رواية جوازة ابريل بقلمي نورهان محسن
.. خلينا نروح نشوف محل تاني
التفتوا ليخرجوا من المتجر معا ليرن هاتف أبريل بنغمة أجنبية فأخرجته من جيب بنطالها الزيتي لتنظر إلى الشاشة المضيئة وهى تتمتم بصوت خاڤت دي ريهام بتتصل!!
أحاطت رضوى بكتف إبريل من الجانب وهي تدنو برأسها لتهمس بقلق لا تكون ريهام اختك عايزة العربية وهتخلينا نروح في ميكروباص
دفعت ابريل ذراع الأخرى بنفاذ صبر عن كتفها وعلقت متذمرة اتهدي بقي !! خليني اعرف ارد يا نقاقة
جاءها صوت ريهام من الجانب الآخر تسألها بنبرة هادئة ايه يا حبيبتي .. بتعملوا ايه !! خلصتوا
تنهدت أبريل ببطء وقالت بنبرة شبه منهكة ممزوجة بالمرح لا والله لسه .. لفينا كتير جدا .. لدرجة ان يوسف لازق دلوقتي ع الكرسي الكافيه بتاع المول مش راضي يقوم .. ف سبناه انا والبنات وبنلفلف نتفرج
شاركتها ابريل الضحك لتغمغم بتأكيد اه والله
تحدثت ريهام بنبرة لطيفة معلش ماتزعليش مني عشان مجتش معاكي يا عمري
ردت ابريل متفهمة هو بجد كان نفسي تيجي .. عشان تختاري معايا لأن ذوقك علي طول جميل وبيعجبني جدا .. بس عارفة انك مشغولة في الاتيليه .. ربنا يكون في عونك
تمتمت أبريل بنبرة محرجة مليئة بالامتنان لأختها التي لم تقصر معها في شيء لكنها تفضل دائما التحجيم من عمق العلاقة بينهما ربما لأنها لم يتربوا مع بعضهم البعض أو لأنها لا تريد من أحد أن يفعل معها شيئا من باب الشفقة والتعاطف فكانت تخلق مساحة آمنة بينها وبين الآخرين لتحمي نفسها من الصدمات والمواقف المحرجة مش عارفة اقولك ايه .. شكرا يا ريهام تعباكي معايا
أجابتها ابريل مبتسمة بصدق انتي كمان والله
زفرت ريهام الهواء بقوة وقالت بهدوء طيب اذا عوزتي حاجة اتصلي عليا اوكي!!
همهمت ابريل بالموافقة ثم قالت ابريل بسؤال تمام .. انتي وصلتي البيت بالسلامة!
أنهت ابريل المكالمة الهاتفية معها وهي تبتسم ابتسامة واسعة بإبتهاج يغمر قلبها باهتمام أختها بها ثم ذهبت لتنضم لأصدقائها مرة أخرى.
بقلم نورهان محسن
فى ذات الوقت
فى سيارة ياسر
يجلس ياسر ينقر بأصابعه على عجلة المقود منتظرا فتح إشارة المرور ليقول بضجر جلى وبجانبه يارا يبدو عليها أنها شاردة التفكير زمانهم وصلوا قبلنا علي المطعم .. بجد الزحمة دي بقت حاجة لا تطاق!!
خرجت تنهيدة خاڤتة من فمها أعقبها ردها الهادئ وهي تحدق خارج النافذة ولا حد .. مفيش!!
مط ياسر شفتيه بعدم اقتناع من ردها وعلق بجدية يشوبها الحيرة مالك بجد !! ولا خلاص بقيتي تخبي عليا!
أدارت يارا وجهها إليه واتسعت عيناها في نفس الوقت مع هز رأسها بالنفي وإجابته بتعجب من امتي بخبي حاجة عنك يا ياسر!
عاود ياسر ليسألها بإلحاح اومال مالك كدا متوترة .. ومابتتكلميش معايا مش زي عوايدك !!
هزت يارا كتفيها للأعلى ثم للأسفل وشبكت أصابعها ببعضها وتمتمت بإفصاح متعمد مفيش حاجة .. كل الحكاية بفكر هعمل ايه يوم خطوبتك!!
أدار ياسر المحرك وانطلق بالسيارة عندما فتحت الإشارة وهو يستفسر بغير فهم تعملي ايه في ايه!!
تمتمت يارا بنبرة متوترة أتقنتها ببراعة بصراحة شايلة هم اليوم دا .. انت عارفني مابحبش اكون وسط ناس معرفهاش .. ببقي متوترة ومش مرتاحة!!
استفهم ياسر بغرابة شديدة ايه اللي بتقوليه دا بس يا يارا !! ما انا هبقي موجود معاكي يا بنتي..
أشاحت نظرها عنه وهى ترسم علامات الضيق على وجهها بمهارة وزمت شفتيها لتقول بغير إقتناع معايا ايه بس يا ياسر!! دي ليلة خطوبتك وطبيعي هتبقي مشغول ومتشتت في مية حاجة وحاجة .. وانا هحس اني لوحدي وسطهم..
بدت علامات الدهشة على ملامحه لما قالته وكان ينظر إليها بين الحين والآخر بعينين ضيقتين لينهي قولها بنبرة معارضة مليئة بالثقة لوحدك ايه انتي هب..لة يا