رواية جوازة ابريل بقلمي نورهان محسن
المشاعر التي تحاول تجنبها سواء في اليقظة أو في الحلم.
حاولت أبريل أن تبتسم لكنها فشلت فمسحت رأس عمر بحنان وهمست بصوت متهدج ولا حاجة يا حبيبي .. الحمدلله انكو صحتوني
ظل الطفل الصغير يحدق بها لعدة لحظات قبل أن ينهض من جانبها ويقفز على الأرض ثم يخرج من الغرفة دون أن ينطق بكلمة واحدة بينما اقترب منها يوسف يربت على وجهها الأبيض الذي أصبح أكثر شحوبا ثم جلس مقابلها على حافة السرير مستفهما بقلق حائر مالك يا حبيبتي .. شوفتي ايه!
تنهدت أبريل بتعب وهى تضع يديها فوق وجهها بينما كان يوسف يتفحصها لبضع ثوان قبل أن يحني جسده للأمام ويمد يده نحو الطاولة ويلتقط جهاز الاستنشاق ويقول بنبرة هادئة خلاص اهدي وخدي نفسك .. وخدي دواكي!!
نظر يوسف إليها لثواني بعين الريبة معتدلا في جلوسه وأومأ برأسه على مضض ثم ربت على ركبتها وسألها مكررا بفضول طيب .. شوفتي ايه
أدارت ابريل عينيها فى أرجاء الغرفة وهي تفكر في سؤاله عبثت دقات القلق بقلبها النابض بقوة من ذلك الشعور الس يء الذي كان ينتابها أثناء نومها لتقوله بنبرة مشتتة تحاول أن تشرح له مش فاكرة .. بس هو جوا الحلم حسيت ان بتخنق كأن روحي كانت بتتسحب مني .. بس دلوقتي تمام
ابتلعت أبريل الماء بسرعة ثم قالت بنبرة حملت توسلا خاڤتا لا يخلو من الاعترا ض لا يا يوسف ماينفعش نأجل عشان خاطري .. ورايا الف حاجة هتتعمل انهاردة .. وحاجات كتير محتاجة اشتريها .. دا غير بروفة الفستان كمان
همت أبريل أن تجيبه لكن قاطعها دلوف سلمى إلى الغرفة وهى تنظر إلى أبريل قائلة بابتسامة هادئة صباح الورد
أنهى يوسف كلامه بغمزة فتجعدت ملامح سلمى بالعبوس وهتفت بضجر بطل رخا مة علي الصبح
دحرجت سلمى نظراتها نحو ابريل ثم سألت بجدية عمر قالي انك تعبانة يا ابريل حاسة بإيه يا حبيبتي!
اعتدلت أبريل بظهرها على السرير بسرعة وقالت بنفي هادئ ابدا ولا حاجة يا سوما انا كويسة و..
حدجته أبريل بإ ستنكار ثم وخز ته في خصره فقفز إلى الأمام كاتما ضحكته بصعوبة لتهمس بغيظ يا فتا ن
عقدت سلمى بين حاجبيها وهى تحدق بها ثم هتفت مؤيدة ليوسف عنده حق شكلك باين عليه التعب يا حبيبتي اجليها ليوم تاني احسن
ملامح الانز عاج ارتسمت على وجهها من هذا الإصرار في حديثهما وعدم تصديقهما لها فهي بالفعل تشعر أنها بخير لترد بجدية ممتزجة بالعناد بس انا حاسة اني تمام والله .. ومش هينفع أأجل مصطفي بعد كام يوم راجع من السفر و مفيش وقت معايا لازم اجيب اللي ناقصني قبل مايرجع
حدجها يوسف بيأس من عنا دها فهي تستمع دائما لصوت عقلها فقط لذلك كف عن مجاد لتها.
أما سلمى فتوقعت ردة فعلها ورغم حنقها من تلك العنيدة صعبة المراس التي تمقت كل صفاتها المتمر..دة إلا أنها ابتسمت في داخلها برضا على حماسها وهذا سيؤدي إلى نجاح خطتها وأيضا سيكون الجميع قد وصل إلى مبتغاه فمن ناحية سيتزوجها مصطفى كما يرغب مع أنها لم تكن ترى فيها شيئا يستحق كل هذا الانجذاب منه نحوها لكن من الواضح أن إبريل تشعر باللهفة والإستعجال مثله على إتمام تلك الزيجة وهذا مبشرا بالخير لأنها سوف تتخلص من إقامتها معهم فى البيت من ناحية أخرى ستعمل على تطوير فندقها بدخول مصطفى شريكا فيه وهذا ما تطمح له منذ وقت كبير.
طردت سلمى تلك الأفكار من ذهنها سريعا لتميل رأسها إلى الجانب وكأنها تقلب الكلمات في عقلها بحثا عن حل مناسب ثم أخبرتها مع تنهيدة ناعمة طيب انا عندي اقتراح كويس .. هشوف ريهام قبل ما تروح الاتيليه واخليها تبعتلك بكرا بنت تظبطلك مقاسات