الإثنين 25 نوفمبر 2024

روابه المطارد

انت في الصفحة 25 من 73 صفحات

موقع أيام نيوز


على الدلوف اليه وتوجهت مباشرة الى داخل المنزل تهتف باسم والدتها التي ردت عليها من داخل المطبح  
تعالي يايمنى انا هنا يابنتي 
وصلت اليها تلقي التحية وتشاكسها كالعادة 
مساء الفل على احلى ست الكل عاملة آيه ياست ابوها 
رفعت نجية حاجبيها بدهشة مشوبة بالسعادة بعد أن ذكرتها ابنتها بالأسم المحبب على قلبها وهي تقلب في الإناء الموضوع أمامها على الموقد فقالت 

وه وه يايمنى دا انت باين الغزالة رايقة معاكي مدام جاية تفكريني باسم الدلع اللي كان يناديني بيه ابويا  
تبسمت يمنى بتصنع كما مازحتها بتصنع كي تداري ما تشعر به من قلق وسألتها 
بتحبي انت قوي الأسم ده ياما
ومين ماتحبش دلع ابوها يابتي بس اه الله يرحمك يابوي ويبش بش الطوبة اللي تحت راسك 
قالت نجية بتأثر واضح على ملامح وجهها الشاردة قبل إن تستفيق عائدة لابنتها تسألها
هو انت إيه اللي رجعك بدري النهاردة كدة مش عوايدك يعني 
ارتبكت قليلا قبل أن تتماسك في الرد 
ولا حاجة اصل الحركة كانت خفيفة في الوحدة فقولت اروح احسن 
خفيفة كيف والنهاردة التلات يوم تطعيم الأطفال في الوحدة
سألتها بتشكك زاد من توترها وجعلها تتلعثم قليلا قبل ان تخرج جملة مفيدة
ااا  ياما انا كنت مصدعة وماكنش فيا دماغ لتطعيم اطفال ولا ۏجع قلب 
طب وما تقولي انك مصدعة من الأول هو انا كنت هاحاسبك يعني
توقفت قليلا صامتة بعد أن أحرجتها والدتها بكلماتها وخرج صوتها اخيرا بخجل
اهو اللي حصل بقى اتلخبطت 
قالت نجية بمغزى 
سلامتك من الصداع واللخبطة يايمنى ربنا يصلح حالك 
شددت على كلماتها الاخيرة وهى تنظر لابنتها التي ادعت عدم الفهم وسألتها
أبويا واخويا محمد يعني مش شايفاهم هما راحوا فين 
ابوكي واخوكي شغالين في الجنينة جوا بيعزقوا في حوض الخضار 
اومأت برأسها وهي ترتد للخلف لتخرج تكبح السؤال الملح عنه بصعوبة ولكنها أجفلت على هتاف والدتها فور ان استدارت 
صح يايمنى اما اقولك الجدع اللي جوا ده مارديش يفطر النهاردة وكان مصر ياخد العلاج على بطن فاضية بس انا مارديتش اتبعه في جنانه 
الټفت اليها تسألها بقلق
كيف يعني على بطن فاضية هو عايز يضر نفسه ولا إيه
والله ما انا عارفة يابنتي إيه اللي جراله وخلاه مقلوبكدة دا الكلمة بيطلعها بالعافية باين يونس شد عليه بكلام واعر ماتحملوش 
ردت يمنى على كلماتها بجزع 
عمي يونس كان عنده جوا ودا ايه اللي دخلوا أساسا 
ارتفعت كتفاها وانخفضت بقلة حيلة
والله ما اعرف يابتي أهو فجأة كدة لقيته داخل على اؤضته يفتحها ويدخل عنده من غير استئذان 
                           
وبداخل الغرفة وامام النافذة الخشبية المفتوحة على مصراعيها من وقت ان فتحها يونس قبل أن يوقظه ويتحدث معه لقد استطاع للمرة الثانية ان يتحامل على قدميه والام رأسه حتى يصل اليها ويجلس أمامها يتنفس الهواء النقي من الخضرة والأشجار المزروعة بهذه الحديقة المتواضعة بمساحتها الصغيرة وانواع الخضروات واشجار الفاكهة محدقا بسالم وابنه محمد الصغير وهم يعملون في الأرض بكل جد ونشاط ابتسم من قلبه وهو يرى محمد المشاكس الصغير وهو يقلد أبيه في كل خطوة يقوم بها حتى في وقفته والأفعال الصغيرة له مااروعه من مشهد قد لا يشعر به سالم في ظل انغماسه طوال الوقت في الكد في العمل ومشاغل الحياة هو نفسه لو مر أمامه هذا المشهد منذ سنوات أمامه لم يكن يراه بهذا الجمال بل لم يكن يراه من الأساس مع هذا الثراء الفاحش والحياة المرفهة التي كان يعيشها فنحن لا نشعر بقيمة الأشياء والمعنى الحقيقي للحياة
سوى عندما نتعرض للضغط الشديد أوالقسوة والخېانة من اقرب الأشخاص 
انتبه على طرق خفيف على باب فعلم من الطارق هتف عليها لتدخل وحينما دلفت بطلتها التي تثير بقلبه الراحة والسعادة رفرف قلبه بين اضلعه مع رؤيته لنسمات الهواء التي ضړبت وجهها وطيرت طرف حاجبها بلمسة ساحرة فلم ينتبه لما تقوله حتى كررت بصوت اعلى
بقولك عامل ايه النهاردة مابترودش ليه 
اجفل من شرده ليعود لواقعه ثم اشاح بوجهه نحو النافذة مرددا بصوت خاڤت
الحمد لله كويس متشكر
انتبهت يمنى على نبرته الحزينة والخالية من العبث كعادته في الحديث معها فقالت 
امي قالتلي انك مارديتش تفطر وكنت عايز تشرب علاجك على معدة خالية ودا مضر 
ظل صامتا ولم يرد اردفت هي 
هو عمي يونس قالك إيه بالظبط وخلاك تزعل بالشكل ده معلش هو عصبي شوية وكلامه كمان شديد زيه 
عمك معاه حق يايمنى  
اجفلتها كلماته ونظرت اليه باستفسار وعدم فهم فتابع 
عمك راجل بيدافع عن ابوكي وبناته بدافع الأخوة المشكلة فيا انا وفي المصېبة اللي وقعت فيها وبعدها جرت كل البلاوي اللي وقعت فوق راسي وكله كان بسبب غبائي
 
قطبت بحيرة تسأله
غباء ايه ده اللي يوقعك في المصاېب والبلاوي  
أطرق برأسه لحظات قبل أن يجيبها 
ممكن يايمنى تكلمي عمي سالم وتقوليه اني عايزه في موضوع ضروري 
اومات له بالإيجاب وقالت
تمام هاقوله بس انت لازم تاكل دلوقت عشان علاجك ماينفعش يتأخر أكتر من كدة 
حدق بها صامتا لبعض اللحظات قبل أن يسألها
هو انت
 

24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 73 صفحات