غيبات تمر بقلم مروة البطراوي
لإحساسه المخيف عليها وعلى نفسه فقد تحول من أجلها من رجل عدواني إلى رجل حنون.
علم زيدان بما حدث وڠضب لهروب شكران فهرع إلى المشفى ليجد وجه أمير متجهما ليسأله بعينيه فيرد أمير قائلا قصي في العمليات وحالته خطېرة اټصاب غدر منها لله هي
ثم أضاف غير مصدقا لنفسه وقال لأول مرة في حياتي قصي يصعب عليا.
واستطرد پحقد قائلا لأنها لو فضلت في السچن شرها هيزيد.
هز أمير رأسه يوافق زيدان الرأي قائلا معاك حق لأن الهانم استخدمت جبروتها
ثم ابتسم بسخرية قائلا دول بقوا يقولها المعلمة.
سخر زيدان قائلا مفيش فايدة فيها هتعيش وټموت وهي جبروت يبقى حلال فيها كويس انك كنت موجود ورا قصي.
تنهد أمير بتعب قائلا مسكينة غفران مموتة نفسها من العياط يا ترى لو جراله حاجة هتعمل ايه.
وتابع يهز رأسه بيأس قائلا الظاهر فعلا انها بتحاول تقضي على كل اللي بتملكه مها.
لوى زيدان ثغره قائلا مها بس يا ابني ده كل ستات الدنيا. مها وياسمين و شمس وهما زي ما يكون عملوا تحالف ضدها وأعجبوا براجل واحد.
سأله أمير قائلا زيدان أنت مش فاكر ليها حاجة كويسة مثلا تخليك تشفق عليها أصل أنا بسمع ساعات عن الأم اللي لتقوم بتربية الاولاد
قطب أمير جبينها ليتنهد زيدان بتعب قائلا لا بلاوي من صغري ومش عايز أتكلم فيها أرجوك.
ولكن ما باليد حيلة تذكر زيدان بعض ما حدث في صغره.
فلاش باك
ردت عليه وهي تجلده بلا رحمة قائلة أنا مش شكرية زميلتك في الكلية يا ماهر أنا ستك وتاج راسك.
هو حو إليها ولو بعد مية سنه هيفضل تأثيره عليها واضح.
باك
هنا تيقن زيدان أن الحوار كله كان على مها والدته. سخط على تلك المرأة التي حرمته من والدته وشقيقاته.
كانت تقف مستندة برأسها على باب العمليات تنتحب من خۏفها وقلقها على زوجها الذي بدأت حياتها معه للتو ليأتي شقيقها الذي علمت أنه شقيقها اليوم فقط شعرت بيده الحنونة وهي تربت على كتفيها برفق لتطمأنها أن كل شئ سوف يكون بخير تود أن تجذبه من يده وتخرج به إلى المجتمع الذي
هزت رأسها بضعف قائلة حاضر يا زيدان. أناهسمع كلامك أنت أخويا بس ليا طلب عندك. لو بتحبني ادعيله وسامحه وخلي ريحانة تسامحه.
واستطردت والدموع تقطر من عينيها مجددا وقالت لو جراله حاجة هضيع.
ثم قامت بوضع يدها على فمها حيث أصيب بالغثيان واستطردت قائلة مش أنا لوحدي اللي هضيع اللي جاي في الطريق كمان زيدان أنا حامل.
قطب زيدان جبينه واستنتج تصميمها على زواجها من قصي لتوضح هي له قائلة ولعلمك أنا عارفة من قبل ما أنت تقولي إن اللي بيرجع بيرجع علشان طفل.
اتسعت عيني زيدان من صدمة ما تفوهت به ليتأكد أن تفكيره خاطئ بل والأدهى هو ظنه بريحانة ظن سئ فها هي غفران كانت تعلم بحملها ولكنها ارتبطت بقصي حينما شعرت أنه مكمل لها. أيضا ريحانة لم تعد له بسبب الطفل بل هي اتخذته حجة فقط كنوع من حفظ ماء الوجه في لحظة إذا كان على نفس جبروته وظلمه.
كانت تجلس في غرفتها تتذكر شرط زيدان على أمير وهي تصفية أعمال القماړ وهو مكسب العيش له تتسائل فيما بينها كيف سمح لنفسه أن يعيش على هذه الأموال ثم سخرت من حالها وسألت نفسها سؤال أخر وهل والدي مثالي فهو كان يعيش على نفس الأموال ويطعمنا منها ترى هل لزيدان وطغيانه أن يعيش على هذا المكسب أم لا من المؤكد أن العيش على هذا الرزق هو الذي وفر حيزا كبيرا من الظلم في حياتها وكانت بداية الظلم هو ظلم شكران لها رغم أنها كانت فردا ليس له علاقه بذلك ولكن ظلمها هو رد فعلها على علاقة والدتها بزوجها.
مضي أسبوع وقصي بالعناية المركزة وغفران تدلف له كل يوم وتتناول يده بكفها الرقيق وتضع على بطنها وتتحدث معه عن الصغيرة التي تحملها منه وأحيانا كانت تنام على
ابتسم إليها بخبث لتستطرد قائلة أنا من حقي أقعد وأتكلم معاك ونعيش حياتنا وهما كمان يشوفوا حالهم أنت مش كبير العيلة دي.
وتابعت وهي تنفخ بضيق قائلة أنا خلاص بدأت أغير من اخواتك.
رفع حاجبيه باندهاش على غيرتها من شقيقاته لتزفر بحنق قائلة أنا
مش معارضة يا سيدي. أنت طول النهار معاهم ومش بترضى اني أروح ليهم طب على الأقل سبني أروح المصنع.
وتابعت وهي تشدد على شعرها بغيظ قائلة مش هيبقي خنقه كمان.
جلس بأريحية يستمتع بڠضبها لتشتعل عينيها بالڠضب ليبتسم إليها قائلا وأنا ميرضينيش خنقتك يا رورو أنا خلاص اتفقت معاهم همر عليهم بعد الشغل.
كل هذا لا يكفي لإسعادها ليضيف هو بذكاء قائلا لأن من بكره هنزلك المصنع ولازم أكون معاكي. مش هطمن وأسيبك قبل ما ألف حبل المشنقة حوالين رقبتها.
ذهبت نحوه وجلست بجواره تتنهد بتعب قائلة لو حصل وعملت كده هتبقى مرتاح للدرجة دي يا زيدان تقوم محامي وتوصيه يجبلها إعدام.
اندهش لاندهاشها لتجاوب على اندهاشه قائلة أنا صحيح بكرهها بس كنت مفكرة انك
صدرت منه همهمات تحثها على استكمال حديثها لتردف قائلة اني مكنتش متخيلة إن اليوم ده يجي
بشتغل معاهم بس عارفة الشغل اللي هو من غير ډم ده.
نظرت إليه بعدم استيعاب ليردف بحب قائلا لغاية ما ظهرت البرنسيسة في حياتي.
شهقت ريحانة جاحظة بعينيها وقالت اوعى تقول إنك طلعت مع الحكومة! مش معقول! علشان كده قلت لأمير يبطل قمار فهمت.
شعرت بالسعادة البسيطة حيث سألته بتوجس قائلة بس عندي سؤال أنت كنت بتصرف من الفلوس دي
زفر زيدان بحنق قائلا هتصدقيني لو قلتلك لا. هتصدقيني لو قلتلك كنت برميها في النيل.
حجظت بعينيها ليضيف قائلا هتصدقيني لو قلتلك إن فلوس أمير كنت حريص متدخلش جيبه وكنت ببدلها من فلوس
المصنع والشركة كانت غم.
تنحنح قائلا عرفتي ليه لما طلعته من السچن أصريت انه يشتغل علشان النقطة السودة دي.
ثم استطرد بضيق قائلا وطبعا أنا حاولت كتير مع الست شمس بس هي اللي رفضت.
واستطرد يوضح لها قائلا بس في حاجة عايز ألفت نظرك ليها مش الفلوس الحړام بس اللي بتقلب حياة الواحد چحيم لا دماغه وتفكيره.
ليتنهد براحة قائلا والحمد لله قصي فاق النهارده.
هنا تذكرت ريحانة ملحمة أسطورية سوف تحدث فاندلعت ضحكتها قائلة أربعة ايه قول ستة عارف مين الكابل الجديد أم واحده من الكابل الأول على أبو واحد من الكابل التاني هههههه.
ضيق عينيه لتصفق بمرح قائلة بابا وطنط ياسمين.
اندهش زيدان باهتمامها بوالدها وهو يتزوج بامرأة أخرى غير والدتها ليسألها قائلا أنت فرحانة يا ريحانة للدرجه دي بتحبي ياسمين طب ومامتك دي لو عرفت هطربق الدنيا فوق دماغكم كلكم.
وتابع وهو يعترف قائلا أه ياسمين كويسة.
شعرت ريحانة بالخزي من والدتها وأغمضت عينيها قائلة بحسرة يا ما قلتلها اللي بتعمله ده غلط وأنت السبب في اللي بابا فيه ولا حياة لمن تنادي.
وتابعت تفتح عينيها قائلة بتمني تعرف لما مامتك طلعت مها تمنيت تحصل معايا معجزة زيك.
شعر بحسرتها ليدس ايديها بين أحضانه قائلا بحب يا ستي تعتبر المعجزة حصلت معاكي لا معجزة ايه دي معجزات وأولهم أنا وتغيير باباكي وظهور سامر.
ثم تابع وهو يربت على ظهرها بحنان قائلا وتعتبر مها وياسمين أمهاتك.
تشبثت
بأحضانه قائلة وأنا فخورة بكل المعجزات دي وعايزة أفرح بالكل علشان أنا فرحانة يا ريت يا زيدان تمنح قصي وغفران الفرحة دي.
وأضافت پخوف قائلة وتنسى اللي فات.
هز رأسه إذعانا لطلبها فهو يريد إدخال السعادة إلى قلبها بأي شكل من الأشكال يكفيه أنها الوحيدة التي أدخلت الفرحة في قلبه ظهورها بالنسبة له حياة واختفائها مۏت قرر أن يتصافى مع الجميع من أجلها فقط كما تصالح مع ذاته أولا. حقا فترة بعدها عنه كانت تهذيب وإصلاح.
كانت تتسرب حياته أمامها كتسرب الماء من بين يدي ظمأن وبالرغم من أنها اعتادت من الدنيا أن تلوي وجهها أمامها إلا أنها رفضت فكرة الفقد له لم تبرح مكانها طيلة الأسبوع بالرغم من التشديدات في العناية ولكن شقيقها كان يسهل لها هذا الأمر لم تغادر غرفة العناية إلا بعد استفاقته وخروجه أمامها إلى غرفة عادية هي الآن تأكدت أنها لن تقدر على مواجهة العالم بدونه ولو غادر عالمها سوف يتركها بحزن وخوف من تحمل مسئولية طفل ينتفض جسدها بړعب عند تخيل هذه النقطة لا تريد المزيد من القسۏة في حياتها دائما الرياح تأتي معها بما لا تشتهي السفن. تود توجيهها الآن لترسو سفينة قلبها المعذب.
اسمك ومت يبقى أنا كده عادي وممكن أتجوز حد غيرك.
حدق في وجهها بفرحة حيث تأكد من تمسكه به وأنها لم تتزوجه لتلك العلة فانفرجت
جحظ بعينيه غير مصدق لما تقوله وهز رأسه بعدم استيعاب قائلا لا لا لا مش معقول .
تعالت ضحكتها حتى أدمعت عينيها قائلة برفق للدرجة دي مش مصدق يا قصي شوفت كرم ربنا علينا كبير ازاي شفت قد ايه احنا كنا غلطانين في حقهم وفي حق نفسنا
هز رأسه وتنهد بتعب قائلا شوفت يا غفران وبحمد ربنا إن اللي حصل ليا ده كله رغم إنه كان غصبن عني بس نعمة وفضل علشان أنا كنت وحش أوي.
ابتسمت غفران وربتت على يده بحنان قائلة مش لوحدك يا قصي أنا كمان كنت
زيك وأكثر وبرضه كان غصبن عني