الخميس 12 ديسمبر 2024

لمن القرار

انت في الصفحة 50 من 187 صفحات

موقع أيام نيوز


مغادرتها بأدب طالعته جيهان غير مصدقة عقابه 
اتفضلي أنتي على مكتبك يا استاذه فريدة 
غادرت الأخرى في صمت فتلاقت عيناهم 
طالعها بنظرة فاحصة فقد كانت على غير

عادتها باهتة الوجه الهالات تحاوط عينيها وهيئتها غير مهندمة لوهلة أراد أن يصدق إنها ليست كاذبة والحقيقة المؤسفة ورغم عدم حبه لها إلا كمتعة في حياته ولكن تلك المتعة تسكن أوجاعه تسكن أبشع ذكرى عاشها يوما ولم يتخطاها ولكن محمود لم ېكذب هي من دمرته وجعلته ېختلس الأموال وبعدما كان موظف ذو شأن أصبح رجل بلا عمل لا تقبل الشركات توظيفه أضاع مستقبله من أجل أن يحقق لها كل ما أرادته وهكذا كانت نهايته 

كنت صغيرة في السن كنت عايزة استمتع بشبابي أنا مقولتش ليه ېختلس الفلوس سيبتله البنت عشان أهلي مكنوش عايزينها ليه صدقته ومصدقتنيش 
وانسابت دموعها بغزارة فوق وجنتيها واقتربت منه تجيد رسم دورها 
نسيت حبنا يا جسار ده أنا محبتش حد زي ما حبيتك 
محبتيش حد زي ولا حبتيني عشان فلوسي يا جيهان 
التف بظهره وقد تجمدت ملامحه 
المحامي هيخلص كل إجراءات الطلاق وحقوقك هتوصلك 
علقت عيناها به فهل هكذا ستغادر حياته هل انتهى الأمر بها هكذا ازدردت لعابها تنظر نحو جسده 
أنا حامل يا جسار 
أصبح وجوده في الحارة حجة يأتي بها ليطمئن على حالة بسمة ولكن في الحقيقة يأتي لرؤيتها هي 
طالع فتحي سيارته التي اصطفت على بعد بسبب ضيق الحارة ثم ترجله منها 
سار بضعة خطوات ثم دلف البناية دون أن يهتم بتلك النظرات المتلصصة عليه تمهل فتحي في خطواته فقد اختار التوقيت المناسب لإصراف بسمه بعيدا اليوم حتى تجلب له بعض الأشياء من مناطق مترفقة 
بصق ما بفمه واتجة نحو كشك السچائر ليشتري منه علبة سجائر 
وبعدها كان يتجه نحو البناية يصعد الدرج المتهالك بتمهل اقترب من الباب المفتوح فوقعت عينيه على رسلان الذي وقف بقميصه بعدما أزال سترته وشمر عن ساعديه وينظر نحو ملك التي وقفت تعطيه بعض الأشياء حتى يصلح لها صنبور المرحاض 
الفرصة كانت سانحة له وقد أتت الطريقه له ببساطة
صړخ رسلان بعلو صوته يهتف اسمها بعدما اغرقت المياة قميصه 
ملك لو سامحتي هاتي المفتاح التاني 
ركضت ملك إليه تحمل ذلك المفتاح الذي يقصده 
قولتلك يا رسلان سيبني أكلم السباك لكنك صممت اتصرف بقى 
رفع يده عن الصنبور فاندفعت المياه نحوها واغرقتها بالكامل
عشان تبطلي رغي وتسبيني اشوف شغلي 
نظرت نحو ملابسها المبتلة فاحتقن وجهها من مزحته وسرعان ما كنت تغمض عينيها وهي تراه يفك أزرار قميصه حتى يزيله عن جسده
اندفعت نحو غرفتها كي تبدل ملابسها التي التصقت على جسدها 
والله والحارة بقت تلم ناس ميعرفوش العيب 
تجمدت في حركتها تضم جسدها بذراعيها والټفت ببطء نحو الواقف على أعتاب
باب الشقة المفتوحة 
تعالوا يا ناس شوفوا الفضايح وقلة الأدب 
اتسعت عينيها تستمع لصوت صراخه في صدمة قد الجمتها فاندفع رسلان للخارج بصدره العاړي ينظر إلى فتحي الذي وقف في الشرفة ېصرخ بأهل حارته 
جاية تقعد في حارتنا ولامه الرجاله حواليها لو في راجل في الحارة ديه عنده نخوة يتكلم 
ولا تعلم كيف ومتي أصبحت الشقة متكدسه بأهل الحارة عراك نشب بينهما والصړاخ يعلو وهي تقف مذهولة تكتم صوت شهقاتها 
انفض العراك بينهما فترنح فتحي للخلف ورسلان انحني بجسده قليلا يمسح الډماء عن فمه 
التقط فتحي أنفاسه يطالعه متهكما 
ما أنت مدام راجل ما تتجوزها ولا أنت والاستاذه غاوين الحړام 
غلت الډماء في عروقه واندفع نحوه يلكمه بقوة وسط الجميع 
اللي بتتكلم عنها مراتي يا حيوان
لجمت الصدمة فتحي فكيف تكون زوجته وهو قد افتعل الڤضيحه حتى يتزوجوا
والسؤال لم يكن له جواب حتى سقط فتحي أرضا
جلست في مقعدها تنظر نحو كل شئ بملامح جامدة اقترب منها يناولها كأس العصير بعدما أنفض أهل الحارة وأصبحت الشقة خالية بهم فالكل أصبح يصدق إنها زوجته وكيف لا يصدقون وهو قد دعاهم على حفل زفافهم ولولا مۏت العم حسني لكان الزفاف قد تم ولكن ها هم ينتظرون بعض الوقت ويتم الزفاف 
هتف اسمها بهمس ينظر إليها ولكنها كما هي ساكنها لا تبدي أي ردة فعل
خدي أشربي العصير يا ملك عشان نعرف نفكر هنعمل إيه
رفعت عينيها إليه تنظر نحو كأس العصير الذي يمده إليها تبتلع تلك المرارة في حلقها
نفكر أنت سيبت ليا فرصه أفكر يا دكتور
طالعها في صمت أسكن حواسه جميعها وضع كأس العصير أمامها وابتعد عنها يزفر أنفاسه
ملك صدقيني أنا معملتش كده عشان أجبرك أنا عملت ده عشانك يا ملك ده شرفك عايزانى اسمع إزاي كل الكلام اللي بيتقال وأقف أتفرج 
تجبرني إني أوافق اتجوزك ! 
نهضت عن مقعدها واقتربت منه وقد علت السخرية شفتيها تخبره بحديثه الذي القاه على أهل الحارة وبعد أن كانوا يدافعون عن فتحي أصبحوا يبصقون عليها لا يروه إلا خسيسا كما هو 
كل أهل الحارة بقوا مستنين الفرح العظيم اللي هيتعمل وهيكونوا معزومين فيه ما الدكتور كاتب كتب كتابه والفرح اتأجل عشان مۏت

عم حسني
ورغما عنه كان ينفجر ضاحكا لا يصدق إنه إستطاع نسج خيوط
________________________________________
كذبته وقد صدقه الناس بل واحتضنوه يباركون له ولحسن حظه كانت تلك السيدة التي توسط لها العم حسني من قبل من أجل علاج صغيرها أتت ركضا تمدحه وتخبر الناس إنه طبيبب ذو خلق طيب القلب
ضجرت من ضحكاته وتلك السعادة التي لمعت في عينيه حقا هو سعيد سعادة لا توصف لقد أصبحت زوجته حتى لو مجرد كذبه حالية وقريبا ستصبح الكذبه حقيقة
أنت بتضحك عشان انتصرت عليا مش كده
امتقعت ملامحه يستمع لحديثها 
بس لعلمك أنا مش هتجوزك
ورغم عنه كان يعود لضحكاته الصاخبة 
أنتي قدام أهل الحارة مراتي وبنجهز لفراحنا وأنا الدور عجبني وعيشت فيه خلاص 
عبست ملامحها وقبل أن تهتف بشئ كان يضع بيده فوق فمه بعدما عطس عطسات متتالية يطالع قميصه المبتل فوق جسده ثم عاد يطالعها بعبث
بكره هنروح نكتب كتب الكتاب مضطر أمشي للأسف عندي عملية بعد ساعتين
مش هتجوزك يا رسلان
ابتسم وهو يبحث عن سترته بعينيه فوقعت عيناه عليها فالتقطها يرتديها بعجاله غير عابئ بتكرار رفضها لزواجهم وغادر والابتسامة لا تفارق شفتيه 
تهاوت بجسدها فوق الاريكة ټدفن وجهها بين كفيها فما الذي طرء جديد بحياتها إنها عادت لتعود لنقطة البداية من جديد
تعلقت عينين جيهان بلهفة بملامح الطبيبة بعدما فحصتها ولكن سعادتها قد تلاشت وهي تعدل من هندام ملابسها وتتبعها لتسمع الخبر السعيد الذي سيربط جسار بها رغما عنه ولكن الخبر لم يكن سعيدا بتاتا 
للأسف الحمل خارج الرحم 
صړخت پقهر وهي تنظر نحو ملامح جسار الجامده 
لا لا 
إحتواها بين ذراعيه مشفقا وقد أثارت شئ داخله مع إنهيارها هل هو تعاطف معها أم إنه شعر بأبوته لذلك الطفل 
عاونها على دلوف السيارة فأخذت تبكي بقوة 
أنت كنت عايز كده أه خلاص مبقاش في طفل
تنهد بسأم فما الذي أصبح يعيشه الأن قاد سيارته في صمت فالحديث بينهم لن يجدي نفعا وها هو القدر يهيأ له الأمر وقد أرتاح ضميره 
وعلى حينا غرة وجدها تلتقط ذراعه تمد يدها الأخرى لتتحكم بعجلة القيادة صړخ بها بعدما لم يعد يتمالك الأمر والسيارة تتحرك بهم يمينا ويسارا 
أنتي مجنونه هتموتينا 
لو بعدت عني أنا ممكن أموت فخليني اموت وارتاح واعيشك بذنبي زي ما عملت مع نهال 
لقد ضغطت على جرحه بقوة ضغطت حتى الڼزف الذكريات تتخبط داخل عقله والذنب يلتف نحو رقبته فيزيده خنقا ولكن هنا شئ يحثه على أن يفيق 
دفعها عنه والتقط عجلة القيادة ولكن لم يستطع التحكم بها واصبحت السيارة تحتضن تلك الشجرة العتيقة 
ولخلو السيارات من هذا الطريق وهدوءة كان الصمت يحتل اجسادهم 
شهقت بسمة مصډومة مما تسمعه لقد وزنت الأمور داخل عقلها وعلمت الآن لما أصر عليها فتحي مغادرة البيت لجلب بعض الأشياء حتى قطعت أنفاسها وتخدرت قدميها من شدة الألم ولكنها تعلم تماما أن هناك شئ ما في نفس شقيقها
بس انا زعلانه منك يا ملك كده تتجوزوا من غير ما اعرف 
اغمضت ملك عينيها وقد ازداد حنقها من غباء بسمه الذي أتى في غير موضعه اليوم 
بسمة ابوس ايدك النهاردة أنا على أخرى متجوزين إزاي 
حكت بسمة فروة رأسها حتى تستوعب الأمر فاتسعت عينيها غير مصدقه 
يعني هو قال كده عشان ينقذ الموقف اول مره فتحي اخويا يعمل حاجه عدله في حياته 
امتقع وجه ملك وهي تتذكر أمر فتحي 
ياريت يا بسمه متجبليش سيرته ربنا ينتقم منه ويفضحه زي ما فضحني 
غامت عينين بسمه بالحزن فتنهدت ملك بضيق تمسك كفها تربت عليه 
متزعليش مني يا بسمه بس كله ده هيترد لاخوكي في عرضه 
اخفت بسمة حزنها تحاول أن ترسم إبتسامتها كما اعتادت 
بس صدقيني ده أحسن حاجه عاملها فتحي دكتور رسلان بيحبك وبيحبك اوي كمان ده كل يوم كان بيجي يطمن عليا عشان يشوفك أنتي 
واغمضت عينيها تهيم في عالم تتمناه ولكنها تعلم لن تحصل عليه 
ياريت الاقي حد يحبني ربع الحب ده 
طالعتها ملك بنصف عين تنتظر تكملة هيامها ففتحت بسمة عينيها خجلا ترفع حاجبيها 
خلينا في موضوعنا يا ملك هتفضلي لحد إمتى بتضحي وبتدي ليه متكونيش انانيه لمرة واحده وتاخدي حاجه من الدينا واه ربنا بعتلك الفرصه صحيح الفرصه جات متأخره بس جات لو رسلان مكنش قدرك كنتي هتكملي طريقك مع جسار لكن طرقكم افترقت وقولتيلي إنك كنت فاكرة لما هتبعدي عن جسار هتكتشفي حبك ليه لكن اكتشفتي إن اللي كان بيربطك بجسار ومازال بيربطكم هو الوفاء وإن كل واحد فيكم لما دخل حياة التاني كان علامه فارقة في حياته 
اعتدلت بسمة في مقعدها حرجا تنظر لملامح ملك المبهمة تتسأل 
كلامي مش مقنع صح 
بالعكس يا بسمة أنا مستغربه إنك في السن ده وناضجة كده 
ابتسمت بسمة بمرارة ولكن كالعادة تسخر على حالها مازحة
الحياة مدرسه

كبيره وما شاء الله عليا ربنا يحرسني ويحميني باخد امتياز فيها 
ووضعت كلا يديها فوق وجهها 
باين الامتياز صح 
ضحكت ملك كما ضحكت هي وسرعان ما هتفت پألم 
أنا اتعودت عليكي اوي
يا ملك هعمل إيه لما تتجوزي وتسيبي الحارة 
التقط ذراعها پعنف بعدما دلفت من باب الشقة تآوهت پألم تمسد فوق ذراعها 
حرام عليك يا فتحي ده أنا دراعي مخفش من العلقة الأخيرة 
كفاية رغي بدل ما اكسرهولك مراته ولا مش مراته 
طالعته بسمة بغباء تقطب حاجبيها وهي تدلك ذراعها فصړخ بوجهها حانقا 
مراته يا بت ولا مش مراته بدل ما أمسيكي بعلقة 
مراته مراته 
اقترب منها يتناول شعرها من أسفل حجابها يدفعها للأمام 
ومدام مراته وأنتي عارفه مقولتيش ليا ليه 
حرام عليك يا فتحي شعري بيوجعني 
دفعها بقوة كادت تسقطها أرضا 
سيبت شعرك اه اللي شبه غسيل المواعين ردي بقى ياختي كنتي عارفه ولا لاء 
اماءت برأسها كاذبه 
كنت عارفه 
التقط كلا ذراعيها يقبض عليهما بقوة 
كنتي عارفه ومقرطساني 
لم تتحمل قوة قبضته فوق ذراعيها فدفعته عنها صاړخة 
وأنت مالك يا فتحي بالحكاية مراته ولا مش
 

49  50  51 

انت في الصفحة 50 من 187 صفحات