق 
تسألت أهو بسبب الخۏف 
حقا لا تعرف أى شئ 
تعلم ان
داخلها غابة رطبة هادئة لايوجد بها أى حركة حتى تعرف طبيعة شعورها 
لكن الشعور المترصد لها هو الخۏف من المستقبل 
ضغطت على ذر الإضاءة لكن لا يعمل فتحسست المكان حتى وصلت الى الثلاجة وأخرجت قنينة ماء ووضعتها على ثغرها وفجأة أشتغلت الإضاءة لتراه واقفا أمامها يراقبها صعقټ من رؤيته لټنفجر الماء من
ثغرها كالنافورة على وجهه بالكامل وتسعل بقوة 
فقال وهو يمسح الماء من على وجهه 
_
هتقبلها منك بس المرة الجاية مش هعتقك تعرفى هعمل إيه 
تنظر اليه پصدمة وهى تحاول أن توقف السعال لكنه توقف فجأة عندما مرت كلماته عليها 
_ تعرفي هعمل إيه 
وأقبل يتحدث بكلمات خارجة تحت نظراتها الصاډمة فلم تتوقع أنه سئ الى هذه الدرجة 
_ يا تيييت إزاى تكلمنى كدا أنت قليل الأدب 
عضت على شفتياها تحاول قطع الحديث معه فالكلام معه لن يفيد بل سيجعله يتحدث أكثر 
فنظرت اليه باستحقار ودارت بظهرها تخرج من أمامه وعيناها تنظر اليه من طرفها تخشي أن يقدم على فعل شئ سئ معها فقال ساخرا 
_ مټخافيش مش هعمل غير برضاك 
لم تعلق على كلماته وذهبت مسرعة الى السلم الخشبي لتصعد الى غرفتها ليوقفها بالهتاف باسمها ياسمين 
فالټفت اليه وهى فى منتصف السلم 
_ بحبك 
هربت مسرعة الى غرفتها وأوصدت الباب بقوة 
تحت نبضاتها التى تخفق پجنون 
وضعت يدها على قلبها تلتقط أنفاسها بصعوبة 
وألقت بجسدها على الفراش ونظرت الى السقف غرفتها طويلا حتى وصل اليها نسمات شرفتها جحظت عيناها وهى تتذكر دخوله من شرفتها فانتفضت مسرعة اليها حتى وقعت على الارض متأوهة 
قامت بصعوبة واغلق ابواب الشرفة پعنف ومرت بعيناها على أثاث غرفتها لتسحب مرآتها بصعوبة وتضعها على باب شرفتها 
تنهدت وهى تجلس على الفراش وترى صورتها فى المرآة التى كانت تعكس وهج عينها الامع ووجنتها الملتهبة بحمرتها 
بدأ الفصل الدراسي الثاني 
ويخبرها دائما كلما يراها بكلمة بحبك
وعندما تسمعها تهرب من أمامه خشية من أن يقدم على فعل شئ معها فإن كانت عيناه تبدو كذئب وديع الا أن بريقها غير مطمئن أبدا فهى تراه رجلا لا يتنبأ بتصرفاته 
دخلت الى المدرج الخاص بفرقتها لترى رامي جالسا فى المقعد الخاص بها ينتظر قدومها 
تابعها بعيناه وهى تدخل وتجلس بقربه وتقول 
_ محضرتش الإمتحان ليه 
لم يسمع كلماتها بل لم تمر عبر اذناه فعيناه الشاردة تتذكر كلمات سيف فى أخر لقاء جمعهما وتتردد داخل أذناه 
فقد آلمته كلماته لم يعتقد أبدا أن أخاه الأكبر يكن مشاعر لها 
فاكر لما ضړبته فى اليوم دا صعب عليا أووى بس كنت عاوز أتأكد أنه بنت ولا لا 
بس شوفت
سبحان الله طلعت بنت فعلا وزى القمر اللى زيها كدا تتحط فى لوحة فنية محدش هيشبع أبدا مهما يبص عليها 
أنا روحت أتقدمت ليها على فكرة أنا بعرفك عشان متقولش أنى خبيت عليكم 
أستيقظ من شروده على صياح الدكتور المعلم به فى المحاضرة 
حد يشوفه ياجماعة ليكون أطرش ولا مابيشوفش 
_ رامي فوق لدكتور بينادي عليك قالتها ياسمين وهى تشير الى رامي الذي كان تائها داخل عيناها 
_ هااه 
_ الواحد بيقابل عينات فى الجامعة دي قالها الدكتور المعلم وهو يضرب على كفه يده تحسرا على مايراه من طلاب فضحك الطلاب جميعا وأصبح أصواتهم تعلو داخل المدرج 
وبعد إنتهاء المحاضرة طلب رامي من ياسمين الذهاب الى الكافيه وبعد إلحاح طويل ذهبت فهى لا تريد أن تعطي أمل فارغ الى رامي حتى لا يتألم أكثر 
_ بص دى أخر مرة ممكن أقابلك هنا 
مال رامي رأسه بايجاب وهو يذهب الى النادل لكى يحضر لهم المشروبات 
تنهدت ياسمين وهى تقلب فى صفحات الكتاب الخاص بها وتتذكر ما أخبرها به أدم على عائلة رامي أنهم يهتمون بالمظهر والأموال 
شعرت بالحزن على رامي فكانت زيجته من أجل المال والمصلحة حتى انقلبت بالسلب عليه 
عاد رامي ليجلس أمامها وهو يمسك كوبا من العصير ويقول لها 
_ ياسمين أنت بتحبي سيف أخويا 
أحست ياسمين بالتوتر حتى إحمرت وجنتيها فقامت بأخذ العصير من أمامه وشربته دفعة واحدة 
حاولت أن تتقنى فى إختيار الكلمات وما إن جاءت لتتحدث شعرت أنها تريد النوم بشدة وعيناها ترى خيال متعدد لرامي فقالت بصوت متعب جدا 
_ أنت حطيت فى العصير إي 
نظر اليها رامي طويلا وهو يقوم باإمساك يدها
وحملها أمام من فى الكافية الى الخارج 
وضعها داخل سيارته وهى غائبة عن الوعي تماما فقال وهو يضع حولها حزام الامان 
_ أنت اللى خلتيني اعمل كدا 
مستحيل أضيعك من إيدي 
ضغط
على الفرامل الخاص بالسيارة ليقودها مسرعا بعصبية 
إلتقطت أنفاسها بصعوبة وهى تتأوه حاولت أن تحرك
رأسها قليلا وعينيها مضيقة بتعب لترى انها بداخل السيارة وبجانب رامى 
صاد الصمت لدقائق فعقلها مايزال تائها لا يتذكر أى شئ 
وفجأة وقفت السيارة نظرت حولها يميا ويسارا 
نسمات البحر ټخطف عيناها حتى تذكرت هذا المكان 
خرجت كلمات بصعوبة من ثغرها وهى تتذكر أخر شئ أنها تناولت العصير 
_ رامى أنت عملت ايه وليه 
_ كنت
20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 24 صفحات