رواية جديدة بقلم ايه محمد رفعت
وكنا بنشوفك فين عشان تيجي معانا .. هعدى عليك ناخدك
بلاش مش حابب أخرج النهاردة
ليه يا ابنى تعالى نغير جو أنا من زمان ما خرجتش وانت كمان .. يلا فرصة نسهر سهرة حلوة
رفض مراد بإصرار قائلا
لأ يا طارق .. قولتلك مش حابب أخرج
خلاص برحتك .. سلام
سلام
قال حامد الجالس بجوار طارق فى السيارة
هييجى
لأ قال مش حابب يخرج
ده لو بنت مش هتحبس نفسها فى البيت كدة
سيبه على راحته
هتف حامد بغيظ
أنا نفسي أفهم هو البنى آدم ده ايه بالظبط .. مفيش وراه غير الشغل وبس .. أنا عمرى ما شوفت حد صعب زيه كده
قال طارق بهدوء
مراد طول عمره بيحب شغله
قال سامر الجالس بالخلف
بس مش كده .. يعني محسسنى ان الدنيا شغل وبس .. يشتغل ماقولناش حاجه بس يشوف مزاجه برده .. ده لما واحدة بتعدى من أدامه مبتتهزش فيه شعره مهما كانت مزه طحن
سبنالك انت المزز دول
قال حامد بسخرية
وانت كمان غريب .. عايش فى المدينة الفاضلة .. يعني عايز تفهمنى انك عمرك ما غلطت أبدا
قال طارق فورا
أكيد غلطت بس غلط عن غلط يفرق
آه .. أنا قولت كده برده
قال طارق بإستغراب
قولت ايه
قال حامد بنفس السخرية
تنهد طارق بحسرة قائلا
مراد مكنش كده خالص .. بس حصلت ظروف غيرته
قاطعهم سامر قائلا
كفاية بأه كلام عن مراد وقولولى ناويين تسهرونا فين
عادت مريم من عملها .. توجهت الى المطبخ وأخرجت من الثلاجة جبنة وخبز وشرعت فى عمل سندوتش وتناوله .. ثم توجهت الى غرفتها لتغير ملابسها .. فتحت الدولاب الذى كان مقسم من الداخل لنصفين قسم يحوى ملابسها وقسم آخر يحوى ملابس أصغر سنا توقفت أما الملابس الصغيرة جذبت احداها وظلت تتحسسها فى ألم وكأنها تشتاق الى صاحبتها .. تنهدت وانتهت من تغير ملابسها ثم جلست على فراشها صامته لا تفعل شيئا سوى النظر الى فراغ
فى الصباح توجهت الى عملها عن طريق المترو مثلما تفعل كل صباح .. قالت لها مى وهى تتمعن فيها
قالت مريم وهى تبدأ فى تشغيل حاسوبها
أيوة الحمد لله
قالت مى پحده
يبأه رجعتى تانى متكليش كويس .. شوفى وشك فى المراية بأه عامل ازاى يا مريم
قالت مريم مدافعه عن نفسها
والله باكل يا مى .. هعيش من غير أكل يعني
طيب بصى شوفى فى المرايه وشك أصفر ازاى
قالت مريم بحنق
خلقة ربنا أعمل ايه يعني
لا مش خلقة ربنا يا مريم .. حرام عليكي اللى بتعمليه فى نفسك ده يا بنتى انتى لسه صغيره قالت مى
أيوة هتعيش مع مين يعني .. ملهاش حد تعيش معاه
ولا حتى أهل أبوها أو أهل أمها .. يعني ملهاش أعمام خيلان خالات
لأ ملهاش حد خالص .. أهل مامتها ميتين ومامتها كانت البنت الوحيدة ليهم .. وأهل باباها مش عايشين هنا
قالت أمها بسرعة
طيب يلا شيلي الأكل معايا نحطه على السفرة ..اتأخرنا فى الغدا أوى وعندنا ضيفه ميصحش
التف ثلاثتهم حول طاولة الطعام .. قالت والدة مى
مريم حبيبتى كلى مبتاكليش ليه
ابتسمت لها مريم بخجل قائله
باكل يا طنط
هتفت الأم
ده أكل عصافير يا بنتى .. كلى كويس يا
حبيبتى ولا مكسوفة انتى زى مى بنتى
لأ أبدا يا