رواية كاملة رائعة جدا
مشغول !
عضت علي شفتها بخجل من إحراجه لها و أدمعت عيناها و نظرت امامها مرة أخري
عاود ليتابع عمله مرة أخري و قد لاحظ صمتها
فتجاهل وجودها بجانبه ..
وقفت الحافلة في المكان الذي من المفترض أن تهبط به
نهضت و تفاجأت أنه نهض معها لكن ليس من شأنها أن تسأله .. فلا تريد إحراج
حالها أكثر من ذلك
سارت حتي نزلت من الحافلةو بعد فترة من أستكشافها للجامعة دخلت نحو المدرج الخاص بها
كانت أجتماعية بعادتها .. بدأت تتعارف عليهم و قد سهل عليها هذا إتقانها للغة الإنجليزية و الألمانية
و لبرهة حل الصمت في القاعة لترفع نظرها و تراه مرة أخري
فغرت فاهها و هي تقول بحالها
يا نهار اسود .. دة الدكتور !!
بدأ بإلقاء المحاضرة و هي شاردة تماما بعواقب هذا الموقف الذي جمع بينهما بالحافلة إن علم أنها تلميذته
ادخل
ابتسمت حين رأت شقيقتها تدلف إليها و قالت و هي تمد يدها كإشارة للدخول
أهلا و الله نور هانم بنفسها عندنا حصلنا الشرف !!
علي فكرة مش جاية عشانك..
دة أنتي مصممة بقا !!
هتفت بها ليلي و هي ترفع حاجبها بدهشة لتردف نور
يا نور افهمي.. هي مش متقبلة الدنيا و لا راضية تكلم اي حد أصلا حتي أنا
بس أنتي قولتي انها بتسمع اللي بيتكلم معاها .. سيبيني أتكلم معاها يمكن تتفاعل معايا
براحتك يا نور عايزة تروحيلها تعالي اوديكي
خرجا معا و استقلا المصعد و صعدا نحو الطابق الثالث و اتجها نحو غرفة يجلس امامها حارس مخصوص بخلاف جميع الغرف
أزيك يا عم صلاح عامل اية
الحمد لله يا دكتور ليلي بخير
طيب أنا هدخل و مش هطول لأني عايزة أخرج اتكلم معاك
أتفضلي يا دكتور
مدت نور يدها لتفتح الباب الخاص بالغرفة نظرت إلي تلك الحجرة ذات اللون البنفسجي و الرسومات الكارتونية علي جدر هذه الغرفة
التي في زاوية منها تكمن طفلة يبدو أنها لم تتعد الخامسة من عمرها ذات شعر بني قصير و عينين عسليتان
صباح النور يا هند !
قالتها نور و هي تجلس أمامعا بحذر لترفع الطفلة عينيها نحوها و تبتسم
رفعت ليلي حاجبها باندهاش فكم حاولت مع هذه الصغيرة لكي تجعلها حتي تنظر لها و لم تستجب !!
اردفت نور في محاولة منها لجذب أنتباهها هزت هند رأسها بمعني أنها بخير و لم تتحدث لتقول نور
طيب بترسمي أية بقا وريني كدة !
اعطت هند الدفتر الذي ترسم به ل نور و هي تنظر ل ليلي بسخط و كأنها الساحرة الشريرة لتهز ليلي رأسها باستغراب و هي تقول موجهة حديثها ل
نور
أنا خارجة برة يا نور .. لما تخلصي أبقي تعالي !!
خرجت ليلي و هي في حالة من الاندهاش فهي لا تتقبلها و تعيش حالة من العزلة لا أحد يستطيع إخراجها منها و لكن عندما تري نور ينقلب حالها تماما
التفتت نحو تلك الحارس الذي يجلس علي الكرسي مترقب حديثها و قالت
طمني يا عم صلاح هند عاملة اية !
بصراحة يا دكتور ليلي هي مش بترضي تتكلم مع أي حد و لا تشوف أي حد .. حتي الأكل لما بندخلهولها ممكن تسيبه زي ما هو باليومين و متقربش منه و متأكلش إلا لما نغصب عليها و ټعيط عياط يقطع القلب
تنهدت ليلي بحزن ليردف صلاح قائلا لها
شوفي يا دكتور أنا هنصحك نصيحة لأني بعتبرك زي بنتي انا معرفش أية صلتك بالبنت دي بس اللي اعرفه نظرات الحزن اللي في عينك عليها .. لو تهمك فعلا قربي منها و خليها تحبك صدقيني الطب مش هو علاجها .. البنت دي محتاجة حنية و لو أنتي وفرتيهلها يبقي مشكلتها أتحلت
نظرت له ليلي مطولا و هي تفكر بحديثه لتجد باب الغرفة يفتح و تخرج منه نور مبتسمة