السبت 23 نوفمبر 2024

بين الحقيقه والسراب

انت في الصفحة 17 من 68 صفحات

موقع أيام نيوز

بامتعاض 
افتكري كده وارجعي بذاكرتك لما جيت وقلت لك ما تمشيش واستنيني وهتعالج والموضوع اللي عندي الدكاترة قالوا لي ان له علاج بس بياخد وقت وخاصة إني في حاجة مش مفهومة عندهم في التحاليل وإنتي ساعتها مشيتي وصممتي على الفراق رغم محاولاتي الشديدة اني ما اهدش البيت ولا اضيع العشرة ورغم محاولاتي الكتيرة بردوا اني اكمل معاكي رغم طبعك القاسې والشديد اللي كنتي بتتعاملي بيه مع كل اللي حواليا وخاصه والدتي 
وضعت يدها على كفاي يده ونظرت داخل عينيه قائلة 
انا اسفه يا مالك سامحني وخلينا نرجع لبعض واوعدك اني هتغير تماما ده إن ما كنتش اتغيرت اصلا 
ابتسم بسماجة وتحدث موضحا لها
عارفه يا نهال مشكلتك انك بتتعاملي مع مالك على انه افقه ضيق قوي لكن انك ما تعرفيش ان مالك ما بقاش يبص بسطحية على الأمور زي زمان لا ده بيتعمق قوي فيها
عارفه لو رجعتي لي من غير ما يكون عندك ادنى معرفك بأني خلاص على وشك اني ىخف وأبقى طبيعي 
ورجعتي لي منك لنفسك وإنتي فعلا ندمانة وعايزه نرجع نعيش مع بعض تاني من غير ما يكون ليكي علاقة بهيام اختي وانها بتوصل لك اخباري على طول كنت فكرت وكنا رجعنا لبعض 
كادت ان تتحدث وتقاطعه الا أنه أشار اليها بكف يديه ان تصمت واكمل حديثه بتصميم 
شوفي بقى مهما تحاولي معايا من محاولات كده إنتي بتتعبي نفسك على الفاضي وبتضيعي وقت لأن اللي انا برميه ورا ضهري وخاصه لما يكون اللي رميته غدر بيا وما استحملنيش وقت شدتي يبقى ما يلزمنيش وقت زهوتي 
ثم انتصب واقفا عندما راى صديقتها اتت اليها مرددا باعتذار 
معلش مضطر امشي علشان عندي مواعيد شغل تانيه فرصة سعيدة 
ويا ريت تفكري في كل
الكلام اللي قلته لك كويس وما تضيعيش وقت في الفاضي 
ألقى اليها كلماته وترك المكان بأكمله عائدا
الى منزله بجراح انفتحت من جديد ومواجع انقلبت داخل عقله وسببت له بۏجع لن ينتهي على مر الزمان
في كلية التجارة جامعة عين شمس
احست بخيال من الأمل طاف أمامها وجعل قلبها يهدا من روعه قليلا ولكن ما تذكرته في الحال قضى على الأمل الذي بداخلها وشرعت في بكاء مرير 
شعر بان دموعها تقطع داخله ولا يعرف ما السبب
ونظر اليها متسائلا بضيق من تلك الدموع 
ممكن اعرف ليه بټعيطي دلوقتي
انا عايزك تهدي علشان خاطر نفكر هنعمل ايه في المشكلة دي وتطلعى منها بأقل الخساير 
ودلوقتي ممكن اعرف سبب الدموع ايه 
هدأت من حالها وأجابته بتيهة 
عمرها مابعتتلي رسايل ټهديد وعمري ما فكرت اني اسجل لها وهي بتكلمني في التليفون ما جاش في بالي اني اعمل كده 
كل تهديداتها لي اكترها بتجي لي الملجأ تفضى سمها في وداني وتنغص علي عيشتي وتمشي 
واكملت حديثها وهي تجفف دموعها بيديها مرددة باستفسار 
مش عارفه ليه انا الوحيدة اللي مركزه معايا في البنات الموجودين مع انها تقريبا عملت نفس الحوار ده مع كذا بنت وهكرت موبايلها 
نظر اليه بعيون تملؤها الشجن على ما تعيش من بلاء ومرار لا يليق بتلك البراءة وردد بكلمات تطمئنها
دلوقتي يا انسه مريم مش عايز دموع ولا عايز ضعف ولا عايزك كمان تبيني لها انك خاېفه منها او ضعيفة
في واحد مهندس الكترونيات شغال مع بابا في البنك هتكلم مع بابا في الموضوع ده ونحاول نلاقي حل بس لحد ما ده يحصل عايزك لو كلمتك في التليفون او جات لك تحاولي تسجلي لها وتماطلى معاها في الكلام وتستفزيها علشان نقدر نوقعها بسهولة 
واسترسل حديثه باستجواد
مش عايزك تبيني لها انك خاېفه ودايما بص لها بعيون قوية وهي اكيد هتفضل مستخدمه سلاح الټهديد ده ومش هتنفذ اي حاجه لأنها محتاجاكي فانتي اهدي وركزي في مذاكرتك علشان خلاص امتحانات الترم الاول قربت تخلص وما تتشتتيش 
اطمئن قلبها من حديثه وتمنت من داخل قلبها ان يكون لها اخ يساندها ويؤازرها في محنتها تلك ويقف بجانبها من غدر الزمان وتحدثت اليه بشكر وامتنان 
مش عارفه اشكرك ازاي يا دكتور انك ضيعت وقتك وسمعتني بجد انا ممتنه ليك جدا ولذوقك ولوقفتك جنبي وعمري ما هنسى سندك ليا 
واسترسلت حديثها پخوف متسائلة بتردد 
بس ازاي حضرتك بتقول إنها هتستنى كتير انا دلوقتي فاضل لي اربع شهور واتخرج خالص من الجامعة وهي هتنفذ ټهديدها ده لو انا ما وافقتش قبل ما اتخرج علشان خاطر تضمن اني ما لقيش مكان يحتويني غير الدار وتدمرلي مستقبلي خالص 
استوعب حديثها وأردف بنبرة جادة
ان شاء الله هنحاول نحل المشكله دي في اضيق وقت ممكن 
انا هديكي رقمي دلوقتي وانت تبعتي لي رقمك وفي اي وقت تيجي لك او يحصل حاجة جديدة تعرفيني أول بأول وما تقلقيش اللي بينا ده عمره ما يخرج لأي حد انت زي اخواتي بالظبط اللي ما رضهوش عليهم مارضهوش عليكي 
واستطرد حديثه بتوضيح وعيون تطمأنها
اهم حاجه تخلي عندك ثقة في ربنا ان هو مش هيسيبك ابدا وان كل ابتلاء بيبقى وراه فرج واني دايما ربنا بيخلق بعد الليل نهار علشان ينور قلوبنا وينور دنيتنا وان دايما الخير يكمن في الشړ اهم حاجه ما تستسلميش لمداخل الشيطانة دي وربنا المعين 
انتصبت واقفه بعدما تبادلا الأرقام وحملت حقيبتها وتحدثت اليه بعيون شاكره لذاك الخلوق 
بجد انا ربنا بيحبني انه وقعك في طريقي علشان تسندني وتقف جنبي بعد ربنا سبحانه وتعالى بشكرك من كل قلبي يا دكتور وبجد ربنا يكتب لك الخير دايما علشان اللي بيعمل خير اكيد هيلاقيه وعطفك عليا ووقوفك جنبي عمري ما هنساه طول حياتي 
شعر رحيم من حديثها بالشجن ولا يعرف ما السبب فى ذلك لأنه يحس إحساسا اخر غير العطف تماما كما قالت فبحضرتها تزداد دقات قلبه ولا يحبذ ان ينتهي الحديث بينهما فهو يشعر براحه تجتاح كيانه كلما يمر طيفها بباله ولم يفسر معنى ذلك الشعور الى الان وردد باستنكار لحديثها
شوفي مش عايزك تفتكري اني وقوفي جنبك ده عطف انا كده هزعل جدا لو قلتي الكلمة دي تاني انا بجد يا آنسة مريم بعتبرك حد مني و يخصني ما تتصوريش انا حزين من مشكلتك دي قد ايه وقلبي قايد ڼار من ساعه ما سمعت الكلام ده منك بس ما تقلقيش انا جنبك ومش هسيبك لحد ما تمري مشكلتك بأمان بس اي وقت تحسي بالخطړ قريب منك فورا تكلميني وهتلاقيني على طول قدامك ما تقلقيش 
يا الله كم جميل شعور الانسان الفاقد للاحتواء بالاحتواء 
يا الله كم جميل لطفك وكرمك حين تبعث للروح من يهدهدها ويروي ظمأها 
يا الله كم جميل ان تبعث لنا من وسط العتمه نورا ولو كان طفيفا يطمئن قلوبنا وينر دروبنا 
كانت تلك الكلمات ترددها مريم مع حالها بعدما انتهت من الحديث مع ذاك الخلوق
كم احست بارتياح شديد عندما خرجت ما يؤرق حياتها من الم واحست بطيف امل بعدما كانت وحيدة وشعور الخۏف يدمر قلبها وكيانها ټدميرا 
ولكن هل سيستطيع ذاك الطيف انتزاعها من الحفرة قبل ان تقبع بها أم للقدر رأي آخر 
كانت تردد مريم في شرودها تلك التساؤلات التي اهلكت روحها ولكن قررت ان تصمت
لكي تستريح ثم تعود الى معركة حياتها لكي تحارب بكل قواها وتدعو الله ان تنتصر 
شعرت الأخرى پغضب عارم من حديث تلك الريم واستشاطت ڠضبا 
ولوت فمها وتحدثت بنبرة ساخطة وهي ټضرب علي فخذيها بغل 
طب ولما الست هانم بتحس وعارفه الشرع وعارفه ربنا ليه عملتي اللي عملتيه واتسببتي
في مۏته وعايشه دور الكئيبة الحزينة بتمثليه

علينا والكل عمال يطبطب على الكونتيسة ريم وهم ما يعرفوش ان إنتي السبب في مۏته 
وخاتمه الكل على قفاه وسابكة الدور على الاخر بس مش علي هند ياعنيا 
نزلت تلك الكلمات على قلب ريم كالنيران التي شبت بين ضلوعها ورددت لتلك الشمطاء بتساؤل مريب 
كلام ايه اللي إنتي بتقوليه ده يا هند وعايزه توصلي بيه يعني لإن انا السبب في مۏته!
قصدك ايه انا اللي قټلته مثلا
زمت شفتاها وأنزلت بصرها للأسفل بحزن مفتعل ممزوج بمكر وتحدثت بنبرة استيائية مفتعلة 
انا كنت تحتيكوا يا حبيبتي في اليوم اللي انتم كنتم بتتخانقوا فيه مع بعض وصوتكم كان عالي وصوته هو بالذات لما كان بيقول لك يانا يا شغلك بره يا ريم تختاري ما بينا وإنتي بجبروتك قلتي له هختار شغلي وكسرتي قلبه ما مهمكيش الحب اللي كان بيحبه لك ده كله 
واسترسلت حديثها بعيون تنطق مكرا وشړا 
الراجل يا عين امه ما استحملش قسوتك في الكلام ولا استحمل شدتك معاه واڼصدم من ردك عليه وانك بعتيه بالسهولة دي علشان خاطر الشغل والكلام الفاضي اللي انت بتعمليه ده ونام النومه ما قامش منها ليه الجبروت ده كله 
ثم لوت فمها وتابعت حديثها بنبرة
ساخطة
ده انت اللي يشوفك يقول عليكي اطيب منك ما فيش وإنتي حية وحرباية بتتلون ب 100 لون وانا الوحيدة اللي هنا في البيت فاهماكي مش ريم الرقيقة الجميلة اللي الكل واخد الفكرة دي عنها 
كانت الأخرى في عالم اخر تستمع الى حديث تلك المسمۏمة الممزوج بالسخرية والټهديد واحست انها غير قادرة على النطق ولكن ليس خوفا من تلك الماكرة الشريرة ولكن تذكرت الموقف والحديث الاخير بينها وبين عزيز عيناها وروحها باتت تؤلمها من حديث تلك الهند التي غرزته پسكين داخل قلبها المسكين 
وتابعت الأخرى وهي ترفع حاجبها بمكر عندما استشفت معالم وجهها المړتعبة وظنت أنها وصلت لمبتغاها 
كلامي صدمك طبعا واعرفك اني مش قاعده هنا زي الاطرش في الزفه فا بالذوق كده هتاخدي بعضك وتاخدي ولادك وتورينا عرض كتافك ولا نقعد هنا انا وإنتي ونقابل بعض في الملعب واللي معاه الملك هو اللي يكسب 
افاقت ريم من تيهتها وقطبت جبينها باستغراب وتحدثت باستفسار 
انت ليه بتكرهيني قوي كده انا عملت لك ايه خلاكي تبقي مش طايقه وجودي وحتى بعد جوزي ما ماټ الله يرحمه لسه زي ما انتي !
حالي ما صعبش عليكي يا شيخه علشان تتعظى وتنعدلي وتنظبطي وتنضفي قلبك ده من جوه 
واسترسلت حديثها بدموع هابطة
كالشلالات على وجهها وكأنها حاضرة واعتادت النزول
انتي ايه شړ بيتحرك على الأرض يا شيخه ده انا جوزي لسه مېت بقى له اسبوعين ارحميني وابعدي عني بأذاكي وبقلبك اللي مليان شړ ده وسيبيني في حالي وانا اصلا ما ليش علاقه بيكي ولا هاجي ناحيتك ويا نحله لا تقرصيني ولا عايزه عسل منك 
ضحكت الأخرى بصوت عالي ثم ضړبت على فخذيها بغل ورددت بعيون جاحدة
اقول لك انا السبب ايه يا حلوه انا وإنتي ما ينفعش نجتمع مع بعض في مكان واحد من الأخر يا انت تطيريني يا انا طيرك وبصراحه كده الأحق منا اللي هي تطير وتفارق هو انتي
انا هنا
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 68 صفحات