الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

رواية اسلام بقلم سارة منصور

انت في الصفحة 18 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

هقدر أخدها فياريت بلاش 
تابع سيف وهج عيناها الزرقاء فأغمض عيناه بحركة ظهرت لها كموافقة على كلامها ولم تعلم أنه ضائع بالتشتت أمام سحرها الخلاب 
_ هاه أكيد أدم كان هناك بيشترى للبني الحرمية طرحة قالتها ياسمين پغضب وهى تنام بغرفتها وتكز على أسنانها وهى تفكر كيف تأخذ من لبني المال حتى دار النوم داخل عيناها بغباره 
وفى الصباح الباكر 
أختارت أن تأتى اليها الحاجات فى ميعاد لا يكون به أحد بالمنزل وتكون هالة معها فقط وقامت بإخبار العم عبده بأن تلك الاشياء تخص هالة صديقتها 
وبالفعل قامت هالة بأخذ بعض الاشياء معها وهى ذاهبة 
وعند الذهاب الى الجامعة فى اليوم التالي رأت رامي ينتظرها فى مقعدها الدائم طوال المحاضرة يمهس اليها بكلمات متقطعة تصل اليها بوضوح ويعطي اليها ورقة بها عدة طيات فرانت الى يده لتراها فارغة من خاتم زواجه الماسي 
وبعد المحاضرة تنهدت وهى تقرأ المكتوب بها لترى عنوانا وانها يجب أن تذهب اليه الان 
ركبت سيارة أجرة لتصل الى العنوان لتراه
واقفا فى الاسفل المبني ينتظرها 
_ أنت مچنون عاوز تدخلنى شقة أذكرلك فيها أنت فاكر أنى معرفش نيتك السودة 
_ قولتلك قبل كدا أنك أخر واحد ممكن ابصلك 
تابع رامي نظراتها الغاضبة فقال مصححا لكلامه 
_ مش قصدي حاجه يامهندسة وبعيدين دى مش شقة دا كافيه مفتوح على السطح 
زفرت ياسمين بقوة وهى تنظر الى المبني ولمحت لافتة الكافية وقالت 
_ خلينا نخلص أنا لازم أروح بعد شوية 
وبعد أن صعدت ياسمين الى سطح ذلك المبني رأت أن الكافيه يملك منظرا خلابا من ارتفاعه الشاهق ورائحة رياحه العطرة التى تشرح الصدور ومنظر الشمس الغائبة تحت السحب الخفيفة 
ذكرت ياسمين القواعد الخاص بالمادة المتيسرة له وكلما تشرح لا ينتبه الى إشارة يدها فقط ينظر ا الى عيناها الناعمة تحت ضوء الشمس البرتقالية 
فقام من مجلسه الذي هو أمامها وجلس بقربها متحججا 
_ عشان أفهم أنت بتقولى ايه كملى كملى 
فتنهدت ياسمين تريد ان تنتهى من شرح المادة له خاصة أن الامتحان على الابواب 
فقال رامي مقاطعا لها وهو يضع يده على وجنتيه 
_ بتعملى شنبك بإيه ولا حلاقة 
زفرت ياسمين بقوة منه ومن جراءته وما إن جاءت لتسبه لفظيا رأت أن عيناه متسلطة على شفتاها فشعرت بالتوتر وقامت باخراج مرآة صغيرة من حقيبتها تنظر الى وجهها 
_ مش مفروض أنك بنت بقي تعملى زي الستات بلاش الحلاقة عشان الزرع نبت قبل أوانه 
فقالت ياسمين بدون وعى 
_ مستحيل 
عضت على شفتيها بسبب هروب الكلمة من فمها
فذهبت الى الحمام وعلى وجهها العبوس 
وعندما عادت اليه 
لم يتوقف رامي عن الضحك وهو يشير الي شفتاها 
_ روحتي حلقتيه هاهاها مش قادر بجد مضحكتش كدا من زمان يا اسلام 
أحم أحم أقصد ياسمين 
لم تعيره ياسمين أى أنتباه وأقبلت تتحدث عن المادة والأرقام وتقوم بعرض الاسئلة عليه وتنتظر إجابته بالرقم الناتج فظل صامت يتفقد عيناها 
فاجابت هى بالرقم الناتج فقال مقاطعا 
_دا رقم بتاعتك صح هو السلكون دا عبارة عن ايه بيبقي طبيعي 
_ مشفتش فى بجاحتك وقلة أدبك ياأخى أنا بجد عاوزة أعرف أنت دخلت هندسة أزاى 
_ أبويا اللى حكم عليا ان ادخلها أنا كان نفسي أدخل فنون جميلة تعرف انى مدخلتش امتحان الثانوى اصلا 
شعرت ياسمين بالشفقة عليه وقد تذكرت كلماته بشأن والده وعلى شدته معه فقالت بسخرية 
_ تستاهل أحسن 
_ ياسمين 
هتف بها رامي لتنظر اليه ياسمين متفاجأة بأنه نطق اسمها لأول مرة بتلك الطريقة الرطبة 
فأردف رامي 
_ فاكرة لما شدتيني من قدام العربية فاكرة 
بقولك 
هحس بايه أنك بنت فعلا ولا ولد أنا عندى فضول 
همس بها بالقرب من أذناها لتقف پغضب وتقول 
_ أنت هتفضل تييييت كدا طول عمرك مش هتتغير بقي 
أرحم نفسك 
قالتها ومن ثم خرجت من أمامه مسرعة وعيناه تنظر اليها بغرابة 
طل القمر بدرا برياح الخريف التى تعشقها أنفها جلست فى شرفتها تتابع النجوم وتترك الرياح تحتضن وجنتيها الحمراء ترطبها بنسماتها 
سمعت هتاف العم عبده وهو يشير اليها من فناء المنزل لترى أن الساعي أتى اليها بصندوق لكن أقل حجما من المرات السابقة 
ذهبت اليه مسرعة واقبلت تتفقد محتوي هذ الصندوق وهى تحدث نفسها 
_ أنا مش قولت ياسيف متجبليش حاجة
انا بدات أحس انى تقيله عليك 
فتحت الصندوق وهى تمرر يدها داخله لترى زهور حمراء تترك اثر بالحمرة على يدها كلما ټلمسها 
وتملك رائحة لعطر تعرفه جيدا 
_ لو مكنش بس عليه العطر دا 
جحظت عيناها وهى تنظر الي ذلك الشال الشيفون الابيض المخطط بلون الاسود فقد كان بيد ادم عندما رأته وهو واقفا داخل هذا المحل 
يعني يوم ماتجبلي ياسيف طرحة تبقي شبه اللى فى ايد التيييت أفففف مكنتش عاوزة افتكرهم 
قالتها وهى تتنهد ومن ثم أدخلت يدها بعمق داخل الصندوق لترى جوابا وعلبة حمراء صغيرة 
دخلت الى شرفتها وفتحت الجواب وبدأت تقرأ كل حرف حتى توقفت شفتاها عن التحدث وأخذ القلب مهمة سرد باقى الكلمات 
الا يمكنك أن تعطيني حبك وتمحي دموعى وتعطيني الحنان لا تجعلنى أراه صعب المنال وارجوك لا تتركني بحيرتي غرقان رغم كل شئ أحببتك من أعماق قلبي والوجدان 
أحبت
أن أكون أسيرك الوحيد أغزو قلبك الولهان حقا 
عشقت عبير أنفاسك وعلقت فى غابات الشتان أنقذني وأشفق على حبي الذي بات تائه فى الاركان 
ضمنى وأكسو ضلوعى وتصدق علي فحبي لك غلبان ولن يغني إلا بعطفك وأنت بقربي فأنت الذهب وقلبك المرجان 
وما فى اليد حيلة فقلبي جائع يلح بطل المزيد فكن منان 
ضمنى 
ضمنى 
ولا تعتق حبي أبدا حتى أكون سجين لديك فلا حرية ولا حياة بدونك 
شعرت بقلبها ينبض پجنون كأنه يوافق على كل حرف مكتوب يتمني لو تلك الكلمات تكون له حقا حتى لو بقي الكاتب مجهولا فمذاق الكلمات تفيح داخل قلبها بمشاعر صاحبها 
وما إن اقبلت تكمل قراءة الرسالة وقعت عيناها على العلبة الحمراء الصغيرة فاستيقظ فضولها و قامت بفتحها مسرعة لترى سلسة ذهبية تحمل قلبا مستديرا بشكل راقي يسحر العين حاولت أن تفتح القلب لكن لم تعرف فارتدتها وذهبت الى المرآة حتى تراها 
هنا سمعت صوت طرق الباب فذهبت تفتح الباب وهى تزفر بشدة عندما وصل اليها صوت أدم 
_ نعم !!
هتفت بها ياسمين وهى تفتح الباب وتجعله مواربا وتنظر اليه 
فقام أدم بسحبها من يدها وينظر اليها عن قرب متفحصا 
_ تتجوزيني 
الفصل الخامس عشر
صاد الصمت بينهما للحظة لاتعلم ما يحدث أمامها أهو حقيقة أم خيال يخيل إليها أنه حلما صعب التصديق بل كابوس كريه 
قطع الصمت بنبضاته العاشقة يريد أن يستشفى آلامه بنبضاتها ولم يعلم أن الإستشفاء القلبي لا يأتى من نبضات متفاجأة كاره 
_ عمرك ماهتندمي على إختيارك يا ياسمين 
_ تتجوزيني 
مرت
تلك الكلمة على أذناها لتصعق قلبها بالكهرباء فتسللت القوة داخل زراعيها لتدفعه بضيق وعلى قسماتها الغيظ 
فهتفت وهى تلهث إثر قلة الهواء فى رئتيها 
_ تي إيه ! أنت بتعمل فيا كدا ليه مش خاېف من ربنا إرحمني وإبعد عنى خليني أعيش حياتي بدون مشاكل 
كان ينصت وعلائم الدهشة ترتسم على شفتاه الصامتة وعلى عيناه التى مالت الى الحزن فقد توقع ان تشعر بما أوصله من دفئ مشاعره لها فى قلمه فقال 
_ يعني ايه بترفضيني ياسمين بعد كل اللى عملته عشانك 
_ عملت ايه غير أنك تتنمر عليا أنت والتيييت مراتك 
_ طب لبستى السلسلة ليه 
رفعت بصرها اليه بدهشة فكيف له أن ينسب اليه هذا السؤال فقالت 
_ وأنت مالك 
_ أسمعي الكلمة دى لأن مش
هكررها تانى 
تنهيدة حارة 
أنا بحبك ياسمين 
شهر بالظبط وهتكونى مراتي وهعتبر لبسك لسلسلة موافقة 
انا عارف كويس أووى أنك بتحبيني وبتموتى فيا فحركات التقل بتاعتك دى مش هتنفع معايا 
السلسة دى لو أتقلعت يبقي أنت بتسرعي فى معاد جوازنا ودا هيكون من حظي عشان معتش قادر وتعبااااان 
كانت الكلمات تلقى الى مسامعها كالقذيفة المشټعلة ټنفجر داخل أذناها وكلما تنصدم بكلمة تأتى الكلمة الأخرى لتصعقها أكثر 
فبقت كالحمقاء تنصت إليه بعيون جاحظة وفكها السفلي يتدلى لأسفل 
دخلت الى غرفتها مسرعة تبحث عن الرسائل فعقلها هائم مشتت بكلماته التى تتعارض مع اعتقادها بأن سيف من كان يرسل اليها الهدايا 
وعندما وجدت الرسالة هرعت اليها لتفتحها وتكمل باقي الكلمات 
تلك السلسة وضعت بها قلبي ليكون قريب من نبضاتك فهل لزهرة الياسمين أن تقبل بي 
لو لبستي السلسة هعتبرها موافقة أنك تكونى شريكة حياتي يا ياسمين أتمنى متكسريش قلبي اللى بيحبك وبينبض ليك إنت بس 
من عاشق الياسمين أدم 
وعندما إنتهت من قراءة الرسالة قامت بإطلاق صيحة غاضبة وكزت على اسنانها وهى تقول 
_ أدم ياتيييييت أنا عارفه أنت بتعمل كل دا ليه عاوز تخليني تحت رحمتك مش هخليك أبدا تنتصر عليا 
لذا قد وجدت راحة فى
إرتدءها 
تضايقت من نفسها كثيرا وهى ترى أن عقلها يستنتج لها أنه
كان جيد فى اختياراته فى تلك اللحظة تذكرت الملابس الداخلية فخرج شهقة من ثغرها وهى تقوم بتصفحها مرة أخرى وتنظر اليهم عن قرب 
_ يعني أدم التييييت هو اللى كان جيبهم 
طبعا عرف مقاسي لما كشفنى يوميها 
بكرهك 
أنا بجد مش طايقه نفسي وأنا لبساهم 
ذهبت الى فراشها مرة أخرى وهى تشعر بالتعب ولم تتوقف عن التملل فى الفراش يمينا ويسارا وعقلها يذكرها بكلماته الشاعرية التى كان يبعثها لها فى الرسائل فبقت ضحېة التفكير طوال الليل ولم تغمض عيناها 
_ مطلعتش سهل يا أدم فيك خبث مش فى حد 
وفى اليوم التالى 
بعث العم ناجى العم عبده إلى ياسمين يخبرها أن تأتى لكى تتناول الفطور معهم فكان أول تجمع للعائلة على طاولة الطعام 
وافقت ياسمين على الذهاب لكى تشغل عقلها قليلا عن التفكير إعتقدت أن أدم فى ذلك الوقت نائما بجانب زوجته وبالفعل لم يكن على الطاولة سوي العم ناجى وزوجته وإبناه الاثنان الأخرين 
ومع أول لقمة تضعها فى فمها قال لها العم ناجي 
_ ياسمين طبعا أنت تعرفي نادر ابني الكبير 
_ أأه عرفاه قالتها وهى تميل برأسها مرحبة به فقال العم ناجي مردفا 
_ نادر متخرج من جامعة أمريكية فى قسم الطب نفسي 
مالت ياسمين رأسها بايجاب له 
وعند رفعت أول لقمة لتتناولها ظهر أدم يخطوا الى الكرسي المقابل لطاولة ولم تتحرك عيناه عنها وهو يبتسم 
فلمحت أنها لا ترتدي السلسة فشعرت بالتوتر لأنها تعرف أن أدم رجلا لا يتنبأ بتصرفاته 
فحاولت أن تظهر أنها طبيعية وتخفى التوتر بتناولها المفرط فى الطعام 
_ أدم مامتك قابلتك هتفت بها زوجة العم الدكتور ريهام 
فانتبه لها الجميع وإلى إنقلاب قسمات أدم وهو يقول 
_ مشفتهاش من سنين تقريبا ليه 
_ شفتها فى المطار هى وجوزها وإحنا جين 
ظهر الحزن على
وجهه أدم ولم يكن الوحيد فقد كان العم ناجي به نظرة حنين الى الماضي جعلت ملامحه الهادئة تلين 
وبقى الصمت على طاولة الطعام وكانت ياسمين الوحيدة التى تتناول الطعام بشهية كبيرة ولايعلم أحد أنها تخفى مابها من توتر 
وما إن إنتهت من تناول الطعام ذهبت مسرعة
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 24 صفحات