روايه كامله بقلم نسمه مالك
بها العبرات..
سارت نحوه بخطي هادئة حتى توقفت خلفه مباشرة..
المسافة بينهما لا تذكر لكنهما لا يتلامسان اغمضت عينيها ببطء لتنهمر دموعها على وجنتيها و أخذت نفس عميق تملئ رئتيها بعبق رائحته التي تعشقها حد الإدمان..
رباه!!!..
كم تشتاقه فمنذ تلك المحڼة التي تعرضوا لها وهو مبتعد عنها..
رفعت يدها ووضعت أناملها على كتفه
إسلام..
جمد محله حين استمع لهمسها الباكي المرتجف تقول..
طلقني يا إسلام..
جملتها هذه كانت الشرارة التي أشعلت نيران ربما تقضي على الأخضر واليابس..
انتهي الفصل.
واستغفرو لعلها ساعة استجابة
أسدل الليل ستائره السوداء بعدما انقضت ساعات النهار سريعابدأت الأمطار تتساقط رويدا رويدا تمهد لعاصفة ستصل إلى حد السيول جعلت الجميع يختفون داخل منازلهم حتي أصبحت الشوارع خالية تماما من البشر خوفا من أن تصيبهم إحدي صاعقات البرق القاټلة..
.. بمنزل شرف..
تسير تهاني ذهابا و إيابا بلا توقف تفرك يديها ببعضهما بتوتر ملحوظ أمام أعين زوجها و أبنتيها الجالسين على أريكة كبيرة أسفل غطاء وثير يتناولون مشروبات ساخنة تمدهم بالدفء..
تعالي أقعدي يا أم نوح و بطلي قلقك دا.. ولادك مش أطفال صغيرين دول رجالة ميتخفش عليهم..
و البرودة الشديدة التي يشعر بها و هو داخل منزله أسفل الغطاء بينما أبنائه بالخارج يواجهان هذه الأجواء الصعبة جعلته يتمتم بسره..
ربنا يحفظك يا نوح يا ابني أنت و نور أخوك و ترجعولنا بألف سلامة ويعدي انهارده على خير..
كانت تهانى ممسكة بهاتفها تحاول الإتصال بأولادها للمرة التي لا تعلم عددها و هي تقول بنبرة أوشكت على البكاء..
أنا اللي غلطانة من الأول لما سبتهم ينزلوا و أنا عارفة أن الجو هيقلب بشكل دا.. كنت المفروض أمسك فيهم زي ما مسكت فيك يا شرف..
الحمد لله إنك منزلتش معاهم..الجو دا يتعبك و أنت مناعتك ضعيفة.. كان زماني مۏت من خۏفي عليك يا أبو نوح..
بعد الشړ عليكي يا حبيبتي .. غمغم بها شرف بمنتهي الحب الظاهر على محياه وعينيه التي تنظر لها نظرة متيمة جعلت وجنتي تهاني يشتعلان بحمرة الخجل..
أيوه يا نور.. أنتو فين يا ابني و أخوك مبيردش على تليفونه ليه..
قالتها تهانى بلهفة فور سماعها لصوت أبنها عبر الهاتف..
أطمني يا ماما .. أحنا جاين في الطريق و نوح راكب الماكينة و ماشي قدامي أهو.. بس مش هيعرف يرد عليكي وهو سايق..
......................................... سبحان الله .......
.. بمنزل عبد الحميد..
كانت رقية تقف خلف النافذة تنتظر زوجها بدموع منهمرة على وجنتيها كلما تذكرت نظرته لها حين ألقت على سمعه رغبتها بالأنفصال عنه لم ينطق إسلام حينها بحرف واحد و كأن صډمته فيها فقدته النطق رمقها بنظرة تصرخ پألم حاد كادت أن تفتت قلبها لأشلاء يخبرها بنظرته أنها ضړبته بمقټل بجملتها هذه طال الصمت بينهما كانت النظرات تبوح بما تحمله القلوب..
و برغم أن نظرتها له كانت تستجديه أن يهمس لها أنه لن و لم يتركها مهما حدث و سيبتعد عن هذه الصحبة الفاسدة و يكتفى بها هي و صغيره فهذا كل ما كانت تريد أن تسمعه منه بتلك اللحظة..
لكن عذرا لم يستطع أن يلبي رغبتها ربما كان يفعل هذا لها بوقت أخر هي أساءت إختيار التوقيت المناسب فحالته النفسية تكاد تكون على حافة الټدمير بل بعد ما قالته له بالتأكيد أصبح مدمر نفسياو هرول لخارج الشقة بل لخارج المنزل بأكلمه منذ الصباح الباكر و لم يعد و قد تعدي الوقت منتصف الليل مما جعل والده يتصاعد غضبه لأضعاف مضاعفة و لم يتوقف عن الشجار مع جميع من بالمنزل..
اتصلي بيه يا رقية قوليله أبوك حالف لو مجتش حالا ليخرج يبلغ عنك..
كان هذا صوت عبد الحميد الذي يدور حول نفسه وخلفه زوجته تحاول تهدئته بكافة الطرق متمتمة..
استهدي بالله يا عبد الحميد.. الواد كان خارج الصبح مش شايف قدامه و الدمعة هتفر من عينه بعد القلم اللي انت ادتهوله..
لا إله إلا الله .. همس بها عبد الحميد بسره و من ثم تحدث و هو يصطك على أسنانه پعنف..
أنتي مش شايفة الجو قالب إزاي و مش مبطل مطر و رعد و برق..الناس كلها مكنونه في بيوتها و ابنك قاعد عند الحشاشين اللي اتلم عليهم لحد دلوقتي بيعمل ايييه!..
اقتربت آية من والدها وقفت بجواره و امسكت يده تجذبه نحو شقتهم برفق مغمغمة..
يا بابا تعالي بس نقعد جوه من البرد دا و إسلام زمانه جاي ان شاءالله ..
نظر لها عبد الحميد نظرة يملؤها الآسي و تحدث