الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية حياتي ملكك

انت في الصفحة 16 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز

قبل ان تقول بجدية 
لوحدنا .. نتكلم لوحدنا ..
رد جاسر وهو ينظر بقوة الى عينيها 
اولا ملك مراتي ومعنديش حاجة اخبيها عنها .. ثانيا احنه مفيش كلام بينا ..
قالت ريم بسرعة وانفعال 
لا فيه يا جاسر .. احنه لازم نتكلم .. جاسر انا بحبك واسفة ..
شعرت ملك بقلبها ينشطر الى نصفين عندما سمعت اعتراف اختها بينما قاطعها جاسر پغضب 
ريم الزمي حدودك .. انا دلوقتي جوز اختك .. احترمي ده على الاقل ..
قالت ريم 
انت اتجوزتها عشان الڤضيحة مش حبا فيها .. انت بتحبني ..
حررت ملك كف يدها من يده وتحركت راكضة الى غرفتها بيمنا تطلع جاسر اليها بضيق وقال بصراحة مطلقة 
انا عمري محبيتك يا ريم .. ارتباطي بيكي كان غلطة والحمد لله انها مكملتش .. تقدري تفضلي دلوقتي وبالنسبة لهروبك يوم فرحنا فاعتبريني سامحتك عليه .. وياريت تتفضلي دلوقتي من غير مطرود ..
تطلعت ريم اليه بعينين دامعتين قبل ان تخرج مسرعة من المنزل محاولة اخفاء دموعها بينما نظر جاسر الى رزان الساهمة بضيق قبل ان يعود الى غرفته عائدا الى ملك ..
صعد اليها ليجدها واقفة امام النافذة تتطلع خارجها بشرود .. اقترب منها وهو يهتف اسمها بخفوت ليجدها تتحدث وكأنها تكلم نفسها 
كان عندي 13 سنة لما ماما ماټت .. ماما كانت مريضة قلب .. الدكاترة حذروها انها تخلف تاني من بعدي بس هي اصرت تخلف عشان تجيب لبابا ولد يشيل اسمه .. مفكرتش فأي حاجة غير انها تحقق حلم بابا .. وحملت وجابت الولد اللي بابا كان نفسه فيه بس مستحملتش وماټت ..
صمتت قليلا قبل ان تكمل وهي تلتفت نحو جاسر الذي كان يستمع اليها بإهتمام 
ماټت وسابت علي ومنى .. منى اللي بابا سماها على اسم امي عشان يحس انها لسه عايشة بينا .. بقينا لوحدنا .. وحسينا بوحدة فظيعة .. انا اكتر وحده حسيت بالوحدة لاني كنت قريبة جدا من ماما ومتعلقة بيها بشكل غريب عكس ريم اللي كانت تعلقها فيها عادي مش اوفر يعني ..
ابتلعت ريقها وهي تحمل 
فضلت اسبوع فأوضتي .. مقدرتش احضر العزا ولا قدرت اتكلم او اكل .. لحد ما فيوم سمعت صوتهم وهما بيعيطوا .. بابا كان تعبان اوي ومس مستوعب انوا خسر حب حياته .. وريم كانت فعالمها الخاص .. شغلها وصحابها .. مكانش فيه غيري .. رحتلهم وشلتهم وقعدت اهدي فيهم .. مصحتش المربية اللي بابا جابها عشانهم .. حسيت انوا دي مسؤوليتي انا .. ومن ساعتها قررت اني اكون ام ليهم واني اكون مسؤولة عن كل حاجة تخصهم ..
صمتت قليلا والذكريات تتدفق امام عينيها 
كانوا بيكبروا قدام عيني وانا كنت بكبر معاهم ..

اهملت كل حاجة وركزت على حاجتين اخواتي ودراستي .. رغم انشغالي بيهم بس كان عندي حلم اني اخش كلية من كليات القمة .. وفعلا اجتهدت وجبت مجموع يدخلني كلية الصيدلة .. بس قالولي انوا دراستها صعبه ومش هلحق عليها خصوصا انوا اغلب وقتي كان لأخواتي اللي كل ما بيكبروا اكتر كل ما مسؤوليتهم بتزيد اكتر .. فقررت ادخل كلية ألسن .. 
ابتسمت پألم 
كنت بسمع الكل بيتكلم عني وعن شكلي .. لبسي اللي مكنتش مهتمة بيه .. كنت بلبس اي حاجة قدامي واخرج .. شعري اللي كنت بسرحه بسرعة واجمعه .. وشي اللي مش بحط عليه ميك اب .. نظارتي اللي مش پقلعها لاني مش بشوف من غيرها اصلا ..
ادمعت عيناها وهي تكمل 
بس مكنتش مهتمة نهائي .. من انا وصغيرة مكانش شكلي من ضمن اهتمامي .. عمري مبصيت للشكل .. ولا اهتميت فيه .. دي كانت طبيعتي من انا وصغيرة .. وكبرت واستمريت كده .. كنت سايبه نفسي على طبيعتي رغم انوا كتير كانوا بيسخروا مني ومن شكلي ولبسي .. حتى ريم كانت متدايقة مني بسبب الموضوع ده .. بس انا مكنتش مهتمة يا جاسر ..
اشارت الى نفسها وهي تكمل 
انا بحب نفسي كده .. برتاح كده .. مش بشوف نفسي غير كده .. انا مش بيهمني حد .. ولا رأي حد.. واللي مش بيحبني وانا كده يبقى مش عاوزاه يحبني اصلا ..
خلصتي ..!
سألها وهو يبتسم بهدوء لتومأ برأسها وهي تخبئ دموعها .. اقترب منها حتى وصل امامها ولم يعد يفصل بينهما الا سنتيمترات قليلة 
تعرفي انك فنظري اجمل بنت فالدنيا .. وانوا ستات العالم كلها ميجوش حاجة جمبك .. تعرفي اني مبقتش اشوف ست فالدنيا غيرك ..
قاطعته بذهول 
ليه ..!
اجابها بجدية 
لانوا اللي بيحب حد بجد بيشوفه اجمل شيء فالكون .. مش بيشوف غيره اصلا ..
بيحب ..!
نطقتها بعدم تصديق ليومأ برأسه وهو يعترف اخيرا بما خبأه طويلا 
ايوه بيحب .. انا بحبك يا ملك .. بحبك ..
شعرت بقلبها ينبض پعنف بينما لسانها يرفض ان ينطق بحرف واحد .. ظل يتأمل جمودها وذهولها بهدوء قبل ان يكمل بجدية 
انا مش هطلب منك
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 28 صفحات